إعلان

"التحرش" يهدد أسطورة جائزة نوبل.. وعصفور: "لن يضرب مصداقيتها"

10:32 م الجمعة 13 أبريل 2018

كتب- محمد عاطف:

أثارت واقعة استقالة ثلاثة من حكماء "نوبل"، إثر اتهامات بفضائح جنسية طالت شخصية ثقافية مرموقة على علاقة وثيقة بإحدى محكمات الجائزة، جدلًا واسعًا في الأوساط الثقافية العالمية، غير أن كثيراً من المثقفين أكدوا أن تلك الوقائع لا تؤثر في مصداقية الجائزة أو نزاهتها.

وقال الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، إن الاستقالات دليل على نزاهة الجائزة وشفافيتها.

وأضاف عصفور، في تصريحات خاصة لمصراوي، اليوم الجمعة: "هذه الواقعة ليست غريبة لأنها تندرج تحت وقائع الفساد الذي يضرب العالم كله، ولا تسحب من رصيد مصداقية الجائزة لأن الأكاديمية حولت الأمر للتحقيق فور اكتشافه ما يعني أن هذه الواقعة دليل على نزاهة الجائزة ومصداقيتها وليس العكس".

من جانبه، قال الدكتور محمد عفيفي، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة السابق: "كل الجوائز تحيط بها شبهات كثيرة سواء من ناحية المجاملات أو الاتهامات الجنسية أو الانحياز إلى عرقيات بعينها، وتبقى مصداقية أي جائزة تكمن في القدرة على تجاوز هذه الأمور وحلها أما إذا لم تستطع مواجهتها والتخلص من الآفات التي يمكن أن تصيبها".

وأضاف عفيفي: "هذه الشبهات تطال جميع الجوائز بلا استثناء، سواء كانت محلية أو دولية، لأن المحكمين والقائمين عليها بشر في نهاية الأمر ويخضعون للأهواء ووجهات النظر المختلفة، ومن هنا تصب الخطوات التي اتخذتها جائزة نوبل في صالح الجائزة وترسيخا لمصداقيتها، حتى ولو تعرضت لهزات عنيفة يمكن أن تكون مثار جدل على المستوى القريب".

يشار إلى أن أسطورة جائزة نوبل تتعرض لهزات عنيفة قد تطيح بمصداقيتها خلال الفترة المقبلة، خاصة بعد الأزمات التي واجهتها الأعوام الماضية، تتعلق باختيار بعض الفائزين، ممن كانت عليهم بعض علامات الاستفهام، إلا أن ما تواجهه الأكاديمية السويدية المسؤولة عن توزيع جوائز نوبل للآداب تعد الأخطر في تاريخها.

وكانت آخر التطورات في هذا الصدد هو استقالة الأمينة الدائمة فى جائزة نوبل للآداب، سارة دانيوس، لتنضم إلى مسلسل الاستقالات الذى ضرب الأكاديمية على خلفية اتهامات التحرش والاغتصاب الجنسى، حيث استقال ثلاثة من حكماء الجائزة الأيام الماضية، عقب موجة تسريبات متصلة بحركة "أنا أيضا" المناهضة للتحرش الجنسي تشير إلى علاقات وطيدة بين الأكاديمية و"شخصية من عالم الثقافة" متهمة بارتكاب جرائم جنسية، ما دفع الأكاديمية إلى إنهاء علاقتها بها وفتح تحقيق داخلي.

وكانت 18 امرأة أكدن خلال التحقيقات أنهن اُعتدى عليهن واغتصبن من أحد أكثر الرجال نفوذا في المشهد الثقافي في ستوكهولم، وهو أحد الرموز الفنية المرتبط بصلة وثيقة مع المؤسسة، ما أثار ضجة كبيرة في الأوساط الأدبية في السويد.

وقالت وسائل إعلام مختلفة، إن هذا الرجل متزوج من كاتبة "على صلة وثيقة بالأكاديمية السويدية" يدير في العاصمة قاعة للمعارض والعروض الفنية ترتادها النخب الثقافية وتلقى تمويلا جزئيا من الأكاديمية التي تنظم فيها محاضرات للفائزين.

في هذا السياق، أعربت وزيرة الثقافة السويدية، اليكا باه كوهنكي، عن أسفها لأنها منحته في العام 2015 ميدالية النجم القطبي الملكية التي تمنح لأعضاء العائلة المالكة السويدية أو لشخصيات أجنبية.

وقالت ساره دانيوس، الأمينة الدائمة فى جائزة نوبل للآداب، اليوم، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية، عقب الانتهاء من اجتماع الحكماء، إن مغادرتى لمنصبى كأمينة دائمة تأتى تحقيقا لرغبة الأكاديمية، فلقد قررت ترك مقعدى الذى يحمل الرقم 7، وهذا القرار نافذ اعتبارا من هذه اللحظة.

ورفض الرجل المتهم طلب وكالة "فرانس برس" المتكرر اللقاء به، وأكد لصحيفة "داجنز نيهيتر" براءته من التهم الموجهة إليه.

ويشار إلى أن أعضاء الأكاديمية السويدية الذين يتمتعون بعضوية فيها لا يخول إليهم الحق فى تقديم الاستقالة، إلا أن هذه الأزمة دفعتهم لتقديم الاستقالة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان