إعلان

بينهم عمرو الليثي.. لماذا تستضيف البرامج التلفزيونية السحرة والمشعوذين؟

09:29 م الثلاثاء 05 نوفمبر 2019

عمرو الليثي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد نصار:

من حين لآخر تطل علينا برامج تليفزيونية بحلقات عن السحر والشعوذة وترويج الخرافات، لتُثير جدلًا بشأن الجدوى من استضافتهم، فيما يعتقد البعض أن الأمر أصبح وسيلة إعلانية قبل أن تكون إعلامية للحصول على نسب أعلى من المشاهدات.

آخر تلك الحلقات كانت السبت الماضي، حين استضاف عمرو الليثي، مقدم برنامج "واحد من الناس" على قناة النهار، ساحر يدعى عزام.

عرض الساحر عزام خلال الحلقة الكثير من الفقرات، والتي كان من بيها طلبه من الإعلامي عمرو الليثي، أن يختار صفحة من كتاب شفرة دافنشي دون الإفصاح عنها، وأخبر عزام الليثي برقم الصفحة التي اختارها وسط حالة من الذهول المصطنع.

منى عراقي وشيخ "الجن"

في 10 أغسطس 2017، أذاعت الإعلامية منى عراقي، في برنامجها "انتباه" الذي كان يعرض على قناة المحور، حلقة عن نصب الشيوخ والدجالين على المواطنين وخاصة في قرية صان الحجر، وإيهامهم بقدرتهم على التواصل مع الجن من أجل استخراج الآثار المدفونة تحت الأرض.

وخلال الحلقة، أجرى فريق البرمانج حوارًا مع أحد الشيوخ تحدث فيه الأخير عن طريقته في تسخير الجن لاستخراج الآثار، والطلبات التي تجعله يقبل القيام بهذا الأمر، بل ادعى الشيخ خلال الحديث معه أن الجن هم من نحتوا التماثيل وبنوا مختلف الآثار وليس قدماء المصريين.

وفي الثامن عشر من يونيو عام 2014 عرضت الإعلامية المستقيلة ريهام سعيد، حلقة من برنامج "صبايا الخير" المُذاع على قناة النهار حينها، عن شخص دجال يدعي معرفته بالمستقبل.

وادعى الدجال خلال الحلقة، أنه لديه القدرة على التنبؤ بالمستقبل ومعرفة ما الذي يمكن أن يحدث مستقبلا، بسبب قدرته على رؤية المستقبل - حسب حديثه خلال الحلقة - وأن هذا الأمر لم يكن محض صدفة معه لأنه مستمر ومتواصل في الحدوث ولم يحدث مرة او اثنين فقط، بحسب حديثه.

أشهر الحلقات وأكثرها انتشارًا كان بطلها علاء حسانين عضو الحزب الوطني المنحل، الذي لقب بـ"نائب الجن".

اللقب جاء بعد الادعاء بنجاحه في إخماد الحرائق التي نشبت بعدد من منازل قرية "كوم سيارة" بالمنيا، وكذلك إخماد حرائق "فرشوط" بمحافظة أسيوط وغيرها من محافظات الصعيد.

كما زارت الإعلامية ريهام سعيد "حسانين" عدة مرات في قريته، وظهر معها عام 2014 في الحلقة الشهيرة التي تم تسميتها بحلقة فتيات الغربية وأثارت جدلا واسعا خلال تلك الأيام على وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي عام 2016 زار حسانين برفقة الاعلامي عمرو الليثي قرية ميدوم التابعة لمركز الواسطى شمال بني سويف، بعد استعانة أهالي القربة بهما، للسيطرة على تكرار اشتعال النيران في منازلهم بصفة مستمرة.

يقول الدكتور محمود خليل، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن الهدف الأساسي من هذه البرامج هو الإثارة وجذب أكبر نسبة من المشاهدين لأن هذه الموضوعات تجد سوقًا رائجة لجلب الإعلانات والتي تعتبر أهم مصادر تمويل القنوات.

وأضاف خليل، لمصراوي: "هذه البرامج تشيع نوعًا من الثقافة المتعلقة بالدجل والخرافة والبحث عن حلول غير واقعية وغير علمية للمشكلات التي تواجه المصريين، تجد شخص يقول لك فلان ده بيقدر يعمل كذا وكذا، الكلام ده كان شائع في مصر أواخر القرن الـ18 بصورة كبيرة وكان الدجل يشكل جزءًا كبيرًا من الثقافة الشعبية ولكن تراجعت هذه الثقافة مع تقدم العلم".

وأشار إلى أن الأمر لا يقتصر على قنوات "بير السلم" ولكنه أصبح ظاهرة في القنوات الإعلامية الكبيرة ويقوم بها إعلاميين على قدر من المهنية.

وأكد الدكتور محمود خليل، أن هذا النوع من البرامج يؤدي إلى تراجع المجتمعات وشيوع نوع من الثقافة "الاتكالية"، مستدركًا: "لدينا بعض القنوات تتناول هذا الأمر ليلا ونهارا".

وطالب خبير الإعلام، المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والهيئة الوطنية للإعلام بالتدخل لوقف بث مثل هذه البرامج والتصدي لمثل هذه الظواهر وفقًا للدور المنوط بهم القيام به، فالمهنية أن تقدم معلومة واقعية وليس الخيال أو الخرافات.

وقال الدكتور حسن علي، رئيس جمعية حماية المشاهدين، إن هناك العديد من الأسباب التي تدفع مقدمي البرامج الحوارية لاستضافة هؤلاء الدجالين أو السحرة والمشعوذين.

وأضاف علي، لمصراوي، أنه من بين هذه الأسباب بُعد الناس عن الاهتمام بالأمور السياسية.

وأوضح رئيس جمعية حماية المشاهدين، أن أغلب القنوات التليفزيونية في الوقت الحالي تعاني من خسائر مالية كبيرة ولذلك تبحث عن وسائل للإثارة وجذب الجمهور، وترى على شاشاتها برامج جلب الحبيب والسحر والأعمال والدجل والشعوذة، خاصة أن هذه البرامج تلقى رواجًا كبيرًا بين أوساط الشعب المصري رغم كونها مجرد كذب.

وحذر الدكتور حسن علي، من خطورة هذه البرامج التي تغيب الوعي الجمعي لدى الشعب المصري، كما أنها في الوقت نفسه تمثل عرضًا لمرض يمر به وجدان الشعب المصري، وغالبًا ما يكون الهدف منها البحث عن الشهرة السريعة وزيادة نسب الإعلانات على البرامج والشاشات.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان