هل اتفاق "المعمودية" بين الكاثوليك والأرثوذكس تمهيد لوحدة إيمانية كاملة؟
كتب- عبد الله قدري:
سادت حالة من الغموض داخل بعض الأوساط القبطية، بعد البيان المشترك الصادر عن الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية، بشأن "عدم إعادة سر المعمودية" لأي شخص يريد الانضمام إلى أية من الطائفتين.
وجاء في البيان: "نحن اليوم، البابا فرانسيس والبابا تواضروس الثانى لكى نسعد قلب ربنا يسوع، وكذلك قلوب أبنائنا وبناتنا فى الإيمان، فإننا نعلن، وبشكل متبادل، بأننا نسعى جاهدين بضمير صالح نحو عدم إعادة سر المعمودية الذى تم منحه فى كل من كنيستنا لأى شخص يريد الإنضمام للكنيسة الأخرى".
ويعود الخلاف بين الكنيستين إلى القرن الخامس الميلادي حول طبيعة السيد المسيح، ومسألة الاتحاد، وهو ما نتج عنه انشقاق بين الكنيستين في المفاهيم الإيمانية، أدى إلى عدم توحد "المعمودية" بين كل كنيسة، واعتماد كل طرفٍ منهما على معمودية خاصة به، وفق ما صرح مصدر كنسي لمصراوي.
المعمودية؛ طقس مسيحي يعني الخلاص والتطهير، وتتمثل في الطائفة الأرثوذكسية أن يقوم الآباء بتغطيس الشخص المراد تعميده 3 مرات داخل إناء ممتلئ بالماء مرددين باسم "الآب والأبن والروح القدس، أما في الكاثوليك فإن المعمودية تكون بالرش أو السكب.
واستند البابا شنوده الثالث في كتابه اللاهوت المقارن إلى آية المعمودية من الكتاب المقدس والتي تقول :" رَب وَاحد، إِيمان وَاحد، مَعْمُوديّة وَاحدة ". فهل يجوز عمل معمودية واحدة بدون إيمان واحد؟
وبحسب المصدر الكنسي– الذي فضل عدم نشر اسمه – فإن البيان المشترك بين البابا فرانسيس والبابا تواضروس بشأن عدم إعادة سر المعمودية، لم يوضح مسألة الإيمان الواحد التي بناء عليها تكون المعمودية واحدة، مشيرًا إلى وجود إشكاليات بخصوص زواج الكاثوليكي من الأرثوذكس أو العكس، وإعادة المعمودية لكل طرف حسب طائفته الدينية.
وأكد المصدر، أنه لا بد من اجتماع المجمع المقدس، لتفصيل هذا الأمر وتوضيح هل إذا كانت عدم إعادة سر المعمودية تعني وجود إيمان واحد بين الكنيستين، أم أنه تم التوقيع على بند المعمودية دون تحديد المفاهيم الإيمانية.
من جانبه، قال مصدر كنسي آخر لـ"مصراوي" بالكنيسة الأرثوذكسية، إن إتفاق عدم إعادة سر المعمودية بين الكنيستين لا يعني القبول بكل المفاهيم الإيمانية بين الطائفتين، ولا يعني السماح بالزواج مختلط الطائفة.
وأضاف المصدر: إن "الكاثوليك يبرؤون اليهود من سفك دم المسيح، ويؤمنون بخلاص غير المؤمنين، أما الكنيسة الأرثوذكسية فلا تؤمن بخلاص غير المؤمنين، وتعتقد أنه خلاص من الشيطان".
وكان البابا شنوده قال في كتاب اللاهوت المقارن "حيثما يوجد الإيمان الواحد، توجد معه المعمودية الواحدة، ولذلك نحن لا يمكن مطلقًا أن نعيد معمودية إنسان تَعَمَّد في كنيسة لها نفس إيماننا الأرثوذكسي".
وأضاف: "كذلك المعمودية، ينبغي أن يقوم بها كاهن شرعي له كل سلطانه الكهنوتي الذي يسمح له بإجراء سر المعمودية المقدس، مؤمنًا بكل فاعلية هذا السر".
فيديو قد يعجبك: