الإفتاء: كلمة الظواهري لم تخرج عن النسق الخطابي المتطرف الذي شوَّه فكرة الجهاد
كتب - محمود مصطفى:
أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية، أن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري يحاول استرجاع قيادته المزعومة للجهاد العالمي في ظل تنافسه المحموم مع تنظيم داعش الإرهابي.
وأضاف المرصد- في بيان له الثلاثاء- أن تنظيم القاعدة يقدم نفسه كطليعة الجهاد، حسب فهمه السقيم، ضد أمريكا وروسيا وبريطانيا، خاصة في ظل التشتت داخل الحركات الإرهابية التابعة له.
وأوضح المرصد في تحليله لكلمة الظواهري، التي جاءت تحت عنوان "الشام لن تركع إلا لله"، أن كلمة الظواهري لم تخرج عن نسق الخطاب الحماسي الذي تروِّج له الجماعات المتطرفة، والمتمثل في الوصاية على الأمة الإسلامية وحثها على الجهاد الذي ما شوَّه فكرتَه ولا لوَّث قدسيتَه سوى تنظيم القاعدة والتنظيمات المنشقة عنه، مثل داعش وجبهة النصرة وغيرها.
ولفت مرصد الإفتاء إلى أن الظواهري دعا في كلمته الفصائل السورية دون تسميتها، إلى الاتحاد من أجل الاستعداد "لحرب طويلة مع الصليبيين وحلفائهم الروافض والنُّصيريين"، وقدم عدة نصائح لمن ناداهم "يا أهلنا في شام الرباط والجهاد"، ومن أبرزها: مراجعة ما قد يؤخِّر انتصارهم وتصحيح ذلك.
ودعا إلى استراتيجية حرب العصابات التي تسعى لإنهاك الخصم واستنزافه؛ لأنها بزعمه "وسيلة المستضعفين ضد المستكبرين في كل زمان"، كذلك فقد دعا إلى إعلان أن جهاد الشام هو جهاد الأمة المسلمة كلها للتمكين لحكم الله في أرض الله.
وأشار المرصد إلى أن الظواهري يستخدم آليات خطابية من القرآن الكريم والسنة المطهرة لتخدم أغراضه في الصراع على زعامة موهومة، مثل قوله: "فعلينا أن نواجه هذا المخطط الخبيث، بأن نعلن أن جهاد الشام هو جهاد الأمة المسلمة كلها للتمكين لحكم الله في أرض الله"، محذرًا من المخادعين الذين يريدون تحويل الجهاد "لحرب وطنية سورية؛ فسيرضى عنكم أكابر المجرمين، وهذا خلاف ما بيَّنه القرآن؛ حيث قال: ﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾".
وأكد مرصد دار الإفتاء أن الكلمة المقتضبة التي ألقاها الظواهري تكشف مخاوفه من الابتعاد عن الاهتمام الإعلامي؛ لذلك وجَّه كلمته لعموم المسلمين، حتى يظل في صدارة المشهد، فكلمته القصيرة كان الغرض الرئيس منها أن يقول: "أنا لا زلت هنا".
وتابع المرصد أن الظواهري يسعى لتوحيد كافة الفصائل والجماعات تحت لواء واحد هو لواء القاعدة، يسعى إلى ذلك منذ انشقاق تنظيم داعش عن القاعدة، وهو يحاول ذلك مستخدمًا قاموسه في وصف حالة الجهاد في بلاد الشام، حيث أكد أن: " قضية الشام هي قضية الأمة كلها" وأن العدو يحاول أن "يحوِّل الجهاد في الشام من قضية الأمة لقضية وطنية" وأن على المجاهدين –بحسب زعمه– مواجهة "هذا المخطط الخبيث بأن نعلن أن جهاد الشام هو جهاد الأمة المسلمة كلها".
وأضاف المرصد، أن الظواهري لم ينسَ –في هذه الكلمة– أن يهاجم جماعة الإخوان المسلمين، ضاربًا بهم المثل في عاقبة مَن ارتمى في أحضان الصليبيين، داعيًا إلى عدم الخضوع "لإملاءات أكابر المجرمين، الذين يخوفوننا بتهم الإرهاب والتطرف، فإنهم لم يرضوا عن محمد مرسي رغم أنه قد قدم لهم كل ما يريدون".
فيديو قد يعجبك: