إعلان

مسؤول عمليات استطلاع "أكتوبر 73" يكشف لمصراوي: هكذا حطمنا نظرية موشيه دايان (حوار)

12:55 م الثلاثاء 25 أبريل 2017

اللواء أركان حرب علي حفظي

حوار- مصطفى المنشاوي:

حينما تأتي ذكرى تحرير سيناء نتذكّر دور الرجال الذين لم يعرفوا معنى الخوف ولا الجبن وواجهوا العدو الإسرائيلي، بكل جسارة، وكانوا السلّم الذي صعدت به مصر لتحقق المجد والكرامة والنصر في حرب 73.

"مصراوي" حاور اللواء أركان حرب علي حفظي، مساعد وزير الدفاع الأسبق، الذي حضر أجواء هزيمة 1967 بسيناء، وكان في الخط الأول على الحدود مباشرة، ثم خدم في خط الجبهة، وعمل مسؤولا عن قوات الاستطلاع قبل وأثناء حرب أكتوبر.

وإلى نص الحوار..

ما هي طبيعة مهامك خلال فترة ما قبل استرداد سيناء؟

كنت مسؤولًا عن مستوى القوات المسلحة ككل، وتحديدًا عن عمليات الاستطلاع خلف القوات الإسرائيلية المنتشرة في عمق سيناء، وهي مهمة على درجة كبيرة من الأهمية، فالاستطلاع وتقصي المعلومات عموما بمثابة "عينين" يمكن من خلالها رؤية الصورة كاملة.

ونجحت فرق الاستطلاع المصرية في معرفة تفاصيل كثيرة عن أوضاع القوات الإسرائيلية وأنشطتها المختلفة الأمر الذي أثار غضب العدو الإسرائيلي بشكل كبير، حتى أن هناك تصريحًا مشهورًا لموشيه دايان، وزير الدفاع الإسرائيلي يقول فيه: "كنا نعلم أن القوات المصرية ليس لديها إمكانيات فنية في الحصول على معلومات ولكنهم نجحوا في استخدام رجالهم كرادارات بشرية حصلوا على كثير من المعلومات عن قواتنا الإسرائيلية".

ما رد فعل الجانب الإسرائيلي تجاه فرق الاستطلاع المصرية في عمق سيناء؟

لم يستطع العدو رؤية مجموعات الاستطلاع المصرية أو القبض عليها وتدميرها، وفشلت معظم محاولاتهم، ونجحت قوات الاستطلاع المصرية في تحقيق الأهداف المنشودة بنسبة أعلى من 95%، وهي نسبة مرتفعة للغاية ومفاجئة أيضا حسب التقديرات المختلفة، فالخبراء الروس كانوا يشيرون إلى أنه بالكاد يمكن تحقيق 50% من الأهداف العسكرية لفرق الاستطلاع، وهو ما أثبت المصريون عكسه بفضل الله وإخلاص الرجال.

ما طريقة الحصول على معلومات عن العدو؟ وما نوع العمليات التي أشرفت عليها في سيناء خلال الحرب؟

كانت عمليات الاستطلاع والتقصي تسير على مدار 24 ساعة، نحن هنا في حالة حرب، والمهام تتطلب متابعة كل الأنشطة التي يقوم بها العدو، فكانت تتم مراقبة أوضاع القوات الإسرائيلية وتدريباتها ونوعية التسليح والأنشطة التي تقوم بها وأعداد القوات والأنشطة المختلفة الأخرى، وإعلام قواتنا المسلحة بالتفاصيل التي تجعلها تخطط للتحرك والعمل وفق الأوضاع القائمة لدى العدو الإسرائيلي.

ما أصعب المواقف التي مررت بها منذ بداية عملك وحتى تحرير سيناء؟

كنا نكثف عناصر القوات المسلحة المصرية قبل بدء الحرب، وكانت تلك اللحظات هي الأصعب على الإطلاق بالنسبة لي منذ التحاقي بالقوات المسلحة، بحكم أني مسؤول عن فرق الاستطلاع بسيناء كلها، فكان عليّ الاطمئنان على أن جميع القوات المصرية متأهبة في أماكنها المحددة والمتفق عليها مسبقا بشكل كامل ودقيق، وكانت تلك أصعب اللحظات التي مررت بها، نتيجة الضغط النفسي والمجهود الشاق الخاص بتجهيز وترتيب الأمور كما يجب أن تكون، وقد كان الرجال مفخرة للوطن.

in

كيف استقبلت خبر النصر وهزيمة العدو الإسرائيلي خلال حرب أكتوبر؟

لم نستقبل خبر النصر، كنا نعيش حالة النصر بالكامل، كانت المعلومات تصلنا أولا بأول لأوضاع الإسرائيليين وقواتهم المنهارة، ولك أن تتخيل أخبار الأسبوع الأول، وحجم النجاحات التي حققها الجيش المصري، والخسائر التي تكبدها الجيش الإسرائيلي.

لقد جعلنا ذلك فخورين بأنفسنا كمصريين استطعنا تدمير خرافة الجيش الإسرائيلي الذي ادعى أنه "لا يُقهر".

وأتذكر كيف توسّلت القيادات الإسرائيلية للولايات المتحدة الأمريكية بدعوى أن الوجود الإسرائيلي بأكمله ينهار في المنطقة وهو ما لاقى استجابة من قبل أمريكا التي أمدت بالفعل إسرائيل خلال الحرب بـ60 ألف طن من الأسلحة والمعدات الحديثة كي تحافظ على أمن وسلامة الوجود الإسرائيلي، إلا إن المحاولات الصهيوأمريكية فشلت وفي النهاية انتصر الجيش المصري.

حدثنا عن حرب الاستنزاف ودورها في تحقيق النصر؟

حرب الاستنزاف ملحمة تاريخية استمرت 1000 يومًا، تم خلالها تنفيذ قتال فعلي لمدة 500 يوم، بواقع أكثر من 4000 عملية على مستوى القوات المسلحة المصرية ككل، ونجح المقاتل المصري في نقل حاجز الخوف إلى الضفة الغربية لقناة السويس وكبدوا الجانب الإسرائيلي سواء على خط الجبهة أو العمق كثيرا من الخسائر، ما جعل القيادة الإسرائيلية تستنجد بالولايات المتحدة الأمريكية التي دعت بدورها إلى "مبادرة روجرز"، وهي مقدمة من وليام روجرز وزير الخارجية الأمريكي في ذلك الوقت للدعوة إلى وقف العمليات المصرية.

ومن خلال حرب الاستنزاف، اعترف "عزرا وايزمان" الذي كان مدير العمليات برئاسة الأركان الإسرائيلي وقتها بأنها أوّل الحروب التي انهزم فيها العدو الإسرائيلي من مصر، والحقيقة أن حرب الاستنزاف أبرزت الإعداد والاستعداد وخبرة القتال لدى الجيش المصري، ما يجعلها مرحلة هامة من المراحل التي أهلتنا للنجاح في حرب 73 بحكم الخبرات القتالية التي نالها الجيش المصري منها.

تقلدت منصب محافظ لشمال سيناء، ما الأوضاع العامة لسيناء في تلك الفترة؟

كان ذلك خلال التسعينيات، أثناء حكومة الدكتور كمال الجنزوري، فالأوضاع الأمنية كانت مستقرة في تلك الفترة، ونادرا ما تجد حادث سرقة، وكان الهدف الرئيسي كيف ننجح في دفع حركة التنمية من خلال المشروع القومي للتنمية الذي أقرته الحكومة وقتها.

نفذها الكثير من الأنشطة التي كانت تقع مسؤوليتها علي الحكومة، شبكة الطرق والبنية الأساسية والخدمات، فتجد على سبيل المثال شبكة الطرق التي تم تنفيذها من الشمال للجنوب ومن الشرق للغرب والتي وصلت إلى 7000 كيلومتر، وشبكة الكهرباء التي غطت 97% من سيناء بالكامل، وعملية العمران السكاني والصرف الصحي وإقامة المستشفيات والمنشآت التعليمية التي تصل الآن إلى أكثر من 500 مدرسة، وتم ذلك وفق خطة تتضمن أن تتاح الفرصة لرجال الأعمال لإقامة المشروعات التي تنقل المصريين لسينا، وأذكر لأول مرة على مر التاريخ تتدفق فيها مياه نهر النيل من خلال ترعة السلام بالسهل الساحلي بشمال سيناء، والسكة الحديد التي تمت إقامتها لكي تصل للعريش والحدود والكباري والأنفاق وغيرها من المشروعات الأخرى.

كيف ترى الأوضاع داخل سيناء؟

نجحت مصر في تقييم الموقف، والأمور يعاد ضبطها مرة أخرى بعدما شهدت ترديا كبيرا على مختلف الأصعدة، بسبب الأوضاع العامة، والأمنية بشكل خاص، فالإرهاب بسيناء يختفي بمرور الوقت، صحيح أن الأمور لم تكتمل إلى النهاية، ولكن نسبة النجاح مرتفعة جدا، وتصل لحوالي 80% أو أكثر، فالأمور تسير في نصابها السليم حاليا بعدما تم إهمال سيناء خلال العشرة أعوام الأخيرة.

ماذا عن مكانة الجيش المصري على الصعيد العالمي؟

الجيش المصري مميز ويقيّم عالميا على أنه من الجيوش المتميزة، ويمكن التأكد من ذلك من خلال الرجوع إلى تقارير مراكز الدراسات الاستراتيجية التي تصدر بصورة دورية، وتحتل فيها مصر مراكز متقدمة وسط جيوش المنطقة والعالم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان