إعلان

بالصور.. أولياء أمور في لجان الثانوية العامة"تعب السنة كلها في ساعة الامتحان"

03:54 م الأحد 04 يونيو 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- عبد الله قدري:

تصوير- نادر نبيل:

رغم حرارة الطقس وتعب الصيام، افترش أولياء أمور طلاب الثانوية العامة الأرض أمام مقر لجنة الامتحان بمدرسة أم الأبطال الثانوية بالهرم، وعلى وجوههم القلق والتوتر، يقرأون بعض آيات القرآن، ويرفعون أيديهم إلى السماء، يتضرعون إلى الله يسألونه التوفيق بأن يكلل جهد أبنائهم طوال العام بالنجاح.

لايهدأ لهم بال، فقد أصبحت الثانوية العامة بالنسبة إليهم رعبًا، تركوا من أجله أعمالهم ووقتهم:"جيت من الحوامدية الساعة 6 الصبح"، تقول أم محمد - سيدة خمسينية، جاءت مع ابنتها لآداء امتحان اللغة العربية بمدرسة أم الأبطال.

تتحدث الأم، وهي جالسة على الأرض في انتظار "البشرى" من ابنتها بعد الامتحان :" إحنا بايتين في شقة هنا من إمبارح عشان الامتحان"، فقد حرصت الأم على أن تأتي برفقة ابنتها، وتركت كل أعمال البيت، وإعداد طعام الإفطار:" القلق مش مخلينا شايفين أكل أو شرب، كل أم سابت بيتها وجاية تتطمن".

تحكي أم محمد، عن جهودها طوال العام الذي تلخص في بضع ساعات تجلسها أمام لجنة الامتحان:" إحنا سهرانين ومنمناش من إمبارح، اتسحرنا وصلينا، وهي بتذاكر، وأنا بطمن قلبي بقراءة القرآن"، تصمت الأم قليلًا ثم تقول:" تعب السنة كله في الوقت ده بس".

حال أم محمد لا يختلف كثيرًا عن أم نور، التي جلست هي الأخرى على الأرض تقلب وجهها في السماء بين وقت وآخر، وترفع يديها عندما ارتفع آذان الظهر:"الله أكبر"، لتتمتم شفاهها في حركة معروفة "يارب".

أم نور سيدة من منطقة الهرم، تركت عملها كموظفة في كلية الهندسة، وكرست وقتها كله لابنتها في امتحان الثانوية العامة: "مكرسة وقتي لابنتي لا شغل بيت ولا أي حاجة، وسيبت شغلي عشان مكونش قصرت معاها"، تشعر أم نور بتأنيب الضمير:"لأني قصرت مع أختها الكبيرة في الثانوية العامة شوية، فعشان كده قلت هكرس وقتي لبنتي ومش هكرر غلطي".

لذلك حرصت أم نور على التواجد أمام مقر لجنة الامتحان منذ صباح اليوم، واصطحبت معها مصحفًا، تتلو منه بعض آيات القرآن حين يتملكها الخوف:" أناجيت مع بنتي لأني مش هعرف أقعد في البيت، هتعب زيادة، لكن وجودي هنا مع حبايبي هتكلم معاهم، ومعايا مصحف، يهون علي الوقت".

نظام "البوكليت" يقلق - أيضًا - أم نور:" التجربة جديدة على الأولاد، وهم خايفين"، كانت السيدة الخمسينية تطمح في أن يكون لدى طلاب الثانوية العامة وقت للتمرين على البوكليت :" التجربة جديدة، والعيال خايفة، لأنه شيء جديد، كلنا على أعصابنا".

فوزي عبد الكريم، ولي أمر الطالبة مها، جاء هو الآخر ومع أسرته كاملة، لدعم ابنته في امتحان الثانوية العامة، من شدة التوتر، ظل فوزي واقفًا، مشدود الأعصاب، ينظر إلى الوقت، ويرفع عينيه إلى نوافذ المدرسة، منتظرًا إشارة طمأنة من ابنته بالداخل.

يقول فوزي:" بقالنا 3 أيام البيت في حالة طواريء، مش بننام"، وزع فوزي مهام متابعة "مها" على الأسرة :" أنا ووالدتها واخواتها بنتناوب عليها في البيت لو عاوزة حاجة"، مضيفًا:" البنت مشدودة وأعصابها تعبانة، أي هزة بتأثر عليها، فوجودنا هنا معاها دعم نفسي ومعنوي لغاية ما تدخل اللجنة".

الساعة تدق تمام الواحدة، بدأت الطالبات واحدة تلو الأخرى الخروج من لجنة الامتحان، تهافت أولياء الأمور وتزاحموا أمام باب المدرسة، ووجوهم مشدوهة من الخوف، ورقابهم ممدوة:" عملتوا إيه الامتحان كان حلو؟"، لتأتي الإجابة كالثلج البارد على قلب رانيا ولي أمر إحدى الطالبات:" الحمد اطمنت على بنتي، الامتحان كان سهل، شاورت لنا من الشباك بأنه كان كويس".

ارتسمت الفرحة على الوجوه، وبدأ أولياء الأمور في احتضان بعضهم البعض، بعد ساعات من التوتر والقلق، حيث أكدوا أنهم سيحضرون في كل امتحان مع بناتهم، دعمًا لهن في الامتحان:" القعدة في البيت هتموتنا من القلق"، كما قالت أم نور.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان