لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

وزيرة الثقافة: قناة السويس طريق للتواصل الحضاري بين الشرق والغرب

11:31 م الخميس 05 أبريل 2018

وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم

باريس- (أ ش أ):

أكدت وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، أن قناة السويس هي فكرة فرنسية وإرادة مصرية التقتا معا لتنفدها سواعد شعب مصر.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاتها الوزيرة في حفل افتتاح معرض قناة السويس بالعاصمة الفرنسية "باريس" اليوم الخميس، والذي ينظمه معهد العالم العربي تحت عنوان (ملحمة قناة السويس .. من المصريين القدماء وحتى القرن الحادي والعشرين)، وذلك بحضور وزير خارجية فرنسا جون ايف لودريان ووزيرة الثقافة الفرنسية فرانسواز نيسين، وسفير مضر بفرنسا إيهاب بدوي وسفير فرنسا بالقاهرة ستيفان روماتي.

وقالت الوزيرة: "يُسعدني أن أقف بينكم اليوم على أرضٍ فرنسية، وفي صرح عريق يجسد الصداقة "الفرنسية - العربية" من أجل أن نحتفل معاً بذكرى مرور مائة وخمسين عاماً على نتاج عمل وجهد مشترك، فكرةٌ فرنسية وإرادة مصرية التقتا معاً لتنفذهما سواعد شعب مصر على مدار عشر سنوات متصلة، لنقدم معاً للعالم ليس فقط قناةً ملاحية وتجارية ولكن أيضاً قناةَ تواصلٍ حضاري ّوإشعاعٍ ثقافيّ بين الشرق والغرب، تقع في ملتقى قارات العالم القديم إفريقيا وأوروبا وآسيا، أهدينا سوياً للعالم شريان حياة ورخاء، ووسيلة تعاون وإخاء، إنها (قناة السويس) التي ستظل رمزاً للتعاون المصري/ الفرنسي الذي نعتز به جميعاً.. ونسعى للاِنتقال به إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزاً يضيف نجاحاً تلو الآخر إلى علاقاتنا الاستراتيجية التي ننميها معاً".

وأعربت الوزيرة عن اِمتنانها لمعهد العالم العربي الذي نظم خلال الأعوام القليلة الماضية الكثير من الفعاليات ذات الصلة بمصر، والتي كان أبرزها معرض (أوزيريس: أسرار مصر الغارقة)، مشيرة إلى تواصل المعهد تعاونه واهتمامه بمصر فينظم معرض (ملحمة قناة السويس.. من المصريين القدماء وحتى القرن الحادي والعشرين).

وأضافت: "لقد انطوى وصف المعهد لقناة السويس بالملحمة على قدرٍ كبير من الدقة، فهي بالفعل ملحمةٌ من أعظم ملاحم التاريخ، فقد كانت فكرة ربط البحرين المتوسط والأحمر تداعبُ خيالَ المصريين منذ آلاف السنين فكانت قناة (سيزوستريس) لربط البحرين عبر نهر النيل، ومضت القرون واختارت مصر وشعبها وقيادتها السياسية القناةَ لتنفيذ أول مشروعٍ قوميٍ عملاق تحققه مصر في عهدها الجديد بعد ثورة الثلاثين من يونيو، (ازدواج المجرى الملاحي لقناة السويس) أو (قناة السويس الجديدة)، المشروع الذي تحمس له المصريون ووفروا له تمويلاً بقيمة أربعة وستين مليار جنيه في أسبوع واحد فقط ليتم إنجازه بمعدلات غير مسبوقة في عامٍ واحدٍ فقط".

وتابعت الوزيرة: "لقد ظلت مصر تذكر لفرنسا إبداعها فكرةَ إنشاءِ القناة؛ فكان الرئيسُ الفرنسيُ السابق فرانسوا أولاند ضيف الشرف في حفل اِفتتاح (ازدواج المجرى الملاحي للقناة) في الخامس من أغسطس عام 2015 - وهو الحفل الذي شارك فيه أيضاً الوزير لودريان والسيد جاك لانج، لتهدي مصر للعالم مشروعاً ييسر حركة التجارة العالمية، ويساهم في توافر الخير والرخاء لكل شعوب دول العالم المحبة للسلام، والداعمةِ للأمن والاِستقرار، والداعيةِ إلى المحبة والتعاون البنَّاء".

وقالت: "إن الحرص المصري على تواصل الاِهتمام بتلك القناة يؤكد أننا قد بدأنا طريقاً طويلاً لتحقيق التنمية والاستقرار وبناء مصر المستقبل، لذا شرعت الحكومة المصرية في تنفيذ مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس بما يضمه من منطقة اقتصادية خاصة تشمل إنشاءَ عددٍ من الموانئ والمدن الجديدة والمراكز اللوجستية والتجارية التي تحقق زيادةً لمعدلات التبادل التجاري بين مصرَ وجميعِ دول العالم".

واستطردت الوزيرة خلال كلمتها: "نحن باِستمرارِنا في تحقيق هذا الهدف نطمحُ إلى مشاركة أصدقائنا في كافة ربوع العالم لنا في حلمنا الطموح ببناء مصر المستقبل، لا سيما من ساهم في هذا الإنجاز التاريخي والذي سيكون مُرَحبا باِستمراره في تنمية وتطوير ذات الإنجاز الذي رَعاه منذ أن كان فكرةً قبل أن يتحول إلى واقعٍ على الأرض؛ فليس أقلَّ من أن يكون لفرنسا منطقتها الصناعيةُ الخاصة في منطقة القناة".

وأكدت الوزيرة أن العمل المصري/ الفرنسي المشترك يثمر دوماً إنجازاتٍ لا تعيش للحظات ولكنها تستمر عبر التاريخ، قائلة: "وأَجد في ذلك حافزاً على مواصلة التعاون والتنسيق بين البلدين في شتَّى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، كما أتطلعُ لأن يشهدَ عام 2019 زخماً ثقافياً بين البلدين على المستويين الرسمي والشعبي، بما يطرح أفكاراً تعاونية جديدة على الصعيد الثقافي تستكملُ سِجِلَ التعاون المثمر بين البلدين في هذا المضمار، والذي أسفر عن الاتفاق على إنشاء (دار مصر) بالمدينة الجامعية الدولية بباريس، وكذا الاتفاق على إنشاء (الأكاديمية المصرية لتدريب وتأهيل الشباب) بالتعاون مع (المدرسة الوطنية للإدارة) بفرنسا.

وقالت الدكتورة إيناس عبد الدايم: "إننا نحتفلُ اليوم باِفتتاح هذا المعرض في إطار الاحتفالات بذكرى مرور مائة وخمسين عاماً على اِفتتاح قناة السويس، نودُ أيضاً أن نتركَ لأجيالنا المستقبلية، الكثيرَ والكثير من الإنجازات التي يحتفلون معاً بذكرى إنشائها كنموذج للعمل والنجاح المشترك بين بلدينا وشعبينا، نريد لتلك الأجيال أن تجد مواطئَ أقدامٍ كثيرة في مصر وفرنسا، وفي شتى المجالات، تحيي فيها ذكرى الإنجازات المصرية/ الفرنسية".

وأضافت الدكتور إيناس عيد الدايم: "إنني أشعر بالفخر لتمَكُن بلدينا سوياً من إنجاز الحلم الكبير تاريخياً بحفر القناة بأفكارٍ فرنسية وبسواعد مصرية، وحديثا باِزدواج المجرى الملاحي للقناة بأفكارٍ وتمويلٍ وسواعد مصرية وهو الإنجاز الذي عظَّم لدينا الدافعَ لتحقيق المزيد من الإنجازات لمصر".

واختتمت الوزيرة كلمتها باقتباس مقولةَ الرئيس عبد الفتاح السيسي في حفل اِفتتاح قناة السويس الجديدة: "أقول لكم هذا كان جزءاً من حلم مصر وشعبها، وهذه هي قدرته على الإبداع والعمل والإنجاز، وتلك هي رسالته للعالم، رسالة تعاون وتسامح، خير ونماء، سلام وازدهار، إن شعب مصر إذا أراد تغيير خريطة العالم فإنه حتماً يغيرها إلى الأفضل".. تحيا مصر .. تحيا فرنسا .. ويحيا عملهما المشترك".

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان