بعد قرار زيادة أسعارها المفاجئ.. النقل العام تستعين بتذاكر شركة أخرى
كتب – عبد الله قدري ونانيس البيلي:
استيقظ مجدي محمود - محصل بهيئة النقل العام، صباح الجمعة الماضي، وذهب إلى عمله ليستقل أتوبيس هيئة النقل العام بمحطة عبد المنعم رياض، لكنه فوجئ بمنشور رسمي داخل الهيئة بزيادة سعر التذكرة، تبعها تعليمات من مسؤوليه باستلام "عهدة" مختلفة من التذاكر القديمة المركونة في مخازن الهيئة لبيعها للجمهور بالسعر الجديد، لحين طبع تذاكر بالسعر الجديد.
وقررت محافظة القاهرة، رفع أسعار تذاكر أتوبيسات النقل العام، بدءً من صباح الجمعة الماضي، بواقع نصف جنيه على كل تذكرة، لتصبح جنيهين ونصف لـ"الأتوبيس الأزرق" بدلا من جنيهين، وجنيه ونصف لـ"الأتوبيس الأحمر" بدلا من جنيه.
رغم مرور 6 أيام على تطبيق القرار، ما زالت هيئة النقل العام تبيع التذاكر القديمة للركاب، دون طباعة تذاكر بالسعر الجديد "بسبب أن القرار كان مفاجئاً"، بحسب مفتش في هيئة النقل العام، يتحفظ مصراوي على ذكر اسمه.
وقال المفتش لمصراوي، إن هيئة النقل العام لجأت لـ"استلاف" تذاكر بقيمة 2.5 جنيه من شركة أتوبيس القاهرة الكبرى، لعدم توافر تذاكر جديدة بـ2.5 جنيه، بعد الزيادة المفاجئة في أسعار تذاكر النقل العام.
وأضاف المفتش، في تصريحات لمصراوي، أن هيئة النقل العام أخرجت مخزون التذاكر بسعر 25 قرش، المركون في المخازن، لعدم طبع تذاكر جديدة بقيمة 1.5 جنيه، مشيرًا إلى أن الهيئة ستطبع تذاكر بالأسعار الجديدة عند نفاد التذاكر القديمة.
وختمت بعض فروع النقل العام التذاكر القديمة بالسعر الجديد فئة (1.5جنيه)، بحسب المفتش، بينما قامت بعض الفروع الأخرى بإعطاء الراكب أكثر من 6 تذاكر بقيمة (25 قرش) وذلك بسعر 1.5 جنيه.
في السياق ذاته، قال محصلون بهيئة النقل العام، إنهم يتعاملون بالتذكرة القديمة ولكن بالقيمة الجديدة حتى طبع الأسعار، مؤكدين أنهم فوجئوا بالسعر الجديد.
لم يختلف الأمر كثيراً بالنسبة لـ"إبراهيم" كمسري بخط أتوبيسات "العتبة - موتسيان"، حيث تفاجأ بالقرار عند ذهابه لاستلام "نبطجية" عمله، صباح الجمعة، على الأتوبيس الأزرق، واستلامه "عهدة" جديدة من تذاكر بقيمة جنيهان ونصف ولكنها تتبع شركة أتوبيس القاهرة الكبرى "هيئة النقل العام استلفتها من الشركة لحد ما يطبعوا تذاكر بقيمة الزيادة".
ويضيف الرجل صاحب الـ48 عام أن قرار رفع أسعار التذاكر الأخير أحدث ارتباكًا كبيراً داخل هيئة النقل العام؛ لأنها اتخذته بشكل مفاجئ ولم ترتب أمورها فيما يتعلق بطبع تذاكر بالسعر الجديد، ويشير إلى التزامهم بالتعامل بالتذاكر التي "استلفوها" لـ4 أيام وبعدها تلقوا تعليمات بالتعامل بتذاكر الهيئة القديمة لحين نفادها "لازم نخلص المخزون اللي عندنا الأول، أمال هنودي الكمية دي فين".
قرابة أسبوع، هي المدة التي ستستغرقها هيئة النقل العام لحين طباعة تذاكر خاصة بها بالأسعار الجديدة، وفقًا لما علم به "إبراهيم" من مرؤوسيه، ويشير إلى أنهم أبلغوه بتوافر كمية كبيرة من التذاكر القديمة طبعتها الهيئة مسبقًا لعدم علمها بتوقيت الزيادة، وأنهم سينتظرون حتى نفاذ الكمية الموجودة والذي سيستغرق أيام.
حرص كبير يتعامل به "إبراهيم" مع "عهدته" من التذاكر القديمة بالسعر السابق على الرغم من منطقية انتهائها بعد الزيادة الجديدة، فيشير إلى أنه يتعامل بها لحين نفادها، وأنه يجازى في حالة فقدانها أو تلفها "لو ضاعت مني أو وقع عليها شاي بدفع ثمنها من جيبي".
لجوء هيئة النقل العام لـ"استلاف" تذاكر من شركة أخرى لا تتبعها، يفسره "إبراهيم" وزملائه، برغبة الهيئة في تدعيم قرار الزيادة أمام الركاب، ولذلك تعاملوا بالتذاكر المستعارة لأيام، قبل أن يعاودوا استخدام مخزون التذاكر القديم، ويشير إلى أن الركاب لم يلاحظوا اختلاف اسم الشركة المدون على جانب التذكرة "الناس اتلهت في الزيادة ومحدش خد باله".
"منطقي إن القرار يطلع يوم جمعة" يقول الرجل الأربعيني، ويضيف أن الفئة المرجح أن تبدي اعتراضًا هي شريحة الموظفين، الذين يعودون إلى عملهم يوم الأحد "يبصوا يلاقوا نفسهم قدام أمر واقع خلاص، هيعترضوا بعدها بيومين يعني"، ويشير إلى أن غضب الراكب البسيط من تلك الزيادة ما زال مستمراً "الناس بتتحسبن علينا، وإحنا اللي في وش المدفع".
فيديو قد يعجبك: