إعلان

وزير الشئون الدينية التونسي: "زواج المسلمة من غير المسلم" مجرد رأي - حوار

05:08 م الخميس 01 مارس 2018

حوار: محمود مصطفى:

قال وزير الأوقاف والشئون الدينية الدكتور أحمد عظوم، إن فتاوى زواج المسلمة من غير المسلم، ومساواة المرأة بالرجل في الميراث، مجرد آراء تم طرحها، ومعروضة الآن على لجنة مشكلة من رئيس الجمهورية لإبداء الرأي فيها.

وأضاف عظوم في أول حوار ينشر له بعد أزمة الفتاوى الأخيرة التي خرجت من تونس، اختص به "مصراوي": "لم أتابع بيان الأزهر الذي رد فيه على قضيتي "زواج المسلمة من غير المسلم ومساواة المرأة بالرجل في الميراث، لأنه لم يكن لديَّ وقت"، وإلى نص الحوار:

ـ هل هذه هي زيارتك الأولى لمصر؟

بالطبع هذه هي الزيارة الأولى، وسأنقل الانطباعات الرائعة عن القاهرة إلى تونس.

ـ بداية.. كيف ترى شكل التعاون بين الدول الإسلامية في مكافحة الإرهاب؟

المؤسسات الديينة تؤدي دورها في مكافحة الإرهاب من الناحية الفكرية، وتسعى لذلك من خلال المؤتمرات الدولية التي تعقد بين الحين والآخر، وتخرج بتوصيات نتمنى تطبيقها على أرض الواقع، وهذه التوصيات بالتعاون بين المشاركين من مختلف الدول.

ـ من وجهة نظرك.. هل هناك حل أمثل للقضاء على الإرهاب في المجتمع العربي؟

الحل هو تكاتف الجميع، والتعريف بإسلامنا الحقيقي، والعمل على تنشئة الأطفال منذ الصغر تنشئة صحيحة.

ـ ما تعليقك على فتاوى "زواج المسلمة من غير المسلم ومساواة المرأة بالرجل في الميراث" التي أًصدرها مفتي تونس مؤخرا؟

مجرد أفكار طرحت، ورأي سياسي تم التعبير عنه، ويتم النظر فيها حاليا عبر لجنة شكلها رئيس الجمهورية التونسية تعمل على متابعة تلك الفتاوى، وحين انتهاء عمل اللجنة، لن يتم تطبيقها على أرض الواقع، وسيُعرض الأمر على البرلمان، فنحن لدينا نظام ديمقراطي يخضع للبرلمان، وأي قانون يمر عبر البرلمان بعد تصويت 217 نائبًا، وأي قرار يصدر من تونس يكون نابعا من الشعب، ولا يمكن أن تمر تلك الفتاوى إلا عبر مجلس نواب الشعب.

ـ متى ستنتهي تلك اللجنة من عملها؟

لا أعرف.

ـ هل تسببت الفتوى في تعرض تونس لعزلة دينية من قبل بعض الدول؟

لا أعتقد ذلك، نحن في تونس لدينا تاريخ في هذا الأمر، وطرحنا قبل ذلك العديد من الأفكار التي لم تبنَ على فراغ، والفتاوى طرحت على طاولة النقاش، ولا توجد محرمات فيها.

ـ هل قرأت البيان الذي أصدره الأزهر في هذا الشأن؟

لم أطلع عليه.

ـ وما سبب ذلك؟

لم يكن لدي وقت.

ـ هل أخذتم رأي الأزهر في الفتاوى بصفته المرجعية الدينية الأولى في العالم؟

كلنا نفتخر بالأزهر الشريف، وهو أحد المرجعيات مع جامعة الزيتونة في تونس والجامعة القروية في المغرب، والإسلام علمنا أن نلتقي ونتحاور، وأن نسير وإذا أخطأنا نعترف بذلك، وفي تقديري يجب أن ننظر في تلك المسائل في حدود التحضر واللياقة والحوار البناء دون تعصب أو تشنج.

ـ كيف استقبلتم الانتقادات التي تعرضت لها تونس بعد فتوى الزواج والميراث؟

لم نتعرض لأي هجوم على الإطلاق، نحن توجد لدينا فكرة تم التعبير عنها، ووُجهت بردود أفعال، وتم التعامل مع الردود بكل حكمة، ونحن يجب أن نتعامل مع الدين بروح حية ونصوص تتماشى مع الواقع والحاضر والماضي والمستقبل.

ـ هل تطبق تونس موضوع الخطبة الموحدة كما يحدث في مصر؟

لدينا مساحة حرية للأئمة والخطباء في تونس، ولكن هذه الحرية منضبطة بفرضيتين، الأولى أن تكون الخطبة منضبطة من الناحية الشرعية إذ إن الإمام خليفة رسول الله، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن كفر أو سب أي شخص، والناحية القانونية التي تنص على أن الدولة راعية للدين وحامية للمساجد، وأن تكون المساجد بعيدة عن أي تجاذب أو توظيف حزبي، ولا يمكن أن يكفر فيها الناس، إذا الإمام فوق المنبر ملتزم بذلك، ويجب أن يعيش واقعه، ولا ينبغي له أن يتجاهل موضوعات مثل "قيمة العمل والوقت والالتزام بالقيم الإنسانية".

ـ هل تسبب عدم تحديد موضوع الخطبة في حدوث تجاوزات على المنابر؟

أي إمام إذا تتطرق للسياسة على المنبر، أو خالف الضوابط التي وضعتها وزارة الشئون الدينية في تونس أو تعرض للأشخاص، يتم اتخاذ الإجراءات ضده على الفور.

ـ وما هو حال المساجد لديكم؟

توجد سيطرة كلية للدولة على المساجد منذ ما يقرب من عامين، والأمر متاح للإمام في حدود الضوابط التي وضعتها وزارة الشئون الدينية التونسية، ويتم اتخاذ الإجراءات ضد التجاوزات، وحالات التجاوزات على المنابر لدينا لا تذكر.

ـ ما هي مدة خطبة الجمعة في تونس؟

لم نحدد للإمام لا وقتًا للخطبة أو موضوعًا لها، أو أي تعليمات للتحدث في أمر معين أو خطبة مكتوبة ليلقيها، نحن نعتمد في تونس على وطنية الإمام وحبه لدينه، لذلك فالإمام لديه حس وطني وديني، يستطيع من خلاله أن يعيش الواقع العصري، وليس من المعقول أن يعيش الإمام في وادٍ والواقع في وادٍ آخر.

ـ هل تحديد الخطبة بوقت معين ضد أم في صالح الدعوة الإسلامية؟

الرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا بالتيسير على الناس، والخطبة من الممكن أن تكون 20 دقيقة كما يحدث في الحرم المكي، وعندنا في تونس بعض الأئمة تجاوزت خطبتهم نصف ساعة تقريبا، وهم بذلك يشقون على المصلين، والإمام يستطيع أن يحدد وقت الخطبة من خلال عدد المصلين في المسجد وحالة الطقس صيفا أو شتاء.

ـ هل يحتاج المجتمع العربي والإٍسلامي لخطبة عربية موحدة؟

نحن نؤمن بالحرية الفكرية، التي تحكمها الضوابط.

ـ ما هي معايير اختيار المؤذنين في تونس؟

هناك مبادرة مع المعهد الرشيدي للموسيقى الذي أخرج العديد من الفنانين، لإلحاق المؤذنين به، والمعهد يأخد المؤذن الذي لديه صوت طربي– رخيم وعذب- بمشروعيته لتعليمه النغمات والطبوع التونسية، وتم اختيار بعض المؤذنين بالفعل من أربع محافظات، وتم عمل اتفاقية وبعد شهرين أو ثلاثة سيتم تخريج دفعة منه، ونتمنى أن تعمم التجربة في عدة دول.

ـ ما هي العلاقة بين الأزهر ووزارة الشئون الدينية التونسية؟

نحن نحترم الأزهر الشريف، وهو من منارات العلم في العالم الإسلامي، وعلاقتنا متميزة مع جميع الجهات المعنية في الشأن الديني في مصر، ولا توجد لدينا إشكالية في ذلك.

ـ كيف ترى قضية تجديد الخطاب الديني وتنقية التراث في المجتمع العربي؟

تجديد الخطاب الديني صار اليوم ضرورة ملحة، ولا يوجد في ديننا ما يطلق عليه البعض "إسلام لايت"، فالإسلام بُني على الوسطية والاعتدال والرحمة والاجتهاد، ولكل زمان قوله، ونحن في أشد الحاجة هذه الأيام إلى علماء أفذاذ مثل الإمام أبوحنفية وأحمد بن حنبل، والمُخاطب اليوم ليس هو مخاطب الأمس، مخاطب اليوم شاب يستخدم الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، ومن هنا يجب أن يكون الخطاب مغايرا، وهنا يجب أن أؤكد أن مسألة التجديد تكون في مفهومي المضموني والشكلي، ونحن في تونس اكتشفنا أن 90% من استقطاب الشباب يتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ـ هل تونس تعاني ظاهرة الفتاوى الشاذة؟

لا يوجد عندنا ذلك، خاصة بعد الثورة، ولدينا مؤسسة إفتاء وحيدة يصدر منها أي بيان أو بلاغ رسمي، وبعض الأشخاص يعبرون عن آراء دينية، إلا أنها لا تنزل منزلة الفتوى.

ـ هل المنطقة العربية في حاجة إلى توحيد الفتوى؟

في تقديري كان لدينا منظمة المؤتمر الإسلامي وصدر عنها العديد من الفتاوى، ومشاغل الأمتين العربية والإسلامية واحدة، وكذلك مشاكل العصر، وكلما اجتمعت الأمة العربية كلما كانت الفتوى أدق وأبلغ وأصح.

ـ ما رأيك في قضية توحيد الأهلة في المجتمع العربي؟

في الحقيقة الدين يجمع ولا يفرق، والعيدين " الأضحى والفطر" يجتمع فيهما العائلات، ولا يمكن أن يكون العيد مصدرا للخلافات، ومن غبر المعقول أن تحتفل دولة بالعيد في يوم ودولة أخرى تحتفل به في يوم آخر، ولذلك أنا مع تحديد موعد بدء ونهاية الشهر في كل الدول، وأذكر أنه في الثمانينات تم الاتفاق في المؤتمر الإسلامي في اسطنبول على توحيد بداية ونهاية الشهرو في الدول الإسلامية، إلا أن القرار لم يطبق لغرض ما.

ـ ما هو موقفكم من أداء الصلاة بالمسجد الأقصى وهو تحت الاحتلال الصهيوني؟

في الحقيقة، لم نصدر أمرا حول هذا الشأن، ولكن أنا بصفتي الشخصية إذا أتيحت لي الفرصة للصلاة في بيت المقدس فلن أتركها، مع العلم بأنني لست مفتيا أو مؤهلًا للإفتاء.

ـ هل زيارة المسجد الأقصى حاليا في صالح القضية الفلسطينية؟

كان لي حوار مؤخرا مع أحد الأصدقاء الفلسطينيين المقيمين في تونس، وقال لي "نحن نحبذ زيارة الإخوة المسلمين للقدس ووجود أي مسلم من خارج الأرض المحتلة سند لنا وشبابنا، وهذا من باب فقه الأولويات وفقه المصالح، لأن هذه زيارة للفلسطينيين في عقر دارهم، والزيارة لن تقتصر على أداء الصلاة بالأقصى المقدرة بـ500 صلاة ولكن سند للفلسطيني الذي يطلب مني ذلك، وهذا لا يعد تطبيعا مع العدو الصهيوني.

ـ ما هي الآفة التي يعاني منها المجتمع العربي؟

الأمة العربية أهملت قيمة العمل، وتراجعت لديها قيمته طبقا للإحصائيات الرسمية، ما جعلها تتخلف عن ركب الدول المتقدمة، وهناك دول تعرضت لحروب مدمرة مثل ألمانيا واليابان، وأصبحوا في مصاف الدول بسبب حبهم وتقديرهم لقيمة العمل وإعطاء قيمة له، والدين الإسلامي يحث على العمل

ـ هل لديك رسائل تريد أن توجهها؟

اليوم أود أن أقول نحن مدعوون أكثر من أي وقت مضى للتكاتف والتضامن، فالتحديات أصبحت كثيرة، وإذا لم نتحد ونصبح يدا واحدة، فسنخسر كثيرا.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان