إعلان

شيخ الأزهر: السحر لا يغير حقائق الأشياء.. ويرجع لـ"الشعوذة"

03:25 م الجمعة 01 يونيو 2018

الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب

كتب - محمود مصطفى:

قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن العلاقة بين النبوة والمعجزة علاقة اتحاد عضوي، بحيث أن حقيقة النبوة إذا كانت أمرًا خارقًا للعادة؛ لما تشتمل عليه من أمور تصدم القوانين العادية، لا بد أن يأتي النبي بأمر خارق للعادة يثبت به نبوته، ويحمل العقل السوي على تصديقه، وهذا الأمر الخارق هو المعجزة.

وأشار الإمام الأكبر إلى أن منكري النبوة كانوا ينطلقون في تكذيبهم للأنبياء من مبدأ استبعاد أن يتصل الأنبياء بالملأ الأعلى مع احتفاظهم في الوقت نفسه ببشريتهم؛ ولذلك طلبوا من الأنبياء برهانًا قاطعًا على صدق دعواهم لا يترك لديهم مجالًا لشك أو ريبة، وليس هذا السلطان المبين الذي طلبه المنكرون إلا المعجزة.

وأضاف "الطيب"، خلال برنامج "الإمام الطيب"، أن المعجزة والكرامة كلاهما أمر خارق للعادة، والفرق بينهما أن المعجزة تظهر على يد النبي، ومن شروطها دعوى النبوة، أما الكرامة تظهر على يد الأولياء من عباد الله الصالحين، وكرامات الأولياء لا تفسر فقط بإظهار الإيمان والعمل الصالح الذي يوفق إليه الولي، بل تفسر أيضًا بالأمر الخارق للعادة الذي يظهره الله على أيدي الأولياء، مثل التأثيرات التي يحدثها الله على أيديهم في الأشياء على خلاف العادة، وكل ما يعرف عنهم في هذا المجال من إشراقات ومكاشفات تتخطى الحجب والحواجز.

وأوضح الإمام الأكبر، أن الهدف من حصول كرامات الأولياء استمرار الدلائل على تمام قدرة الله تعالى، وأنه فعال لما يريد، وأن لله سننًا أخرى تعلو فوق هذه السنن الكونية، وتتدخل فيها وتبطل قوانينها متى شاءت إرادة القادر المختار، مستدلًا بقول ابن تيمية "ومن أصول أهل السنة التصديق بكرامات الأولياء، وما يجري الله على أيديهم من خوارق العادات في أنواع العلوم والمكاشفات وأنواع القدرة والتأثيرات، والمأثور عن سالف الأمم في سورة الكهف وغيرها، وعن صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين وسائر فرق الأمة، وهي موجودة إلى يوم القيامة".

وتابع، أن السحر ليس من خوارق العادات، وإنما هو تخييل يرجع إلى خفة في اليد، أو يرجع إلى الشعوذة، والساحر إنما يؤثر في أعين الناس فيجعلها ترى أشياء لا حقيقة لها في واقع الأمر، مبينًا أن الفرق بين المعجزة والسحر يكمن في أن المعجزة حقيقة تؤثر في ذوات الأشياء، كما أنه تستحيل معارضتها والرد عليها بمعجزة أخرى، بينما السحر تخييل يتعامل مع الأعين لا مع الأشياء، كما أن السحر علم يمكن أن يتعلم ويعارض بمثله.

واختتم الإمام الأكبر حديثه، بأن السحر لا يقلب حقائق الأشياء ولا يغيرها ولا يؤثر فيها، وإنما هو تخييل يحدث للرائي وليس له أي مقابل موضوعي في واقع الأشياء، مستنكرًا على الساحر الذي يتعب نفسه ويصنع له حلقة كي يربح من خلالها بعض النقود.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان