البابا تواضروس من أمريكا: فضل مصر على العالم لا يمكن حصره
كتب- إسلام ضيف:
زار البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، أمس الاثنين، مقر القُنصلية المصرية بنيويورك، بحضور عدد من كهنة وأساقفة الكنيسة الأرثوذكسية.
وأوضحت الكنيسة الأرثوذكسية في بيان اليوم الثلاثاء، أنه كان في استقبال البابا السفير هشام النقيب القنصل العام بنيويورك.
وأعرب تواضروس عن سعادته بالزيارة قائلًا: "أنا سعيد للغاية بزيارة مقر القنصلية العامة لبلادنا الحبيبة مصر، وسعيد بمعالي الدكتور هشام النقيب بدعوته واستقباله وترحيبه لنا وبأعضاء القنصلية، وأيضًا الدكتور محمد إدريس، والحقيقة أنا بحرص فى أي دولة على زيارة القنصلية المصرية بها، طبعًا بقالى هنا حوالي ثلاثة أسابيع ولكن مصر وحشتني جدًا ومش عارف انتم ازاى بتقعدوا هنا سنين؟، ربنا يقويكم".
وتابع البابا: "مصر التي نفتخر بها بالحقيقة وليس هذ الأمر مجرد دباغة للكلام أو ضرورة الحديث في مثل هذه المناسبات، مصر وطن عظيم في حضارته وفي تاريخه وفي جغرافيته، وفي نسيجه وله خصوصيته واللي يحب يعرف الكلام ده يقرأ كتاب دكتور جمال حمدان عن شخصية مصر".
وأكمل: "عايز أذكر لحضراتكم مثال يدل على أن المصريين في كل تاريخهم عبر العصور عاشوا حول نهر النيل هو بالحيقيه أبونا "our father" والأرض التي نأكل منها"our Mother" ولهذا السبب كل المصريين في علاقة قوية بنهر النيل، وعايز أقولكم شيء مهم فضل مصر على العالم كله لا يمكن حصره".
وأردف بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية: "أذكر مثال، أنا خريج كلية الصيدلة وأكثر شيء بندرسه هو الكيمياء "Chemistry"، هل تعلمون أيها الأحباء أن كلمة كيمياء منشأها اسم من مصر واسم مصر القديم كان "كيمي"، وتعود كلمتي chem، kmt المصريتين ومعناهما الأرض السوداء، ومن هذه الأرض نشأ علم الكيمياء وهذا فضل من التاريخ المصري القديم والحضارة الغنية على كل العالم، وقيسوا على هذه أمثله كثيرة جدًا".
وتابع: "أذكر لحضراتكم، أن مصر هي التي علمت العالم كله فن الأعمدة فى العهد الفرعوني، مصر بنت المسلات وفكرة المسلة فكرة مهمة جدًا كان المصري القديم يزرع الأرض، ومن كانوا يعملوا في زراعة الأرض يضعوا المسلة على طرف حوض الزرع على شكل هرم صغير أو يدهنوا المسلة بالذهب، وعندما تسطع الشمس فى المسلة تبقي مضيئة وعندما تغيب الشمس ينتهي يوم العمل لذلك أطلقوا عليها "عين العمل" فكانت المسلة دعوة للعمل علشان كده مصر نشرت المسلات فى كل العالم ، وعندما بدأت المسيحية في مصر على يد القديس مارمرقس الرسول في منتصف القرن الأول الميلادي، كانت أرض مصر تباركت بزيارة العائلة المقدسة ومكثت في مصر لمدة ثلاث سنوات وستة أشهر وعشرة أيام".
واستكمل تواضروس: "عندما نقول الأراضى المقدسة لا نقصد بها فلسطين فقط، بل مصر أيضًا وعندما أتى القديس مارمرقس وهو أحد تلاميذ السيد المسيح إلى مصر، نشر المسيحية، واستشهد في مدينة الأسكندرية، علشان كده بيقولوا بابا الأسكندرية برغم من أن معظم الوقت في القاهرة لكن الأسكندرية المدينة التقليدية في التاريخ الكنسي".
وتابع: "المسلة التي كانت في العهد الفرعوني تحولت إلى المنارة اللى في الكنيسة، يعني لما تشوفوا منارات الكنيسة هذا الفن خرج من المصريين ولما بدأ الإسلام في مصر في القرن السابع الميلادي، هذه المسلة تحولت إلى مأذنة المساجد، وعندما بدأت في السعودية لم تكن لها مأذنه بل كانت مجرد دور أو دورين فقط، وهذه الفكرة بدأت في مصر ،إذًا مصر هي التي علمت العالم كله فن الأعمدة "المسلة" المنارة والمأذنة، واليوم حينما تتواجد في مصر تجد أن المنارات تتعانق مع المأذن بتعبير روحي قوي يعبر عن الرباط الروحي القوي لكل المصريين".
وأضاف: "ونهر النيل ربطنا وجمعنا، والأرض التي نأكل منها، والتاريخ جمعنا معًا، لذلك الرباط القوي الذي جمعنا في مصر يرجع إلى أهم قيمة وهي "الوحدة الوطنية" التي تجمعنا معًا، وهي ليست كلام وليست مجرد تاريخ، بل الوحدة الوطنية ممكن أن نحولها ونقول عنها المحبة الوطنية، هي المحبة التي تجمعنا جميعًا، وتعطينا هذا الامتداد الذي نتشرف به على أننا نبتنا على أرض مصر، ونتمتع بالانتماء لهذا الوطن الغالي، والتاريخ يحكي ذلك أن مصر منذ 2000 سنة قبل الميلاد كانت في قمة العالم وأول حكومة مركزية في العالم كانت في مصر، وأول تكوين جيش عسري بدأ في مصر، حتى نُظم الري فالفضل المصري علينا كمصريين وعلى العالم كله يمكن أن نتحدث عنه كثيرًا".
وأشار البابا إلى أنه "في الأونة الأخيرة تعرضت بلادنا لبعض المتاعب، لكن نشكر الله مصر الآن بتتعافى، وتتقدم وأكثر صفة بلاحظها موجودة في القيادة السياسية المصرية المتمثلة في الحكومة وفي البرلمان المصري هي صفة "الجدية"، وهذه الصفة تعطي انطباع بالسير في الطريق الصحيح".
أكمل: "أنا سعيد بأن أتقابل معكم ونجتمع في هذه الجلسة الجميلة، والمحبة التي بيننا مستمرة ومتميزة وقوية، ودائمًا يتحدث السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي وييقول نحن جميعنا مصريين "كلنا واحد" ونحن نذكر له بالخير أنه يزور الكاتدرائية في مساء كل عيد ميلاد يوم 6 يناير من كل سنة، ونذكر للحكومة المصرية قررات كثيرة تساعد في إتمام هذه المساواة التي نص عليها الدستور المصري".
وتابع: "أنا أشعر أن فعليًا مصر بتتقدم خطوة بخطوة بالمشروعات العملاقة، ومؤخرًا عقدنا مؤتمر دولي لشبابنا من كل ايبارشيتنا بالعالم كله، وكان شعاره عودة للجذور وكان من أهداف هذا الملتقى أن ينبهروا شبابنا بمصر، ويروا التاريخ والحضارة ويروا المشروعات العملاقة مثل قناة السويس والهدف الأخر هو أن يعيشوا في أصل الكنيسة القبطية المصرية والهدفين قد تحققوا بالفعل وقد شارك في هذا الملتقى عدد من شبابنا في نيويورك ومن فلوريدا، أنا بشكركم جميعًا وبشكر الدكتور هشام النقيب وبشكر كل الحضور وأتمنى زيارتكم لنا فى مصر وأهلًا وسهلًا بكم في مصر".
فيديو قد يعجبك: