قيادات حزبية عن بيان الدول الأربع تجاه قطر: يهدد دون إجراءات حاسمة
كتبت- مروة شوقي:
قالت قيادات حزبية، إن البيان المشترك الذي أصدره وزراء خارجية المملكة العربية السعودية ومصر والبحرين والإمارات أمس، كانت لهجته تهديدية غير حاسمة تجاه قطر ولم يحمل ردًا عقابيا صريحًا تجاه قطر التي رفضت الرضوخ لمطالب الأربعة لإنهاء المقاطعة الدبلوماسية التي قاربت الشهر.
وكان وزراء خارجية مصر والسعودية والإمارات والبحرين، أصدروا بيان مشترك أمس الأربعاء، قالوا فيه إن رد الدوحة على مطالب الدول الأربع جاء "سلبي" ويتسم بـ"التهاون وعدم الجدية". وأضاف البيان "لم يعد التسامح ممكنًا مع الدور الذي تلعبه دولة قطر في المنطقة".
ووصف الدكتور رفعت السعيد، رئيس المجلس الاستشاري لحزب التجمع، حديث وزراء خارجية المملكة العربية السعودية ومصر والبحرين والإمارات، خلال المؤتمر الصحفي لبحث التنسيق بعد انتهاء المهلة الممنوحة لقطر للاستجابة للمطالب العربية، بأنه كان "مليئًا بالحذر".
وقال السعيد في تصريح لمصراوي، إن مضمون المؤتمر كان محض تهديدات بالانفصال والعزلة دون إجراءات حاسمة تجاه قطر.
وأشار رئيس المجلس الاستشاري لحزب التجمع، إلى أن تصميم الدول الأربع على استمرار المقاطعة والتلويح باتخاذ إجراءات تصعيدية "أمر إيجابي"، متابعًا: "تضمن المؤتمر الكثير من الإيجابيات تمثلت في حديث الوزراء الأربعة الحاسم تجاه قطر، علاوة على حديث وزير خارجية البحرين الذي اتسم بالوضوح إزاء جماعة الإخوان واعتبار أن كل من يدعمهم فهو مؤيد للإرهاب".
وأشار السعيد، إلى أن خلو البيان من إجراءات عقابية واضحة تجاه قطر والاكتفاء بأن ردها على المهلة المحددة لها كان سلبيًا ويفتقر لأي مضمون، جاء لمبالغة الإعلام في تصور النتائج التي ستصدر عن اجتماع وزراء خارجية الدول الأربع، مضيفًا: "ربما هناك ضغوط دولية أمريكية عربية أوروبية، التي من شأنها حل الأزمة، وقد يكون هناك مخاوف من استمرار اعتماد قطر بشكل قوي على تركيا وإيران".
وانتهى السعيد بقوله: "ألمح أن ثمة طرف خيط في مكالمة ترامب مع الرئيس عبد الفتاح السيسي للسعي لحل الأزمة".
وأجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الأربعاء، اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تم خلاله بحث آخر تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والتطرف والقضاء على التنظيمات الإرهابية، والموقف المصري الخليجي إزاء قطر.
وقال ياسر قورة، مساعد أول رئيس حزب الوفد للشئون السياسية والبرلمانية، أن الاجتماع الرباعي الذي ضم الدول العربية المقاطعة لقطر "مصر والبحرين والمملكة العربية السعودية والإمارات"، أكد أنه لا حياد عن المطالب الـ13 التي أعلنتها الدول في وقت سابق ورفضتها قطر، في مقدمتها وقف الإرهاب وإيواء الإرهابيين والمتطرفين.
وسبق أن أعلنت الدول الأربعة عن قائمة تضم 13 مطلباً من قطر، بعد قرار قطع العلاقات معها في يوينو الماضي، وأمهلت الدوحة حتى 3 يوليو للرد، ومن ثم مددت تلك المهلة 48 ساعة بعد طلب الكويت ذلك والتي تقود الوساطة بهدف التوصل إلى حل للأزمة الخليجية.
وأضاف قورة، في تصريح لمصراوي، أن رفض قطر لمطالب الدول الأربع "تعنت".
وتساءل مساعد أول رئيس حزب الوفد للشئون السياسية والبرلمانية، عن دور الولايات المتحدة في حل الأزمة، واصفًا دورها بالسلبي، مضيفًا: "رغم كونها المسيطرة نظرًا لوجود القاعدة الامريكية في قطر، إلاّ أن هناك علامات استفهام حول الموقف الامريكي في الأزمة، فهي ظاهريًا مؤيدة للموقف العربي ولكن دون بذل أي جهد مفترض لحل المشكلة، كونها الدولة الوحيدة التي لديها مفاتيح حل مشكلة قطر".
وتوقع قورة، أن يكون الحل النهائي برعاية أمريكية إما بعزل تميم أو إرغامه على البقاء في الحكم مقابل التنازل عن مطالبه والرضوخ لطلبات الدول الأربعة وهو الأقرب للتحقيق في المرحلة المقبلة".
وبخصوص عدم تناول وزراء الخارجية خلال مؤتمرهم الصحفي، إجراءات عقابية واضحة تجاه قطر، أوضح قورة أن اعلان سامح شكري، عن مؤتمر آخر في المنامة سيتم عقده، رسالة واضحة أن الدول الأربعه تعطي بشكل غير مباشر مهلة أخرى لقطر لاعادة التفكير وسحب قراراها وتعديل المسار، "هي مهلة قطر الأخيرة للتراجع".
"المنامة مهلة جديدة"
قال اللواء عاصم جنيدي، الأمين العام المساعد بحزب المحافظين، أن استهلال سامح شكري، وزير خارجية مصر بكلمته في مؤتمر الدول الأربع المقاطعة لقطر، بتقديم الشكر لأمير الكويت ودونالد ترامب، يعكس توقف أية وساطة في ظل رفض قطر لمطالب الدول المقاطعة، مضيفًا: "ومن حق الدول اتخاذ اجراءات تصعيدية تجاه قطر بدون وساطة".
ورأى جنيدي، في تصريح لمصراوي، أن عدم تخلل المؤتمر اجراءات عقابية معلنة، يعود إلى سمت الدول الخليجية المقاطعة في مواقفها حيث تعمل بهدوء مع استمرار المقاطعة.
وتابع جنيدي، "أتوقع أن يتم عقد اجتماع لدول مجلس التعاون الخليجي في القريب العاجل يتم خلاله اتخاذ القرارات الخاصة بتجميد عضوية قطر في المجلس وسحب الودائع الخليجية، كما اتوقع انضمام الكويت لهذه المقاطعة قريبًا".
وأبدى الأمين العام المساعد بحزب المحافظين، تخوفه من الاجراءات التصعيدية تجاه قطر، "لابد أن تضع تلك الدول في اعتبارها أن خروج قطر من دائرة الخليج العربي سيرميها في أحضان إيران وتركيا، ولذا يجب دراسة تداعيات هذا القرار على المنطقة ككل"، لافتًا إلى أن إعلان مؤتمر المنامة سيكون مهلة لقطر حتى تستفيق وتعود لرشدها.
وخلال كلمته بالمؤتمر الصحفي، أكد سامح شكري، وزير الخارجية، أنه تم الاتفاق على عقد اجتماع مُقبل في المنامة لبحث تطورات أزمة قطر.
"غامضة ومطاطة"
وقال فريد زهران، رئيس حزب المصري الديمقراطي، إن تعبيرات وزراء الخارجية الأربعة عن الإجراءات التي سيتم اتخاذها تجاه قطر عقب انتهاء المهلة الممنوحة للاستجابة للمطالب العربية جاءت "مطاطة وغامضة"، متسائلًا: "ما الذي توقعه الرأي العام من الدول الأربعة كرد فعل تجاه قطر ولم يحدث؟".
يذكر أن المهلة التي أعطتها مصر والسعودية والإمارات والبحرين لقطر، بشأن تنفيذ المطالب الـ13 لعودة العلاقات معها وإنهاء المقاطعة المفروضة على الدوحة، قد انتهت في ظل إصرار قطري على رفض تلك المطالب بزعم أنَّها ضد القانون الدولي.
ورأى أن "التهديدات المضمرة التي تعهدت بها الدول المقاطعة لم تعلن بشكل واضح"، مضيفًا: "لم يقروا إجراءات عقابية واضحة وبالتالي ليس هناك مايمكن محاسبتهم عليها".
وتوقّع رئيس حزب المصري الديمقراطي، انفراج للأزمة بين دول الخليج وقطر لكن مصر لن تتراجع عن موقفها تجاه الإمارة الصغيرة، مضيفًا: "هذا الاحتمال إن حدث سيكون ضربة قوية للدبلوماسية المصرية".
فيديو قد يعجبك: