في ذكراه التاسعة.. محمود درويش مازال حياً رغم الموت
كتبت- نسمة فرج:
9 أعوام من الغياب، ولا تزال كلماته الحرة تتردد في كل مكان.. محمود درويش، شاعر المقاومة الأول، وشاعر السلاسل والزيتون الذي أتعبه قلبه على بلاده الضائعة "فلسطين"، فأجرى ثلاث عمليات في قبله، أودت الثالثة بحياته في ولاية تكساس.
لدرويش وجهة نظر في الموت؛ قال إنه "لا يطال الأرواح فهي باقية فكتب.. لم يمت أحدٌ تمامًا.. تلك أرواح تغيَّر شَكلها ومُقامها".
كتب درويش بن قرية البروة، من مواليد 1942، عن الموت في عدد من قصائده، كان منها "الموت في الغابة"، حيث قال: "في درب أوهام المقادير، لا شيء ! قصة طفلة همدت، لا شيء يوحي صمت تفكير، جرح صغير مات صاحبه، فطواه ليل كالأساطير تاريخه .. أنفاس مزرعة".
وفي جداريته، التي صنفها النقاد بأنها الأقرب إلى سيرته الذاتية، قال: "رُبَّما ما زلتُ حيّاً في مكان ما، وأعرفُ ما أريدُ، سأصير يومًا فكرةً، لا سيفَ يحملُها إلى الأرض اليباب، ولا كتابَ، كأنها مطر على جبل تصدَّع من تفتُّحِ عُشبة".
وكان الشاعر الفلسطيني محمود درويش، أول من يشيع جنازته بنفسه حينما كتب قصيدته "أيها الموت انتظرني"، وتابع: "سأقول: صُبُّوني بحرف النّون.. حيث تعبُّ روحي سورة الرحمن في القرآن.. وامشوا صامتين معي.. على خطوات أجدادي ووقع الناي في أزلي، ولا تضعوا على قبري البنفسج.. فهو زهر المحبطين.. يذكر الموتى بموت الحب قبل أوانه.. وضعوا على التابوت سبعَ سنابلٍ خضراءَ إن وجدت.. وبعض شقائقِ النعمان إن وجدت.. وإلاّ فاتركوا ورد الكنائس للكنائس والعرائس".
يقول المطرب مارسيل خليفة في رثاء درويش: "لم تكتب قصيدتك الأخيرة، فلمَ تستعجل الغياب وأنت السؤال وأنت الجواب وأنت القضية؟ لدي من الشجن ما لا يوصف وما لا أقدر على احتماله وحدي ولو بشجن الروح صوت لتحتم سماعه".
وفي ذكرى غيابه قال البرغوثي: "رأيت ابن حيفا على مهرة في سماء نديةْ.. يقول، لقد كنت أكتب شعرًا كسحبة ناي.. أمام الجيوش، وكنت أهدهد نفسي الحمامة بين يديّ.. لكي لا تصاب بلون الدخان".
فيديو قد يعجبك: