إعلان

قدري حفني.. ابن الجماهير "المتمرد" على الإخوان (بروفايل)

01:09 ص الإثنين 07 مايو 2018

الدكتور قدري حفني

كتب- محمد عاطف:

ساعات قليلة فصلت بين وفاة خالد محيي الدين، عضو مجلس ثورة يوليو، مؤسس حزب التجمع، وأحد أقطاب اليسار السياسي المصري، وبين رحيل المفكر الكبير قدري حفني، أستاذ علم النفس السياسي بجامعة عين شمس، الذي رحل عن عالمنا عصر الأحد عن عمر يناهز الثمانين عامًا.

بعد عامين فقط من ثورة يوليو 1952 التي شارك بها فقيدنا الأول خالد محيي الدين، باعتباره أحد الضباط الأحرار، التحق قدري حفني بكلية الآداب، وتحديدًا قسم علم النفس في جامعة عين شمس، ليبدأ منها مشواره الفكري الطويل.

لم يعجبه في جماعة الإخوان مسألة الطاعة العمياء، فانتقل إلى الماركسية، وبعد فترة من انضمامه للماركسية اكتشف أن الأمر لم يختلف كثيرًا، والسمع والطاعة موجودة أيضًا، وإن كان بدرجة أقل، إلا أنه مع وجود الكثير من المراجعات وظهور ما يسمى بالشيوعية الأوروبية، والتمرد على المركز، أدرك أن الاتحاد السوفيتي لم يعد المرجع الوحيد، وأصبح في فرنسا تيار مختلف، وفي إيطاليا تيار مغاير، ووجد تشابهًا كبيرًا بين التيارين.​

ورغم كل هذه الأفكار والتيارات، إلا أن هناك واقعة أدت إلى تغيير فكره رأسًا على عقب، ففي أحد المرات التي تم فيها اعتقاله مع عدد من الشيوعيين، وفيها تعرض للكثير من التعذيب والضرب والإهانات، وأثناء نظره من نافذة سيارة الترحيلات قال له زميله فيليب جلاب: "أين الجماهير التي تعذبنا من أجلها؟.. هل نحن نتحدث بلغة لا يفهمها الجماهير؟.. إننا نخبة نحدث أنفسنا ولا أحد يشعر بنا"، وكانت هذه النقطة الفاصلة التي قرر "حفني" أن يغير من منهجه الفكري.

كان "حفني" يؤمن بأن الحوار مع الجماهير هو أساس الفكر الصحيح، ويرى أن سعد زغلول أهم ثورية من تشي جيفارا، شغل الفيلسوف الكبير عدة مناصب أكاديمية بجامعات ومعاهد مصر والعالم العربي، وأسس وتولى رئاسة وحدة الدراسات الاستراتيجية بجامعة عين شمس، وعمل مستشارًا لعدة مؤسسات عربية ودولية متخصصة، ومثَّل مصر في الملتقى الأوروبي العربي بإسپانيا، وشارك في مؤتمر مدريد للسلام في العام 1991، بجانب مشاركته في العديد من الفعاليات العربية والدولية.

للدكتور قدري حفني العديد من المؤلفات منها: حول التفسير النفسي للتاريخ 1970، ورأي في نشأة علم النفس 1970، والدراسات النفسية بين التشابه والاختلاف 1970، وعلم النفس الصناعي والصراع الطبقي 1971، وتجسيد الوهم، ودراسة سيكولوجية للشخصية الإسرائيلية 1971، والمراهقة.. هل هي أزمة 1972، وله أيضًا العديد من المترجمات والدراسات والأبحاث النفسية والمقالات المنشورة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان