في مستوى أينشتاين.. طلاب أولى ثانوي يقيمون الامتحان التجريبي الأول
كتبت-ياسمين محمد:
أنهى طلاب الصف الأول الثانوي، أمس الخميس، الامتحان التجريبي الأول وفقا لنظام التقييم الجديد، الذي يعتمد على قياس الفهم ومهارات التفكير العليا بدلا من الحفظ، وذلك في إطار نظام الثانوية المعدل.
ويعتمد التعديل على إلغاء الامتحان القومي الموحد واستبداله بـ12 امتحانا تراكميا على مستوى المرحلة، تقيس أسئلتهم الفهم ويحتسب للطالب أعلى 6 منها فقط، إلا أن العام الأول للتجربة استثنائي لن تضاف درجاته للمجموع التراكمي للمرحلة، ويشترط النجاح فقط، عكس السنوات المقبلة التي يحتسب فيه المجموع التراكمي بناء على امتحانات السنوات الثلاث.
وشهدت جميع مواد الامتحان التجريبي الأول تسريبا، قبل بدء الامتحان بساعات وأحيانا بأيام، باستثناء امتحان اللغة العربية.
والتزمت وزارة التربية والتعليم، ببيان واحد، مع تسريب الامتحان الأول، أكدت فيه فتح تحقيق داخلي بالوزارة لمعرفة المتسبب في تسريب الامتحانات.
وقال الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، إن بعض معلمي الدروس الخصوصية يسعون لإحداث بلبلة وكسب "بنط" على الوزارة، مؤكدا أنه لن يتعامل مع التسريبات هذه المرة.
وأوضح أن تأمين الامتحانات يتطلب إجراءات أشبه بالعسكرية، تكلف الدولة نحو المليار ونصف المليار جنيه، والتي لن تدفع هذا المبلغ لتأمين امتحان تجريبي بلا درجات، موجها الطلاب بالنظر إلى صالحهم والاهتمام بتقييم أنفسهم وعدم النظر التسريبات.
ووعد الوزير بأن امتحانات الفصل الدراسي الثاني والمترتب عليها الدرجات، لن يتمكن أحد من تسريبها لأنها ستجرى إلكترونيا من خلال أجهزة "التابلت" المقرر توزيعها على الطلاب بعد العودة من إجازة نصف العام، والطالب الذي ينظر للتسريبات اليوم لا يلومن إلا نفسه في نهاية العام.
بعض أولياء الأمور أكدوا صعوبة تقييم التجربة، ومدى استفادة الطلاب منها بسبب التسريبات، فالطالب لم يوضع في موقف امتحاني حقيقي من حيث رؤية الأسئلة لأول مرة، والالتزام بالزمن المخصص للإجابة، ولكنهم حصلوا على الامتحان قبل موعده بأيام وأجابوا عليه بالاستعانة بمعلميهم، وبالتالي لم يشعروا بقيمة التجربة.
وسمحت وزارة التربية والتعليم للطلاب باصطحاب الكتاب المدرسي، ولكن مع التسريبات استخدم الطلاب الكتاب في تدوين الإجابات على الغلاف والنقل منه فور دخول اللجنة دون اعتراض المراقبين، الذين فضل بعضهم سحب الكتب من الطلاب في أيام الامتحان الأخيرة.
في المقابل تحدث بعض الطلاب، من اللذين اختاروا تقييم أنفسهم وعدم النظر في التسريبات، أو الذين نظروا في التسريبات ولكن قيموا طبيعة الامتحانات في ضوء دراستهم طوال الفصل الدراسي الأول، مع مصراوي، عن آرائهم في الامتحان التجريبي الأول.
وقال الطالب محمد يونس، إن الامتحانات انقسمت لثلاثة أقسام، الأول: الامتحانات المتحررة، مثل اللغة العربية واللغة الانجليزية واللغة الثانية، إذ جاءت موضوعاتها من خارج المنهج المقرر، ولكنها ترتبط به بشكل أو بآخر من حيث المفرادات اللغوية، وبالتالي فإنها تحتاج لطالب ذو حصيلة لغوية عالية جدا.
والقسم الثاني يتمثل في المواد الأدبية والتي تعتمد على الحفظ بجانب الفهم، مثل: التاريخ، الجغرافيا، والفلسفة، بجانب الأحياء من المجموعة العلمية، وجاءت أسئلة هذه الامتحانات مباشرة من داخل الكتاب حتى جزئيات التفكير فيها كانت بسيطة ويمكن حلها بسهولة.
أما القسم الثالث يتمثل في المواد العلمية مثل: الفيزياء والكيمياء والرياضيات، فجاءت أسئلتها صعبة وفي حاجة للتفكير، ولم يستفد الطالب من الكتاب المدرسي سوى في البحث عن القوانين، وعانى الطلاب في هذه الامتحانات ضيق الوقت المخصص للإجابة والمقدر ب90 دقيقة، خاصة في مادة الرياضيات بعد قرار الوزارة دمج فروعها فب امتحان واحد مكون من 28 مسألة.
وقال الطالب محمود أحمد، إن الامتحانات بالفعل مختلفة عن نظام التقييم القديم، وبها الكثير من الأسئلة الصعبة التي تتطلب فهم المادة، والتي يحتاج الطلاب المزيد من التدريب عليها، وإن لم يشعروا بضرورة ذلك بسبب التسريبات.
وأبدت الطالبة منة سيد، تخوفها من امتحانات الفصل الدراسي الثاني التي يحتسب عليها درجات وتجرى إلكترونيا، مؤكدة أن الكثير من أسئلة الامتحانات كانت صعبة واحتار بعض المعلمون في الإجابة عليها.
وبالنسبة للدروس الخصوصية، اختلف الطلاب، فبعضهم أكد أن مجهودهم بالدروس لم يستفيدوا منه بعدما فوجئوا بالنظام الجديد للامتحانات، وبالتالي لن يكملوا مع المعلمين، وبعض آخر أكد حاجته لوجود معلم يتابعه بشرط أن يشرح لهم المناهج في ضوء الأسلوب الجديد للتقييم، والبعض الثالث لم يحدد موقفه من الدروس الخصوصية منتظرين توزيع أجهزة "التابلت" والتعامل مع بنك المعرفة المصري.
وتندر بعض الطلاب من الامتحان التجريبي إذ قال أحدهم إنه عرف للمرة الأولى أهمية الكتاب المدرسي، وسخر آخر من عدم وجود غش داخل اللجان بين الطلاب على الإطلاق، بسبب التسريبات.
وحاول عدد من أولياء الأمور والطلاب تجميع آرائهم بشأن الامتحان في صورة 8 مطالب لوزير التعليم، أعلنوها عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وجاءت كالتالي:
1- أن تقيس أسئلة الامتحانات مهارات الفهم، ولكن لا تخرج عن المنهج المقرر كما حدث بامتحاني اللغة العربية والانجليزية، إذ وردت أسئلة من موضوعات متحررة خارج المنهج، بررتها وزارة التربية والتعليم بأنها ليست منفصلة عن جوهر المنهج، إذ أن الطالب الذي تمكن من الحصيلة اللغوية للمنهج يتمكن من الإجابة عليها، إلا أن أولياء الأمور رفضوا أن بتعرض أولادهم لأسئلة يرونها للمرة الأولى في الامتحان.
2- أن تعتمد الأسئلة على الفهم ولكن تكون قابلة للحل باستثناء عدد قليل منها يكون للطالب المتميز، فلا تأتي جميعها في مستوى الطالب العبقري أو "أينشتاين" كما حدث بالفيزياء.
3- بالنسبة لمادة الرياضيات، على الوزارة إعادة النظر في الزمن المخصص للإجابة القصير -كما يرونه- خاصة بعد قرارها دمج جميع فروع الرياضيات في امتحان واحد، وهو مالم يعتاده الطلاب، كما طالبوا بترك يوم أو يومين قبل امتحان الرياضيات لتهيئة الطلاب للمذاكرة.
4- إيجاد آلية لمنع تسريب الامتحانات كما حدث.
5- عدم السماح للطلاب بدخول الامتحان بالكتاب: "كفاية open book".
6- تحميل أمثلة تدريبية على الامتحانات على بنك المعرفة، ليعتاد الطلاب على نظام التقييم الجديد الذي يقيس الفهم.
7- تدريب المعلمين جيدا ليتوافق شرحهم داخل المدارس مع أسلوب التقييم الجديد، نظرا لأن كثيرًا منهم لايزال يشرح وفقا للنظام القديم المعتمد على الحفظ.
8- محاسبة أي واضع امتحان تعجيزي يجمع الطلبة على صعوبة الكثير من أسئلته.
وبحسب وزارة التربية والتعليم، يجرى امتحان تجريبي ثان في مارس المقبل ليحصل الطلاب على فرصة تدريبية إضافية، قبل امتحانين يعقدان نهاية العام وينتقل الطالب للصف الثاني الثانوي بأعلى درجاتهما.
فيديو قد يعجبك: