جدل 67 في المقبرة 33.. "خبيئة توابيت الأقصر" تثير الجدل بين الأثريين
كتب - محمد عاطف:
حالة من الجدل الكبير، أثارها إعلان وزارة الآثار، كشف خبيئة أثرية عبارة عن 26 تابوتًا ملونًا، في منطقة العساسيف بالبر الغربي محافظة الأقصر.
ورحب الكثير من الأثريين بهذا الكشف المهم، الذي لم يسبق له مثيل منذ أعوام، بينما اعترض البعض على تسميته بالكشف الأثري، مؤكدين أنه جزء من خبيئة عام 1967 التي حاول الأثريون، أن يحموها من السرقة أو التدمير وقت الحرب، ووضعوها في البر الغربي وهو مكان نائي وقتها، ولم يكن مطروقًا.
الدكتور محمد عبدالمقصود الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، كان أبرز المعارضين للتهويل من هذا الكشف، مؤكدًا أن الحقيقة أهم من الاكتشاف رغم أهميته، خاصة أننا بالعساسيف و"مقبرة 33" أشهر مقبرة، استخدمت للتخزين ولا ننسى واقعة نقل الآثار بالأقصر من مخازن الشرق للغرب في المقابر بالعساسيف لظروف حرب نكسة 1967.
وطالب "عبدالمقصود"، بضرورة العودة للمستندات والمحاضر التي توثق ذلك الحدث، لأنها قد تقود لأحداث مثيرة وليس توابيت فقط، بحسب قوله.
من جانبه استبعد الدكتور مصطفى الصغير مدير آثار الكرنك، أن يكون لهذا الكشف علاقة بخبيئة عام 1967، مؤكدًا أن هذه الفترة ليست بالبعيدة، وأن العودة لها ليس مستحيلا.
وقال لمصراوي: "مازال لدينا الكثير من معاصري هذه الفترة موجودون ولم يرحلوا، وكانت منطقة القرنة مأهولة بالسكان في تلك الفترة ولو تم نقل هذه التوابيت في هذه المنطقة لعرف سكان المنطقة أو الأثريون، على الأقل".
وتابع: "لست من فريق عمل هذا الكشف الأثري، ولكن جميع المؤشرات تؤكد أنه بعيد كل البعد عن خبيئة 67 لأنها دفنت في مقبرة 33، وليست في الهواء الطلق الذي وجدنا فيه التوابيت".
وأضاف "الصغير"، أن الأثري محمد صالح مدير آثار الأقصر الأسبق، نفى هذه الواقعة، مؤكدًا أن الآثار التي تم دفنها إبان النكسة لم يكن من بينها هذه التوابيت وأن جميع المستندات الخاصة بهذه الخبيئة موجودة ويمكن الرجوع لها، مشيرًا إلى أن جميع المعلومات سيتم إعلانها اليوم بعد أن تظهر الدراسات التي تجر الآن على التربة المحيطة بالتوابيت للتعرف على توقيت وضع التوابيت وهل هي في العصر الحديث أم القديم.
من جانبه توجه الدكتور خالد العناني وزير الآثار إلى مدينة الأقصر يرافقه الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار لتفقد أعمال البعثة الآثرية التابعة لوزارة الآثار بجبانة العساسيف بالبر الغربي، والتي كشفت النقاب عن هذه الخبيئة الضخمة لتوابيت ادمية ملونة والتي سيتم الإعلان عن تفاصيلها غدًا في مؤتمر صحفي بغرب الأقصر.
ويعد الكشف من أضخم وأهم الاكتشافات التي تم الإعلان عنها خلال الأعوام القليلة الماضية ويضم حتى الآن حوالي 26 تابوتًا خشبيًا آدميًا ملونًا، في حالة متميزة من الحفظ والألوان والنقوش كاملة و لازالوا مغلقين، وتم الكشف عنهم بالوضع الذي تركهم عليه المصري القديم وتم العثور عليهم مجمعين في خبيئة في مستويين الواحد فوق الآخر.
اقرأ أيضا:
فيديو قد يعجبك: