مدبولى: استثماراتنا في دول القارة تتجاوز 8 مليارات دولار ساهمت
كتب- محمد غايات:
أطلق اليوم الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، فعاليات المعرض الأول للتجارة البينية الأفريقية، الذي يقام تحت رعاية رئيس الجمهورية، ويُنظمه البنك الافريقي للاستيراد والتصدير، بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة، وهيئة تنمية الصادرات، خلال الفترة من 11-17 ديسمبر الجاري، بحضور عدد من رؤساء الدول والحكومات الأفريقية، ورؤساء وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية، وعدد من الوزراء.
وألقى رئيس الوزراء كلمة، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، خلال افتتاح هذا الحدث الهام الأول من نوعه في القارة الأفريقية، استهلها بالإعراب عن تقديره للوفود المشاركة في المعرض الأول للتجارة البينية الأفريقية الذي يأتي عقب محطة هامة في مسيرة العمل الإفريقي المشترك ألا وهى منتدى إفريقيا 2018 بمدينة السلام شرم الشيخ، وكذلك بالتزامن مع المؤتمر السابع لوزراء التجارة الأفارقة، والذي سيشهد مناقشة إحدى أهم الاتفاقات على الساحة الاقتصادية الدولية، ألا وهي اتفاقية التجارة الحرة بالقارة الأفريقية، والتي تعد دون شك إنجازا حقيقيا على صعيد الجهود الحثيثة نحو التكامل الأفريقي.
كما تقدم بالشكر للاتحاد الأفريقي، والبنك الإفريقي للتصدير والاستيراد، على الجهد المبذول لإنجاح هذا المعرض وغيره من الفعاليات الأفريقية الهامة، وكذلك على السعي الدائم لتحقيق التكامل بين دول القارة.
وأكد رئيس الوزراء في كلمته أن هذا المعرض يأتي كخطوة هامة في مسيرة دعم جهود التكامل الاقتصادي الأفريقي، خاصة في ضوء الإنجاز المحقق في مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية، والتي ستدخل حيز النفاذ في القريب العاجل، لتساعد دول القارة على تحقيق معدلات نمو اقتصادي مرتفعة بعد إزالة العوائق الجمركية أمام حركة التجارة البينية، وتسهيل حركة عناصر الإنتاج، فضلاً عن زيادة معدلات النمو الصناعي وتحقيق التنمية التكنولوجية، مما يساعد على تعزيز تنافسية المنتَج الأفريقي على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وأضاف مدبولي أن المعرض يأتي لنقل رسالة إلى العالم بأن أفريقيا مستعدة وترحب بالتعاون على كافة الأصعدة الاقتصادية، التجاري منها والاستثماري، حيث أصبحت القارة الإفريقية محط اهتمام متزايد من قبل العالم أجمع كوجهة للأعمال، لاسيما بعد أن استطاعت العديد من دول القارة قطع شوط طويل في تحديث بنيتها الاقتصادية والتشريعية حتى تستطيع اللحاق بركاب متطلبات التنمية والاستثمار، وذلك فضلاً عن تعدد أطر التعاون الاقتصادي بين الدول الإفريقية وشركائها في التنمية، الأمر الذي يشجع مجتمع الأعمال الدولي على التوجه لأفريقيا.
وقال رئيس الوزراء: لقد تجاوزت معدلات نمو العديد من بلداننا متوسط النمو العالمي خلال السنوات الأخيرة، وذلك رغم الأزمات المتلاحقة التي عصفت بالاقتصاد الدولي خلال السنوات الماضية، فقد تضمنت قائمة الدول ذات الاقتصاديات الأسرع نمواً في العالم العديد من الدول الأفريقية.
وأضاف : إننا لعلى ثقة بأنه من أجل اعتلاء المكانة التي تليق بقارتنا فإنه لا يمكننا اغفال أهمية محور تنمية القدرات البشرية في عملنا المشترك، فضلاً عن الاهتمام بالشباب الإفريقي عماد القارة وأساس مستقبلها وذلك من خلال الطريق الأوحد، ألا وهو التعليم، مما يتيح لشبابنا اكتساب المهارات اللازمة للانخراط بكفاءة في سوق العمل، ومن ثم دفع معدلات النمو لقارتنا، والتحول إلى مجتمعات المعرفة من خلال تطوير مجالات البحث والابتكار كركيزة أساسية للانطلاق إلى المستقبل، واتصالاً بذلك يأتي حرص مصر على مواصلة دورها النشط في تطوير القدرات المؤسسية والبشرية الأفريقية لا سيما الكوادر الشابة.
وفي كلمته أيضاً بافتتاح المعرض الأول للتجارة البينية الأفريقية، أعرب الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، عن الفخر لما تحققه مصر على صعيد تفعيل مبادئ التعاون والتكامل الإفريقي، حيث تسارعت الشركات المصرية إلى الاستثمار في الأسواق الأفريقية، حتى تجاوز حجم استثماراتنا في دول القارة 8 مليارات دولار، مما ساهم في خلق عشرات الآلاف من فرص العمل خاصة في قطاعات التشييد والبنية التحتية والطاقة والتعدين والزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، كما وصل حجم تجارة مصر مع أشقائها الأفارقة إلى 5 مليارات دولار تقريباً، وتستهدف مضاعفتها خلال الأعوام الخمسة المقبلة، بأمل أن تصب تلك الجهود بفاعلية لصالح مضاعفة التجارة البينية الإفريقية.
وأضاف رئيس الوزراء أن تنظيم هذا الحدث يأتي اتصالاً بالتزامات مصر بتحقيق أمال شعوب القارة الأفريقية، والمنصوص عليها بأجندة أفريقيا 2063، والتي قامت دول القارة بإقرارها جميعاً كرؤية إفريقية لتحقيق التنمية الشاملة والتي تعد التجارة البينية من أهم دعائمها، والتي من شأنها دون شك تعزيز مكانة إفريقيا في الاقتصاد العالمي.
ودعا مدبولي الأشقاء في القارة الأفريقية ومجتمعي الأعمال الإفريقي والدولي وشركاء التنمية، إلى وضع اللبنات الأولى لإطلاق المشروعات والمبادرات التنموية، وفقاً لإطار يراعي التوازن المطلوب بين طموحنا لبناء قارتنا الأفريقية، وبين تطلع شركاء التنمية إلى حوافز وعوائد تفتح آفاقا أرحب لمزيد من الاستثمارات وتدفقات رؤوس الأموال.
وقال رئيس مجلس الوزراء: لقد حرصت مصر عند استضافتها لهذا المعرض على أن يكون بمثابة ملتقى للحكومات والقطاع الخاص وأصحاب المصالح من داخل القارة وخارجها، وتم وضع برنامجه بعناية وفق رؤية واضحة تتمثل في عرض السلع والخدمات واستكشاف الفرص في بلادنا، وليكون كذلك بمثابة سوق قاري يجتمع فيه مجتمع الأعمال الدولي للتعرف على قدرات أفريقيا الحقيقية، وذلك فضلاً عن تبادل المعلومات الحيوية وتحديد الحلول الأنسب لمواجهة التحديات التي تؤثر على التجارة البينية الإفريقية. مضيفاً: عدد المشاركين بهذا المعرض من عارضين وزائرين يعد أبلغ دليل على حاجاتنا الماسة للتكامل فيما بيننا، حيث تعدى عدد المشاركين 1000 عارض تقريبا من أكثر من 35 دولة من كافة أنحاء العالم.
وفي الختام قال الدكتور مصطفى مدبولي: انه لشرف لمصر توليها رئاسة الاتحاد الأفريقي مطلع العام المقبل في دورته الثانية والثلاثين، ونأمل من خلالها استكمال مسيرتنا في دعم القضايا الإفريقية، وخاصة تنمية التجارة البينية بين دول القارة، كما نأمل من خلال رئاستنا لتلك الدورة تحقيق كل ما نصبو اليه نحن الأفارقة.
وأضاف رئيس الوزراء: ختاما أتوجه إليكم بخالص الشكر على مشاركتكم الكريمة في هذا المعرض، وكل التقدير إلى كل من ساهم في تنظيمه، ويحدوني الأمل في ان تخلص أعماله إلى ما نتطلع إليه من آمال وطموحات، وأن يكون المعرض خطوة هامة ومحورية لتحقيق أمال شعوبنا من تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة ومستدامة وحياة كريمة لمواطنينا والأجيال القادمة.
فيديو قد يعجبك: