إعلان

"عربة الحواديت".. قصة 31 ألف كتاب مجاني لأطفال القرى

01:47 م السبت 03 يونيو 2017

كتبت- نسمة فرج:
عربة فضية متنقلة، يكسوها رسومات الأطفال وبداخلها عدد من الرفوف تحمل عليها كتب وقصص للأطفال، بدأت العربة في نقل المعرفة والثقافة منذ عامين تقريبا،؛ حيث تجولت في 65 قرية ووزعت 31 ألف كتاب على الأطفال والكبار مجانًا.
"ما هذا" السؤال الذي طرحته طفلة في القرية على هيثم عبده، مدرس اللغة الإنجليزية مشيرة إلى مجلة الأطفال الذي يمسكها بأصابعه، ما أثار دهشته ليكون هذا التساؤل بداية لمشروع "عربة الحواديت".
يصف هيثم لمصراوي، قريته بأنها على حافة الكون ليس بها خدمات أساسية للعيش كحال معظم قري الصعيد.
يقول مدرس اللغة الإنجليزية، إنه استشعر مدى البؤس الذى يعيشه أطفالنا فى القرى والنجوع التى لايصل إليها الكتاب مثله مثل العديد من الخدمات الأساسية، فقرر تكوين فريق عمل لعربة الحواديت لتوزيع الكتب مجانًا من خلال تبرعاتهم الشخصية.
ترجع الفكرة إلى عام 1927 فى ألمانيا وهى المكتبة المتجولة أو المتنقلة، وهي عبارة عن سيارة مصممة للاستخدام كمكتبة، وغالبا ما تستخدم مكتبات متنقلة لتقديم الخدمات المكتبية للقرى وضواحى المدينة أو لتوصيل الكتب إلى كبار سن.
يوضح هيثم أن الفرق بين عربة الحواديت والعربات المتنقلة سواء في أوروبا أو الدول الإفريقية هو أن المشروع تطوعي وخدمي من الدرجة الأولي فالعربة تقوم بعمل ورش حكي ورسم وصناعة أما العربات الأخري فكانت تستخدم في أغراض تجارية لبيع الكتب أو استعارتها.
يصف "هيثم"، "عربة الحواديت" بخط الدفاع الأول ضد الأفكار الإرهابية والعنيفة، باعتبار أن تحويل المعرفة والمعلومات إلى سلوكيات أمر ضروريا، موضحًا أن الفكرة بدأت تشهد تطورا من خلال تنظيم ورش خاصة، يضيف صاحب عربة الحواديت قائلًا: "يأتي الأطفال ليتمكنوا من الحصول على كتاب ملون أو مجلة مصورة".
يؤكد "صاحب الفكرة"، أن "عربة الحواديت" هي المشروع الأنسب لاهتمامات مدرس اللغة الإنجليزية الذي قرر تلاميذه مساعدته في تسويق العربة.
أما عن الدعم يوضح هيثم، أن هناك عددا من دور النشر قامت بدعم الفكرة من خلال التبرع بعدد من الكتب وهي دار المصرية اللبنانية ودار نهضة مصر بالإضافة إلى المركز القومي للطفل برئاسة مرفت موسى وتبرعت بحوالي 6 ألاف كتاب كدفعة أولي ونفذت الدفعة الأول والآن تقوم بتحضير الدفعة الثانية بحوالي 4 ألاف كتاب.
يقول صاحب عربة الحواديت إن مقابلته مع حلمي النمنم، وزير الثقافة، كانت سلبية؛ حيث قال له الوزير نصا: "مش هقدر أقدم لك أي دعم، وخرجت من الوزارة بكيس بلاستيك فيه 50 كتاب".
ودعا هيثم الفنانين الذين لديهم قبول مجتمعي بدعم الفكرة، كما يدعمون المؤسسات الخدمية بجمع التبرعات.​

فيديو قد يعجبك: