إعلان

مقابلة- "الجيوشي": منظومة التعليم الفني سيئة.. وأحذر الطلاب من حمل "الهواتف" في الامتحانات

02:14 م الخميس 18 مايو 2017

حوار- ياسمين محمد:

تصوير- محمود بكار:

حذر الدكتور أحمد الجيوشي نائب وزير التعليم للتعليم الفني، طلاب التعليم الفني من اصطحاب هواتفهم المحمولة داخل لجان الامتحانات حتى لا يتم إلغاء امتحاناتهم بشكل كامل، حتى لو لم يستخدموا تلك الهواتف.

وقال الجيوشي، خلال حواره مع "مصراوي" بالتزامن مع قرب انطلاق امتحانات الدبلومات الفنية في 20 مايو المقبل، إن نظام الامتحانات القائم لا يوجد في أي مكان في العام، وخلال السنوات القليلة المقبلة سيكون هناك نظامًا جديدًا به العديد من المزايا... وإلى نص الحوار.

ما هي استعدادات قطاع التعليم الفني لبدء الامتحانات؟

استعدادات امتحانات هذا العام لا تختلف كثيرًا عن العام الماضي، من حيث أعداد لجان الإدارة والكنترول، ولجان الملاحظة والسير، ولم ندخل تعديلات إلا على عضوية لجان الإدارة والكنترول بتغيير 30% من المشاركين من الأقدم إلى الأحدث.

أحذر الطلاب من إدخال "المحمول" في اللجان.. والمنظومة سيئة جدًا ونسعى لتغييرها

أما فيما يخص الإجراءات التقليدية للامتحانات، من أعمال المطبعة السرية، وتوزيع أوراق الأسئلة والإجابة على المحافظات، وأرقام الجلوس على الطلاب، فسارت وفقًا للخطة الموضوعة، وتسلمت كل محافظة الامتحانات الخاصة بها منذ 13 مايو الماضي.

كم عدد طلاب الدبلومات الفنية هذا العام؟

يصل عدد الطلاب إلى نحو 600 ألف طالب بمختلف التخصصات: صناعي، زراعي، تجاري، وفندقي.

هذا العدد يضاهي أعداد طلاب الثانوية العامة فلماذا لا تحصل امتحانات الدبلومات على نفس الشعبية؟

الضجة التي تأخذها الثانوية العامة، ليس لها علاقة بالأعداد، ولكنها مرحلة يتبعها مرحلة أخرى مهمة وهي الالتحاق بالجامعات، أما الدبلومات فهي شهادات منتهية، ونسبة ضئيلة جدًا من الطلاب يلتحقون بالجامعات.

أما عن كثرة عدد طلاب الدبلومات الفنية، فيرجع إلى أن بعضهم لم يجد مكانًا في الثانوية العامة بسبب المجموع، والبعض الآخر يتخذ الدبلوم بابًا خلفيًا لدخول الكليات، صحيح أن لدينا نحو 4% من طلاب التعليم الفني مجموعهم تخطى 85% بالإعدادية، ولكن في الواقع هؤلاء التحقوا بالدبلومات ليلتحقوا بالجامعات بسهولة.

وبشكل عام، نرى أن هناك تحسنًا في صورة التعليم الفني في المجتمع، لكنه بطيء.

هل تسعى الوزارة لزيادة نسبة طلاب التعليم الفني الملتحقين بالجامعات؟

وزير التعليم العالي كان قد تحدث عن فتح مسارات التعليم العالي التكنولوجي من خلال إنشاء الجامعة التكنولوجية، بما يتيح فرصة حقيقية لطلاب التعليم الفني للالتحاق بالتعليم الجامعي الفني، ليستكملوا دراستهم بنفس الطريقة، لكن هذا المقترح لا يزال قيد البحث.

أما في الظروف الحالية، فلا تتعدى نسبة طلاب التعليم الفني الملتحقين بالجامعات 2 أو 3%، لأن الجامعات تقبل بإلحاق نسبة 10% فقط من طلاب التعليم الفني في كليات بعينها مثل: السياحة، التجارة، الهندسة، والزراعة، وهي نسبة مخيبة لآمال الطلاب في المستقبل، وسببًا في احباطهم من التعليم الفني.

لا نطالب بإلحاق كل طلاب التعليم الفني بالجامعات، ولكن حتى إذا قبلت الكليات 50% من الطلاب فهناك 50% آخرين سيخرجون لسوق العمل. نطالب بفتح مجال تعليم عالي فني كألمانيا مثلًا.

ماذا عن أساليب الغش بامتحانات التعليم الفني؟

"إحنا مش في يوتوبيا" هناك محاولات للغش بين الطلاب مثل الثانوية العامة تمامًا، من خلال تصوير الأسئلة ورفعها على مواقع التواصل الاجتماعي، صحيح إنها محاولات مرفوضة ولكنها موجودة، ولكن التركيز الإعلامي على امتحانات الدبلومات لا يضاهي التركيز على امتحانات الثانوية، لأن الدبلومات بها تخصصات كثيرة جدًا وعدد طلاب قليل ببعض التخصصات ما يجعل تأثير الغش أقل، لكن في حال تداول ورقة امتحان بالثانوية العامة، فسيتضرر نحو 200 أو 300 ألف طالب.

هل هناك إجراءات لمواجهة الغش؟

نفس إجراءات مواجهة الغش بالثانوية العامة تطبق على الدبلومات، وأهمها اصطحاب الهواتف المحمولة داخل اللجان، ليس مع الطلاب فقط، ولكن الملاحظين والعمال كذلك، أما رئيس اللجنة فسيتعامل بهاتف أرضي أو محمول بشرط ألا يكون "ذكيًا" أي لا يتضمن خاصة التصوير أو الاتصال بالإنترنت.

وعلى كل طالب ترك هاتفه المحمول في بيته، لأنه إذا حضر به إلى المدرسة وتركه عند الباب فقد يتعرض للسرقة والوزارة ليس لديها آلية لاستلام وتسليم الهواتف، لأنه ليس هناك داع ولا ضرورة لاصطحاب الطلاب لها.

أما الطالب الذي سيضبط ومعه هاتف داخل اللجنة، فيعلم أنه سيتم إلغاء امتحانات السنة بأكملها، حتى ولو لم يستخدم الهاتف لأن الحيازة نفسها مرفوضة ومجرمة.

ورئيس اللجنة أو الملاحظين الذين سيتم ضبط هواتف مع الطلاب المشرفين عليهم، سيلغى انتدابهم ويحرمون من أعمال الامتحانات، وسيؤثر ذلك على مكافأة الامتحانات التي يحصلون عليها سنويًا، ومن لم يستطع السيطرة على لجنته فليتقدم باعتذار عن الامتحانات من الآن.

كل هذا مع تطبيق القانون رقم 101 لسنة 2015 وتعديلاته، والذي تصل العقوبة به إلى السجن 7 أعوام وغرامة 200 ألف جنيه، لمن روج أو ساهم بأي شكل في الإخلال بالعملية الامتحانية.

صورة التعليم الفني في المجتمع تتحسن ببطء.. و4% من طلابه تخطى مجموعهم بالإعدادية 85%

يتعرض المعلمون في بعض المناطق النائية لاعتداءات الطلاب إذا شددوا عليهم اللجان، فكيف عالجتم هذا الموضوع؟

تأمين اللجان موجود، ولا يمكن أن نستعين بقوات من الجيش لتأمين كل فصل وكل لجنة، ولا نطالب المعلم بالاحتكاك بالطلاب، فقط ازجره فإن لم يرتدع واستمر في شروعه في الغش، أو كان مصطحبًا هاتفه المحمول، فحرر له محضرا، واتركه يستكمل الامتحان، ليفاجئ بعد التحقيق بإلغاء امتحانات العام كاملًا، حتى لو لم يكن وقّع على المحضر: "وولي أمره هيعلمه لما يعرف ان ابنه كان بلطجي وحاول يستفز اللجنة أو غشاش".

ونحن لا نهدف لتعذيب الطلاب، ولكن الامتحانات وسيلة للترتيب: "ده مستواك هتعمل إيه يعني لما تاخد مكان زميلك، ده لو نفعك دلوقتي مش هينفعك بعدين".

أعلنت الوزارة أن عدد مقررات التعليم الفني وصلت لـ 1600 مقررًا بإجمالي 20 مليون ورقة امتحان.. أليس عددًا كبيرًا؟!

فعلًا، هذه منظومة سيئة جدًا، أن ننظم امتحانات مركزية لـ1600 مقررًا نظريًا من القاهرة، فلو كان لدينا 20 طالبًا في تخصص فريد بالوادي الجديد فنقوم بتسفيرها من القاهرة، هذا الكلام لم يعد يحدث في العالم كله ونسعى لتغييره.

ما شكل التغيير المرتقب؟

نسعى لعمل أنظمة تقويم جديدة، بحيث تكون امتحانات الدبلومات المؤهلة لسوق العملة محلية لانتفاء صفة التنافسية عنها، ومن الممكن أن نستعين برجال الصناعة ومعلمين من خارج كل مدرسة لاختبار الطلاب.

ومن ملامح الشكل الجديد للامتحانات كذلك، التراكمية، فيكون تقييم الطالب من الصف الأول الثانوي على كل مهارة يتعلمها.

أما من يلتحق بالتعليم الفني للالتحاق بالجامعة، فعليه دراسة 5 أو 6 مواد عامة مشتركة بين كل الطلبة، فتكون مناهج كل تخصص "صناعي، زراعي، فندقي، زراعي"، موحدة، هذا من شأنه تخفيض تكلفة طباعة الامتحانات، وتقليل الأخطاء، ففي النهاية سيكون لدينا مثلًا 6 مقررات لكل تخصص بإجمالي 24 مقررا.

متى سيتم تطبيق هذا النظام؟

حتى الآن لم ننتهي من إعداد المنظومة، ولكن قد نبدأ تطبيقها على طلاب الصف الأول اعتبارًا من عام 2018/ 2019.

أين التعليم الفني من خطة الوزير القائمة على جعل التعليم متعة؟

التعليم الفني جزء من التعليم بشكل عام، ولكن الدكتور طارق شوقي سيبدأ بالسنوات الأولى، وللوصول للمرحلة الثانوية يتبقى نحو 9 سنوات، لكننا لن ننتظر كل هذه السنوات، وبدأنا إدخال بعض الأفكار على منظومة التعليم الفني مثل: مشروعات التخرج، ومسابقات أوائل الطلبة، وتعزيز بعض المهارات، وإنشاء بوابة ابتكار، وإنشاء بوابة تعليم تفاعلي، بحيث نكون مستعدين حين يصل الطلاب الذين سيطبق عليهم النظام التعليمي الجديد إلى المرحلة الثانوية.

هل لديكم تجربة مثيلة بـ"بنك المعرفة"؟

بنك المعرفة يركز بشكل أساسي على العلوم والرياضيات، ولكن معلمي التعليم الفني أنشأوا "بنك التعليم الفني التفاعلي"، الذي يضم كل مناهج التعليم الفني، وسيتم تدشينه قريبًا.

ماذا عن مشروعات التخرج هذا العام؟

هذا العام كان مجرد نشاط من حق الطلاب تنفيذه أو لا، ولكن بدءًا من العام المقبل، سيكون مادة نجاح ورسوب وسيكون لها تقدير في الشهادة، فمشروع التخرج فكرة ممتازة لأنها تخرج بالتعليم من النظام النمطي إلى التفكير والتفاعل وحل المشكلات واتخاذ القرارات والبحث عن البدائل.

وهناك مشروعات مميزة جدًا أنتجها الطلاب هذا العام من خلال بوابة الابتكار، حيث أنتجوا نحو 500 مشروع، أشاد بها أساتذة كليات الهندسة الذين يقيمون المشروعات.

هل هناك محاولات لتوفير فرص عمل لخريجي التعليم الفني؟

نسعى لدمج مشروعات التخرج، بمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي الخاصة بالمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، بحيث يكون الطلاب أصحاب أفضل مشروعات تخرج، لهم الأولوية في الحصول على التمويل الذي توفره المبادرة، حتى يكون لدينا رواد أعمال من الطلاب.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان