إعلان

خالد محيي الدين.. رحلة سياسية عمرها 42 عامًا مع اليسار

07:41 م الأحد 06 مايو 2018

خالد محيي الدين

كتب- محمود مصطفى:

بعد رحلة سياسية طويلة خاضها بين العمل العسكري والسياسي، رحل اليوم عن عالمنا أحد الضباط الأحرار، خالد محيي الدين، الذي أسس حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي في عام 1976، وأحد أبرز الأحزاب اليسارية المصرية، مع إعادة تأسيس الأحزاب في مصر وحل الاتحاد الاشتراكي العربي الذي كان يمثل الحزب السياسي الوحيد في مصر.

أسس "محي الدين"، الحزب على كاهل مجموعة من أصحاب التوجهات اليسارية بصفة عامة، من اشتراكيين وشيوعيين وناصريين وقوميين وبعض الليبراليين، غير أن الشيوعيين كانوا في قلب المجموعة الداعية لإنشاء الحزب.

​ينفرد حزب التجمع اليساري المعارض بأنه الحزب الوحيد الذي خاض جميع الانتخابات البرلمانية منذ عودة التجربة الحزبية في مصر عام 1976 في عهد الرئيس الراحل أنور السادات، ففي ذلك العام، أجريت أول انتخابات تشريعية في ظل التعددية الحزبية وخاضها حزبا المعارضة "التجمع والأحرار" في مواجهة حزب مصر الحاكم وقتئذ.

بعد حل برلمان 1976، جرت انتخابات عام 1979 وسط حالة من العداء المتبادل بين حزب التجمع والسادات، ودفع الحزب الثمن غاليًا لرفضه اتفاقية كامب ديفيد بعدم فوز أي من مرشحيه، بمن فيهم خالد محيي الدين الذي تم إعلان فوزه في وسائل الإعلام وفي الجرائد القومية الناطقة باسم الحكومة، لكن السادات كان له رأي آخر بضرورة فوز منافس مؤسس الحزب، وهو الدكتور صفوت محيي الدين.

​وفي انتخابات 1984 التي شهدت لأول مرة في تاريخ الحياة البرلمانية في مصر نظام القائمة النسبية المشروطة، لم يستطع الحزب تحقيق شرط الحصول على نسبة 8% من مجموع أصوات الناخبين، وحصل على 400 ألف صوت فقط بنسبة 4.8%، وبالتالي لم تتح له الفرصة للحصول علي أي من المقاعد البرلمانية، وشهدت هذه الانتخابات تحالفًا مثيرًا للجدل بين حزب الوفد الجديد بعد عودته إلي الحياة السياسية بحكم قضائي، وبين جماعة الإخوان المسلمين، وحصلا معًا "الوفد والإخوان" على أكثر من 40 مقعدًا برلمانيًا.

ولم يستطع حزب التجمع أيضًا في انتخابات عام 1987 تحقيق نسبة الـ8% المطلوبة، حيث حصل على 260 ألف صوت بنسبة 2.4%، وشهدت هذه الانتخابات تغييرًا تكتيكيًا في تحالف جماعة الإخوان التي تركت الوفد، وشكلت تحالفًا ثلاثيًا مع حزبي "الأحرار والعمل".

وبدوره، قال الدكتور عصام الدسوقي، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة حلوان، إن خالد محيي الدين أحد ضباط المجموعة الرئيسية للضباط الأحرار، واشتهر بالتزامه التنظيمي.

وأوضح الدسوقي، في تصريح لمصراوي، أن أزمة مارس 1954 المعروفة بأزمة الديمقراطية، كان فيها الصراع بين محمد نجيب وجمال عبدالناصر، وحاول سلاح الفرسان وقتها الذي كان خالد محيي الدين أحد أعضائه، إبعاد عبدالناصر، وبعد ذلك كتب محيي الدين في مذكراته "الآن أتكلم" عن الأزمة، مشيرًا إلى أن عبدالناصر كان على حق وقت الأزمة، وسلاح الفرسان كان على باطل، وهذا نوع من الاعتراف النادر، على حد قول "الدسوقي".

ونوه أستاذ التاريخ الحديث، إلى أن محيي الدين كان متلزمًا، ولم يتخل عن فكره اليساري، لافتًا إلى أنه نموذج للإنسان الملتزم فكريًا وتنظيميًا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان