إعلان

مفتي الجمهورية: الحكم بتكفير أي إنسان لا يكون إلا عن طريق القضاء

12:41 م الأحد 27 مايو 2018

الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية

القاهرة - (أ ش أ):

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن أصحاب الفكر المتطرف يوجهون سهامهم دائمًا نحو الأمة في جرأة وسطحية ومجازفة، متخذين من اختزال بعض الأدلة الشرعيَّة وانتقاء مسائل محددة من التراث بفهم مغلوط، ستارًا لدعم اتجاهاتهم الفكرية العقيمة.

وأضاف المفتي، في الحوار اليومي الرمضاني، أنه لا يجوز بحال أن يُتخذ حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ" متكئًا يستند إليه في إطلاق مقولة الكفر على عموم الأمة، أو أن يكون أصلًا لترسيخ الجمود لديهم، وانفصالهم عن الواقع، ومعاداة وبغض شركاء المجتمع وأخوة الإنسانية؛ لأن المسلمين أبناء وقتهم، وهم مأمورون بأخذ النافع من العلم والطيب من العمل وبذل البِر والإحسان إلى الناس كافة، وهي مقاصد جليلة ومعانٍ سامية لا يختلف عليها العقلاء، مشيرًا إلى أن مسيرة النبي صلى الله عليه وسلم تردُّ على هذه المفاهيم المغلوطة والمجافية للواقع والخارجة عن عمل المسلمين سلفًا وخلفًا.

وتابع مفتي الجمهورية، أن هؤلاء المتطرفين يتوهمون أن الإسلام جاء ليضيِّق على الإنسان ويعزله عن العالم، لافتًا إلى أنه غفل هؤلاء عن احترام الدين للعرف، وتناسوا مراعاة النبي صلى الله عليه وسلم لبيئة وثقافة وعادات الآخرين.

وذكر المفتي: "ما نراه من مظاهر يشترك في فعلها المسلمون وغيرهم من الأمور المباحة وشؤون العادات والأعراف هي أمور مشروعة لا ممنوعة؛ لأن مجرد وقوع المشابهة في أمر مباح في نفسه -كالعادات التي لا تتعارض مع الشرع الشريف- لا تستلزم وقوع التشبه المنهي عنه شرعًا"، مشددًا على أن الحكم بتكفير أي إنسان لا يكون إلا عن طريق القضاء، ولا يتم إلا بعد التحقق الدقيق من الأمر وليس عن طريق التشبه غير المحرم.

وأردف المفتي، أن الإسلام يأمر المسلمين بالتميز بالأخلاق الحسنة والصفات الجميلة والشمائل الكريمة، ومراعاة كرامة الإنسان، والوفاء بالمواثيق والعهود، وحب الخلق ورحمتهم، واحترام عادات الناس وأعرافهم وتقاليدهم المباحة، قائلًا إن الإسلام لا يرضى من المسلمين التبعية الانهزامية، وكما أنها مذمومة شرعًا فهي مذمومة أيضًا بالفطرة لدى كل إنسان شريف النفس سليم الطبع.​

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان