إعلان

​بعد رحيله.. كيف وضع قدري حفني حلولاً للتخلص من الإرهاب؟

10:39 م الأحد 06 مايو 2018

الدكتور قدري حفني

كتب- محمد عاطف:

ودعت مصر اليوم، واحدًا من أهم مفكريها وفلاسفتها في العصر الحديث، وهو الدكتور قدري محمود حفني، أستاذ علم النفس في جامعة عين شمس، وأحد أبرز المتخصصين في علم النفس السياسي بالعالم العربي.

حصل "حفني" على درجة الدكتوراه في علم النفس في جامعة عين شمس عام 1974، وشغل عدة مناصب أكاديمية بجامعات ومعاهد مصر وعدد من الدول العربية، وأسس وتولى رئاسة وحدة الدراسات الاستراتيجية بجامعة عين شمس، وعمل مستشارًا لعدة مؤسسات عربية ودولية متخصصة، ومثّل مصر في الملتقى الأوروبي العربي بإسبانيا، وشارك في مؤتمر مدريد للسلام في عام 1991، إلى جانب مشاركته في العديد من الفعاليات العربية والدولية.

وفي الوقت الذي يواجه النظام التعليمي الجديد المزمع تطبيقه خلال الأعوام المقبلة جدلًا واسعًا بين طبقات المجتمع المختلفة، فطن "حفني" إلى تقصي الحركات الإرهابية مبكرًا في عقدي السبعينيات والثمانينيات، وتعامل بعمق شديد مع الظاهرة الدخيلة على المجتمع، بل ووضع حلولًا لاقتلاع الإرهاب من جذوره عن طريق إصلاح النظام التعليمي، ومعالجة الخلل الذي يواجهه، ويؤدي إلى تخريج الإرهابيين للمجتمع بدلًا من العلماء.

وعن طريق الإحصائيات التي حصل عليها عن طريق الأحكام النهائية التي يحكم بها على الإرهابيين، خلص "حفني" إلى عدة نتائج من أهمها أن عدد الأميين من الإرهابيين صفر، وقليل منهم ينتمون لجامعة الأزهر الشريف، بينما تأتي كليات القمة الهندسة والطب والعلوم، باعتبارها الكليات الأكثر تفريخًا للإرهابيين.

كما خلص "حفني" إلى أن السبب الرئيسي وراء هذه الظاهرة هو عدم دراسة هؤلاء الطلاب لعلم مناهج البحث أو الفلسفة أو المنطق، أو أي من المواد النظرية التي تعتمد على إعمال العقل وليس على مجرد الحفظ والتطبيق، باعتبار أن ما يدرسونه يمثل الصواب المطلق الذي لا يجانبه خطأ، فيما يسمى بالأصولية العلمية.

لم يكتف "حفني" بذلك بل وضع خطة محكمة لنظام التعليم المصري، يعتمد على دراسة مادة من علوم الإنسانيات لهذه الكليات، لأنهم لا يدرسون أي مواد للفلسفة والمنطق طوال حياتهم، ويعتبرون هذه الأمور تكتسب بالفطرة وليس بالدراسة.

وشرح "حفني" تجربته خلال لقاء تليفزيوني سابق له مع الإعلامي خيري رمضان، أن هذا الأمر ظهر جليًا خلال كتب الظواهري الدينية الذي لم يذكر خلالها كلمة "والله أعلم" مرة واحدة، لأنه يعتقد أن ما يكتبه هو الصواب المطلق؟

وأصدر المفكر الراحل العديد من المؤلفات منها: حول التفسير النفسي للتاريخ (1970)، ورأي في نشأة علم النفس (1970)، والدراسات النفسية بين التشابه والاختلاف (1970)، وعلم النفس الصناعي والصراع الطبقي (1971)، وتجسيد الوهم: دراسة سيكولوجية للشخصية الإسرائيلية (1971)، والمراهقة.. هل هي أزمة (1972)، ونشـر له أيضًا العديد من الترجمات والدراسات والمقالات النفسية.

وحصل في مصر على جائزة الدولة التشجيعية في علم النفس (1972)، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى (1973)، وجائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية (2000).

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان