"البحوث الإسلامية": المشاركة الإيجابية للفرد في المجتمع مؤصلة بالقرآن والسنة
كتب- محمود مصطفى:
أكد الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف والأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالأوقاف أهمية ترسيخ مبدأ الإيجابية لدى أفراد المجتمع، والتي تعني الإسهام والمشاركة البناءة من الفرد تجاه أسرته وعمله ومجتمعه ووطنه.
وقال الجندي - في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط - "إن الإيجابية مؤصلة في القرآن الكريم والسنة، وتعني تفاعل الإنسان مع مجتمعه الذي يعيش فيه، خاصة في ظل تربص البعض بالأمة الإسلامية والدولة المصرية وعالمنا العربي، وهو ما يتطلب مشاركة كافة طوائف الشعب المصري في مختلف الاستحقاقات على الساحة السياسية وكافة الأمور التي تسهم في رفعة شأن مجتمعاتنا وأمتنا".
وشدد علي أن مشاركة وتفاعل الفرد في مجتمعه يظهر مدى إيجابيته واهتمامه بمسؤوليات وهموم وطنه.. مضيفا أنه كما يبذل المسؤولون وصناع القرار جهدا كبيرا للنهوض بالوطن والدولة من أجل تخفيف المعاناة والأعباء عن كاهل المواطن وتصديهم لما قد يواجهه من مخاطر، يجب على الفرد أن يشارك بفاعلية في المجتمع من خلال جهده وعمله للنهوض بالأمة.
وحول كيفية التصدي للأفكار المتطرفة ودور المؤسسات الدينية في ذلك من خلال تجديد الخطاب الديني، قال الدكتور الجندي "إن الفكر المتطرف هو الذي أدي إلي مفاسد وتداعيات كثيرة أصابت الفرد والأسرة والمجتمع والدولة والوطن، وأصبحنا نشاهد آثاره جميعا.. مشددا علي أن التصدي له لن يتحقق بإطلاق الشعارات أو كتابة المقالات أو بمجرد خطبة، إنما سيتحقق وفق برامج وتدريب وخطط مدروسة ومحكمة على المدى القريب والبعيد".
ولفت إلي أن الفكر المتطرف والإرهاب أثار فزع ورعب الناس، وبات التخلص منه مطلبا إسلاميا ومجتمعيا ووطنيا ودوليا.. موضحا أن من بين آليات محاربة هذا الفكر، القوافل الدعوية الموجهة إلى القري والنجوع والمناطق الريفية والبادية، فضلا عن التواصل مع كافة فئات المجتمع خاصة الشباب.
ونوه الجندي بدور الدعاة المتميزين ورجال الدين والأئمة في جميع المؤسسات الدينية، الذين خاضوا تدريبا متقنا في التوعية ونشر صحيح الدين والشريعة الإسلامية من أجل تجديد الخطاب الديني، مؤكدا أهمية الدور الذي يجب أن تقوم به وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة من أجل التصدي لهذا الفكر.
وطالب بدراسة كافة الأفكار الدخيلة والمتطرفة والمسمومة وسمات الفئات العمرية التي تعتنق مثل هذه الأفكار، التي يراد منها تمزيق الأوطان، وذلك من أجل التصدي لها بكل حزم ووعي ومن ثم تصحيحها لدى معتنقيها.. مبينا أن هذا لن يتحقق إلا من خلال تنظيم دورات تدريبية للأئمة في جميع المؤسسات الدينية كما هو معمول به الآن، لإعدادهم لتوعية الناس وتحذيرهم وتعريفهم بمخاطر هذا الفكر ومظاهره وكيفية التعامل معه.
وعن استخدام التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت وكيفية تدريب وتأهيل وإعداد الأئمة عليها، أكد عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف أن التكنولوجيا أدوات مهمة للدعاة للتواصل مع أفراد المجتمع مع معرفتهم بنصوص القرآن الكريم والسنة المطهرة والفقه الإسلامي وتطورات العصر والمشكلات التي تظهر على الساحة.
وأشار إلي التعاون بين الأزهر والأوقاف ودار الإفتاء لمواكبة التغيرات التي جدت على الساحة من خلال إنشاء المراصد، حيث أدركت هذه المؤسسات أهمية المراصد للتصدي للأفكار المتطرفة، وخاصة المعلومات المغلوطة التي يتعرض لها الشباب المستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت.
وأوضح الجندي أهمية تعدد اللغات التي يتم من خلالها ترجمة النصوص الدينية، حيث هناك حاجة إلى لغات عديدة إلى جانب اللغتين الإنجليزية والفرنسية مثل الروسية والإسبانية، والتي توجه إلي بلدان أوروبية ودول أمريكا اللاتينة، بالإضافة إلي اللغة الصينية نظرا للتعداد السكاني الكبير لدولة الصين.
وأشاد بمبادرة وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة بالدفع بأئمة للعمل بشمال سيناء من أجل التوعية وإلقاء الضوء على سماحة الدين الإسلامي وتصحيح الأفكار الخاطئة. كما أشاد ببسالة جنود القوات المسلحة والشرطة في مكافحة الإرهاب وتقديم أرواحهم لحماية الوطن وسلامة أراضيه.
وبشأن شهادة (أمان المصريين) التي طرحتها الدولة مؤخرا، أكد عضو مجمع البحوث الإسلامية أهمية هذه الشهادة، خاصة وأن هناك فئات وأوساطا عمالية كبيرة وكذلك مزارعين وفلاحين، مشيرا إلي أن جميع هذه الفئات تحتاج إلى ضمانة ليس للعامل فقط وإنما لأسرته أيضا حيث أن هذه الشهادة تعد من الناحية الفقهية بمثابة تكافل شرعي.
وشدد علي دعم الدولة للمواطن من أجل مواجهة أي تغيرات قد تطرأ على حياته بعدما عمل واستفاد منه المجتمع، منوها بأنها مبادرة طيبة وجائزة من الناحية الشرعية، بل وتعتبر واجبا حيث ستنقذ أسر كثيرة.
فيديو قد يعجبك: