إعلان

جدل بشأن إلغاء الكتب المدرسية.. فهل تنجح تجربة "طارق شوقي"؟

05:33 م الأربعاء 02 أغسطس 2017

كتبت-ياسمين محمد:

تتجه وزارة التربية والتعليم، إلى دمج الوسائل التكنولوجية الحديثة بالعملية التعليمية، شأن الدول المتقدمة، وهو ما أشار إليه حديث الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، حول ربط بنك المعرفة المصري بالمناهج الدراسية تدريجيًا وصولًا إلى التحرر من الكتاب المدرسي وإلغائه، والاتجاه إلى المعرفة المفتوحة الموثقة.

وتبدأ الوزارة خطتها في التخلص من الكتاب المدرسي، بربط المحتوى الدراسي لمناهج مواد العلوم والرياضيات للصفين الأول والثاني الثانوي العام في عام 2017/ 2018، ببنك المعرفة المصري، كروابط بديلة عن بعض أجزاء محتوى هذه المناهج وأخرى كروابط توضيحية، بالإضافة إلى الروابط الإثرائية، وتوظيف هذه الروابط في محتوى المناهج ووضعها في الكتب باستخدام برنامج "QR CODES".

وقال الدكتور طارق شوقي، إنه من شأن ذلك، ربط المناهج بمحتوى بنك المعرفة المصري الثري، بالإضافة إلى تقليل تكلفة طباعة الكتب التي تحمل الوزارة 2 مليار جنيه من الميزانية المخصصة، مشيرًا إلى أنها ميزانية ليست بالقليلة.

ومنذ إعلان الوزير تضمين الكتب المدرسية للصفين الأول والثاني الثانوي روابط توضيحية باستخدام برنامج "QR CODES"، أعرب أولياء الأمور عن عدم معرفتهم بطريقة استخدام هذه الروابط، واستهجن خبراء الخطوة التي تتجه إليها الوزارة، مشيرين إلى أن عدد كبير من الطلاب لا يتوفر لديهم الوسائل التكنولوجية التي تمكنهم من استخدام هذه الروابط، خاصة أنها تحتاج هواتف ذكية Smart Phone.

ويعد برنامج Scan QR Code reader قارئ وماسح "سكانر" البار كود، لهواتف "الاندرويد"، يستخدم للدخول إلى رابط محدد أو تحميل برنامج معين من خلال قراءة صورة الباركود عبر كاميرا الهاتف المحمول.

0

وتضع الوزارة الرمز داخل الكتاب المدرسي، ليقوم الطالب بتحميل البرنامج على هاتفه المحمول، وعند فتحه تظهر كاميرا يتوسطها مربع، وعند توجيه الكاميرا على الرمز، يتم قراءته والتعرف على الروابط المخزونة به والذهاب إلى المتصفح لتحميل محتوى الرمز.

"احنا بلد نامية ولسة طالعة من ثورات ومافيش إمكانيات أقدر ابني عليها المقترح ده"، تقول الدكتور ماجدة نصر عضو لجنة التعليم بالبرلمان عن عزم الوزارة إلغاء الكتب المدرسية، والتوجه إلى بنك المعرفة، مشيرة إلى أن هناك الكثير من المناطق المحرومة من الكهرباء بمصر، فماذا عن تملك طلابها هواتف ذكية.

وتؤكد نصر لمصراوي، أن خطوة إلغاء الكتاب المدرسي، أو الربط بينه وبين شبكة المعلومات الدولية، خطوة سابقة لأوانها، لابد للوزارة من توفير البنية التحتية التي تساعد على تنفيذ هذا المقترح.

وأشارت نصر، إلى أن تطبيق مقترح إلغاء الكتاب المدرسي وربط المناهج ببنك المعرفة، يمكن أن يتم على نطاق محدود، كمدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا، فعدد طلابها قليل ويمكن للوزارة توصيل الإنترنت بها، أو منح كل طالب هاتف ذكي أو "تابلت"، بينما لا يمكن تطبيقه على كل المدارس الثانوية في مصر.

وقال الدكتور محمد عمر مدير صندوق دعم وتمويل المشروعات التعليمية، إن الوزارة تعمل حاليًا لتوصيل كل المدارس الثانوية بخدمات الإنترنت، تمهيدًا لتنفيذ مقترح الوزير بتخفيف طباعة الكتب المدرسية وربط مناهج الصفين الأول والثاني الثانوي بالإنترنت.

ورأى الدكتور كمال مغيث الخبري التربوي والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، إنه يمكن تطبيق فكرة الوزير بربط الكتب ببنك المعرفة، على سبيل التجربة دون أن تتضمن الروابط أجزاء أساسية من المناهج يحاسب عليها الطلاب، مشيرًا إلى أن نحو 50% من الطلاب المصريين ليس لديهم خدمات إنترنت، ولا يمكن للمدرسة تعويض ذلك.

وأضاف مغيث، أنه قبل النظر إلى توفير خدمة الإنترنت بالمدارس، لابد من النظر إلى عدد أجهزة الحاسب الآلي المتوفرة مقارنة إلى عدد طلاب المدرسة، وتدريب المعلمين، وتوفر الصيانة الدورية، وكل هذا قد لا يكون متوفرًا على أرض الواقع بنسبة 100%.

أما خالد صفوت أحد أولياء الأمور وممثل حملة "ثورة أمهات مصر"، قال إن فكرة ربط بعض أجزاء المناهج ببرنامج QR code، مطبقة بالكتب الخارجية، ولكن في موضوعات إثرائية، مشيرًا صعوبة تعميم ذلك على المناهج والطلاب في ظل وجود عدد كبير من الطلاب بالقرى والنجوع والمناطق النائية ليس لديهم إمكانيات.

ورأى صفوت أن أبناء الفقراء قد لا يكون لهم مكان في النظام التعليمي الجديد، مشيرًا إلى الطالب عبد الراضي علام أحد أوائل الثانوية العامة هذا العام بنسبة 99.7%، والذي خرج من إحدى القرى الفقيرة بمحافظة أسيوط دون إمكانيات تذكر قائلًا: "أكيد عبد الراضي مش معاه هاتف ذكي كذا هنقتل طموح الفقراء".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان