لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في ذكرى حصوله على "نوبل".. لماذا لم يندثر أدب نجيب محفوظ"؟ مثقفون يجيبون

03:29 م السبت 13 أكتوبر 2018

نجيب محفوظ

كتب- محمد عاطف:

في مثل هذا اليوم من عام 1988، فاز الأديب المصري نجيب محفوظ بجائزة نوبل في الأدب، ومن يومها يحتفظ محفوظ، بصدارة المشهد الروائي، رغم رحيله منذ أكثر من عقد من الزمان، وهو أمر يثير الكثير من علامات الاستفهام والتعجب، فالرجل الذي صاحب الحرافيش وعايشهم، وتسكع مهم أحيانا ما زالت أعماله خالدة، تسجل مبيعات مرتفعة، وتنافس بدراوة وسط الإنتاج الأدبي الغزير.

في محاولة لكسر غموض المشهد الذي يحيط بأديب نوبل، استطلعنا رأي العديد من الكتاب والمثقفين، في محاولة لاستجلاء الحقيقة حول بقاء صاحب "زقاق المدق"، ورحيل من حوله.

الروائي محمد العون يقول: "احتل نجيب محفوظ هذه المكانة من خلال عمل دؤوب استمر لسنوات طويلة، وبجدية كاملة، فقد كتب بإخلاص وبمقدرة إبداعية فذة وبشكل متجدد، كان عنده الجديد دائما، ولم يكرر نفسه أو يحصر فكره فى نطاق محدد".

ويضيف لمصراوي: "أعمال نجيب محفوظ تقف بمنتهى القوة والرسوخ بجانب أعمال كبار الروائيين فى العالم، تولستوى، وديستوفسكي، وبلزاك، وتشارلز ديكنز، وهيمنجواى وغيرهم.

وتابع: "ربما هو الكاتب العربي الوحيد الذى استطاع أن يحتل هذه المكانة عن جدارة واستحقاق بين عمالقة الأدب فى العالم، أما الهجوم عليه، فهذا شأن الكبار دائما أن يهاجمهم الصغار أو أصحاب الأغراض من الاتجاهات السياسية المختلفة أو المتشددة".

وعطفا على ما قاله العون يرى الناقد أحمد الصغير، أن استمرار أدب محفوظ راجع لأن نصه مزج لأن نصه ممزوج بقضايا حقيقية، كما أن محفوظ يعد مجددا كبيرا في الرواية العربية.

ويقول: "في ظني أنه تميز بكتابة سرد روائي متعدد المعاني والتأويلات، ولديه أشكال كثيرة في الكتابة السردية كالسرد التاريخي، والاجتماعي والسياسي والفلسفي والرمزي".

وأضاف في تصريحات خاصة: "يهاجم الإخوان أديب نوبل، لأنه فضحهم، والسلفيون لأنه خلخل ثابتهم".

من جانبه قال الكاتب محمد عبدالحافظ ناصف: "لقد عاش نجيب محفوظ لأنه عبر بصدق وحرفية وفنية عالية عن المجتمع المصري، وكان له مشروع كتابة وتخطيط استراتيجي فني مقنع".

وأضاف في تصريح خاص: "نجح محفوظ في تحديد ماذا سيكتب من خلال رؤيته للحياة، فمحفوظ ليس كاتب ظاهرة عابرة، أو فلاشة تضيئ وتنتهى، ولكنه كاتب نابت من طين الأرض، من عمق الكتابة والأدب العربي والإنساني، ومحفوظ الإنسان هو الذى وصل للإنسان فى كل مكان".

أما الشاعر أشرف قاسم، فيقول: استمر أدب نجيب محفوظ متصدرا الساحة الثقافية والأدبية على الرغم من وفاته، يعود لعدة أسباب أهمها، واقعية ما كتبه محفوظ، والتصاقه بالإنسان وتعبيره الصادق عن معاناة الكائن البشري.

وأضاف في تصريح خاص: "تعتبر تجربة محفوظ هي التجربة السردية الأهم من وجهة نظري في مسيرة الرواية العربية، وهذا يعود للنظام الصارم الذي فرضه محفوظ على نفسه، وتنظيم وقته للكتابة في أوقات بعينها مهما كانت العوائق".

أما عن مهاجمة محفوظ من قبل المتشددين من الجماعات الدينية كالأخوان والسلفيين فيرى قاسم أن هذا يعود لضيق أفق هؤلاء، وضيق صدورهم وجهلهم بماهية الكاتب ووظيفة الأدب، وتعاملهم مع الأمور بمنطق الحلال والحرام، والحقيقة أن أدب محفوظ قد تجاوز تلك النقاط الضيقة، وصار أكثر رحابة وتعبيرا عن أزمة الإنسان المعاصر.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان