"كلمة تاريخية في ميونخ واجتماع القوات المسلحة".. نشاط السيسي في أسبوع
القاهرة- أ ش أ:
تعدد نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الأسبوع الماضي، وتركز حول زيارته لألمانيا للمشاركة في مؤتمر ميونيخ للأمن، عقد خلالها قمة مع المستشارة أنجيلا ميركل والتقى مع عدد من كبريات الشركات الألمانية، وعقد عقب عودته اجتماعا بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة، واجتماعا لمتابعة آخر الاستعدادات لتنظيم بطولة الأمم الأفريقية لكرة القدم.
كما استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، ثم أعضاء اللجنة الأمريكية التي دعمت منح "ميدالية الكونجرس الذهبية" للرئيس الراحل السادات، كما استقبل رؤساء المحاكم الدستورية والعليا الأفارقة، والنواب العموم المشاركين في المؤتمر الذي تنظمه النيابة العامة، وتلقى اتصالا من الرئيس الكيني.
واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بالتوجه إلى ألمانيا للمشاركة في أعمال مؤتمر ميونيخ للأمن لعام 2019، الذي يعد أحد أكبر وأهم المؤتمرات الدولية التي تناقش السياسة الأمنية على مستوى العالم.
وطرح الرئيس السيسي، خلال المؤتمر، رؤية مصر لسبل التوصل إلى حلول سياسية لمختلف الأزمات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، في ضوء ثوابت سياسة مصر الخارجية التي تستند إلى الحفاظ على كيان الدولة الوطنية، وترسيخ تماسك مؤسساتها، وقواتها الوطنية النظامية واحترام سيادة الدول على أراضيها وسلامتها الإقليمية، وكذا جهود مصر في إطار مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف.
كما عرض الرئيس رؤية مصر لتعزيز العمل الأفريقي خلال المرحلة المقبلة، في ضوء الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي للعام الحالي 2019، وذلك من خلال دفع التكامل الاقتصادي الإقليمي على مستوى القارة، وتسهيل حركة التجارة البينية، في إطار أجندة أفريقيا 2063 للتنمية الشاملة والمستدامة، فضلا عن تعزيز جهود إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات.
وتضمنت زيارة الرئيس لألمانيا نشاطا مكثفا على الصعيد الثنائي، حيث التقى مع عدد من رؤساء الدول والحكومات لتعزيز العلاقات الثنائية بين مصر ودولهم في شتي المجالات، بالإضافة إلى تبادل الرؤى ووجهات النظر حول تطورات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وعقد الرئيس السيسى قمة مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، حيث أكد الرئيس الحرص على تعزيز علاقات التعاون والتنسيق بين البلدين، وكذا تطلع مصر لأن تشهد الفترة القادمة مزيدا من التفاعل خاصة في ظل رئاستها للاتحاد الأفريقي وعضوية ألمانيا الحالية في مجلس الأمن.
وشهد اللقاء استعراضا لعدد من الموضوعات الثنائية والتطور المطرد الذي تشهده العلاقات بين البلدين وبصفة خاصة الملف الاقتصادي، مشيرا إلى ما نلمسه من تعاون ونشاط خلال الفترة الأخيرة لكبري الشركات الألمانية المشهود لها بالكفاءة والخبرة الكبيرة مثل شركة مرسيدس التي قررت استئناف نشاطها مصر، وهو ما يعكس تنافسية السوق المصري، معربا عن التطلع لجذب مزيد من الشركات الألمانية الكبرى للاستثمار في السوق المصري.
كما تطرق اللقاء إلى عدد من الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفى مقدمتها الأزمة في ليبيا وسوريا، وكذلك رؤية مصر بشأن سبل تعزيز العمل الأفريقي المشترك في ضوء رئاسة مصر الحالية للاتحاد الأفريقي، حيث استعرض الرئيس أولويات الرئاسة المصرية للاتحاد، خاصة فيما يتعلق بتعزيز اندماج القارة اقتصاديا وتجاريا في إطار الاتفاقية التجارة الحرة القارية، وكذلك صياغة مشروع قاري للبنية الأساسية في أفريقيا، منوها إلى أنه يمكن لألمانيا أن تقوم بدور فاعل في هذا الإطار، من خلال التعاون مع الشركات الألمانية، وإطلاق مشروعات للتعاون الثلاثي بين مصر وألمانيا بالقارة الأفريقية، فضلا عن أهمية تعزيز السلم والأمن في أفريقيا وتسوية النزاعات.
واستقبل الرئيس السيسي، على هامش المؤتمر، كلا من الرئيس الأوكراني بيترو بورشنكو، والسيدة كيرستى كاليوليد رئيسة أستونيا، وماركوس سودير رئيس وزراء ولاية بافاريا الألمانية، وتناولت اللقاءات سبل دعم العلاقات الثنائية في مختلف المجالات خاصة فيما يتعلق بزيادة التبادل التجاري والاستثماري والأفواج السياحية.
كما التقى الرئيس السيسي مع كبار رجال الأعمال ورؤساء الشركات في ألمانيا والعالم، وذلك في إطار جهود مصر لتشجيع الاستثمار ودفع جهود التنمية الشاملة بها وكذا استعراض تطورات الإصلاح الاقتصادي في مصر ومستجدات تنفيذ المشروعات التنموية الجاري العمل بها، ومن بينهم بيتر ريدل رئيس شركة رودا أند شوارتز، التي تعد من أبرز وأهم الشركات الألمانية والعالمية في مجال الأمن الإلكتروني وتأمين المنشآت، وهارالد كروجر رئيس مجلس إدارة شركة بى إم دبليو لصناعة السيارات، وإيكارت فون كلايد نائب رئيس مجموعة "دايملر أيه جي" والتي تضم "مرسيدس للسيارات" ضمن شركاتها، وجيدو كيركهوف الرئيس التنفيذي لمجموعة "تيسنكروب" العالمية.
ثم التقى الرئيس مع عدد من رؤساء كبرى الشركات الدولية، حيث أعرب الرئيس، خلال اللقاء، عن حرص مصر على تعزيز تعاونها مع مختلف الشركات الدولية وزيادة حجم استثماراتها في مصر، مشيرا إلى التطورات الإيجابية التي يشهدها الاقتصاد المصري في ضوء برنامج الإصلاح الاقتصادي، وكذلك ما تشيده الدولة حاليا من مشروعات تنموية كبرى لتحفيز الاقتصاد ودفع معدلات النمو، وتوفير المزيد من فرص العمل.
وشارك الرئيس السيسي في غداء العمل الذي نظمته إدارة مؤتمر ميونخ للأمن على شرفه، حيث أعرب عن تطلع مصر لتوسيع آفاق التعاون خلال المرحلة القادمة وجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتدشين مشروعات مشتركة في مختلف المجالات، أخذا في الاعتبار أن تلك المشروعات لن تهدف فقط لتلبية احتياجات السوق المصري، بل والنفاذ لأسواق ضخمة في أفريقيا والمنطقة العربية وأوروبا، ترتبط معها مصر باتفاقيات للتجارة الحرة.
ونوه الرئيس السيسي للمزايا التي يتمتع بها الاقتصاد المصري حاليا من حيث توفر البنية التحتية اللازمة والأيدي العاملة الماهرة منخفضة التكلفة، بالإضافة إلى الحوافز المالية والضريبية غير المسبوقة التي يوفرها قانون الاستثمار الجديد وحجم السوق الكبير، والبنية التشريعية المناسبة، فضلا عن قيام الدولة المصرية بتنفيذ سلسلة من المشروعات القومية الكبرى لتحفيز عجلة الاقتصاد ودفع معدلات النمو، وكذلك تطوير قدرات مصر على إنتاج وتوفير الطاقة وتنويع مصادرها، بما يمكنها من زيادة قدراتها الإنتاجية، ويؤهلها لتصبح مركزا إقليميا لتداول الطاقة ومصدرا مستقرا وشريكا يمكن الاعتماد عليه.
وشارك الرئيس السيسي في الجلسة الرئيسية لمؤتمر ميونيخ للأمن والمخصصة لأفريقيا وأوروبا، حيث أكد الرئيس خلال الحوار الذي شهدته الجلسة أن التعاون بين الدول العربية والأوروبية هو تعاون ممتد عبر التاريخ بحكم الجوار الجغرافي والصلات الممتدة والعلاقات المتشابكة، وهو الأمر الذي جعل أوروبا أكبر شريك للمنطقة العربية، وهناك إمكانيات كبيرة لتعميق التعاون على مختلف الأصعدة وفى شتي المجالات.
وحول مكافحة ظاهرة الإرهاب، أكد الرئيس أنه كان أول رئيس دولة إسلامية يطالب بتصويب الخطاب الديني، خاصة وأن شتي الدول تعانى من الخطاب الديني المتشدد ليس فقط الدول العربية أو الإسلامية بل العالم بأسره، وشدد الرئيس على ضرورة أن ينتبه العالم لتلك الظاهرة، ففي عام 2014 طالب بضرورة التعامل بحسم لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وأنظمة الاتصال الحديثة في نشكر الفكر المتطرف، وتجنيد العناصر واستخدامهم لإيذاء العالم، وهو الطلب الذي لم يتم التفاعل معه بالشكل المناسب على الصعيد الدولي، وفي التقدير فإن الفكر المتطرف سيظل يساهم في تفشي ظاهرة الإرهاب ما لم تتم إجراءات دولية حاسمة لتقويضه.
وقال الرئيس إننا في مصر مواطنون، لا فرق بين مسلم أو مسيحي، فكلنها أشقاء، مشيرا إلى إنشاء أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط في العاصمة الإدارية الجديدة، وكذلك مراعاة إنشاء الكنيسة والمسجد في مختلف المدن الجديدة الجاري إنشاؤها.
وأشار الرئيس إلى أن الكثير في العالم لا يتفهم ما يحدث في مصر، واعتقدوا أن ما حدث في 2013 كان عكس إرادة المصريين، رغم أن أكثر من 30 مليون مصري خرجوا للشارع رافضين الحكم الديني، وأكد أن في كل مرة تغيب فيها مؤسسات الدولة الوطنية تظهر تلك الجماعات المتطرفة لمحاولة القفز على السلطة.
ونوه الرئيس إلى أن الإرهاب ظاهرة تحتاج إلى تكاتف المجتمع الدولي، من خلال مقاربة شاملة لا تقتصر على البعد الأمني فقط بل والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والفكري الديني كذلك.
وعقب عودة الرئيس من ألمانيا عقد اجتماعا بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة.
واستقبل الرئيس السيسي أعضاء اللجنة الأمريكية التي دعمت منح "ميدالية الكونجرس الذهبية" للرئيس الراحل محمد أنور السادات، وذلك بحضور الوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة.
وأكد الرئيس خلال اللقاء أهمية العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، مشيدا بحرص الدولتين على تطوير هذه العلاقات وتعزيز أطر التعاون بينهما في جميع المجالات، مشيدا بجهود أعضاء اللجنة في التواصل مع الكونجرس الأمريكي، الأمر الذي أسفر عن القانون الذي أصدره الكونجرس، وصدق عليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بمنح "ميدالية الكونجرس الذهبية" للرئيس الراحل أنور السادات، وذلك اعترافاً بإنجازاته التاريخية في المساهمة في تحقيق السلام في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أهمية تلك الجائزة رفيعة المستوى لإبراز الدور الهام الذي قامت به مصر في إرساء السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
كما استقبل الرئيس السيسي رؤساء المحاكم الدستورية والعليا الأفارقة المشاركين في المؤتمر الثالث الذي تنظمه المحكمة الدستورية المصرية للمحاكم الدستورية والعليا الأفريقية، حيث نوه إلى ما تتمتع به المحكمة الدستورية العليا المصرية من خبرة وتقاليد قضائية راسخة، بالنظر إلى تأسيسها منذ عقود طويلة ونجاحها في التغلب على العديد من التحديات التي واجهتها على مدار السنوات الماضية،
وأكد الرئيس أهمية مفهوم الإرادة والوعي الشعبي المشترك لتعزيز دور القانون والقضاء في دول القارة لتمكينها من التصدي بفعّالية للتحديات المشتركة مثل الإرهاب والفكر المتطرف، والذي يعتبر من أخطر التحديات التي تواجه العالم بأسره وليس فقط الدول الأفريقية، الأمر الذي يستوجب أن تتمكن المؤسسات القضائية من مواجهته واستحداث الأطر القانونية اللازمة للتعامل معه، أخذا في الاعتبار ضرورة الحفاظ على حقوق الدولة ومكتسباتها، وأن مكافحة الإرهاب هي أحد أهم حقوق الإنسان، وهو الحق في الحياة ذاتها وفي الشعور بالأمان الذي بدونه تستحيل الحياة ويستحيل تحقيق التنمية والتقدم.
وعقد الرئيس السيسي اجتماعا حضره الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، تناول متابعة آخر الاستعدادات لتنظيم بطولة الأمم الأفريقية لكرة القدم، المقرر أن تستضيفها مصر خلال شهر يونيو المقبل.
ووجه الرئيس باستمرار التنسيق بين كافة الجهات المعنية بالدولة بشأن الترتيبات اللازمة قبل إقامة بطولة كأس الأمم الإفريقية 2019 لضمان خروجها بالصورة المُثلَى، أخذاً في الاعتبار أهمية الحدث على المستويين القاري والدولي، فضلا عن مواكبته مع تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي.
واستقبل الرئيس السيسي أحمد أحمد، رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف"، حيث أكد الرئيس توفير الحكومة لشتى سبل الدعم للاتحاد الأفريقي لكرة القدم في مقره بالقاهرة ليتمكن من مزاولة مهامه على أكمل وجه، كما أكد حرص الدولة على توفير جميع المتطلبات لنجاح بطولة كأس الأمم الأفريقية لعام 2019، على كافة المستويات التنظيمية والإدارية واللوجستية، خاصةً في ضوء ما تتمتع به مصر من بنية تحتية مجهزة على أعلى مستوى.
واستقبل الرئيس السيسي النواب العموم المشاركين في المؤتمر الأول لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأعضاء اللجنة التنفيذية لجمعية النواب العموم الأفارقة، حيث أكد دعم الدولة للنيابة العامة ومختلف الهيئات القضائية في مصر باعتبار أن سيادة القانون هي أساس الحكم، كما أكد الرئيس أنه لا يستطيع أحد أن يتدخل في عمل القضاء واستقلاله.
واستعرض الرئيس رؤية مصر لمكافحة الإرهاب، والتي تستند إلى التعامل مع تلك الظاهرة من كافة جوانبها بما في ذلك الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والدينية، فضلا عن التصدي لآليات التمويل والدعم السياسي والإعلامي للجماعات الإرهابية، مؤكدا أهمية تكثيف جهود المجتمع الدولي لمنع استغلال الإرهاب للتقدم المعلوماتي والتكنولوجي مما ساهم في إضفاء أبعاد خطيرة على ظاهرة الإرهاب التي تستخدم المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي للتحريض على التطرف وتجنيد الأفراد.
وتلقى الرئيس السيسي، في ختام نشاطه الأسبوعي، اتصالا هاتفيا من نظيره الكيني أوهورو كينياتا، تم خلاله بحث عدد من القضايا الإقليمية والملفات المتعلقة بالاتحاد الأفريقي، لا سيما فيما يتعلق بأولويات العمل داخل الاتحاد سواء المؤسسية أو السياسية أو التنموية، واستعراض سبل تحقيق التكامل الاقتصادي والتنموي بين دول حوض النيل.
فيديو قد يعجبك: