إعلان

مسئول سيناء بـ"حقوق الإنسان": لم يحدث "تهجير قسري" بالعريش.. "وبيت المقدس" عاجزين- حوار

02:45 م الخميس 02 مارس 2017

حقوق الإنسان الحكومة لم ترسل أي مساعدات لنازحي الع

حوار ـ هاجر حسني:

تصوير ـ محمود أبو ديبة:

رفض صلاح سلام، مسئول وحدة سيناء في المجلس القومي لحقوق الإنسان، وصف عمليات نزوح عشرات الأسر المسيحية من العريش بـ"التهجير القسري" وقال إن لأهالي لم يجبروا على ترك منازلهم ولكنهم فضلوا ذلك خوفا على حياتهم، لأن العناصر الإرهابية هربت من ضعفها وعجزها عن مواجهة الجيش بشن عمليات فردية لقتل المسيحيين.

واتهم سلام في حوار مع "مصراوي" أجهزة مخابرات لدول عربية وأجنبية باللعب في سيناء، كما تحدث عن تفاصيل العمليات العسكرية الحالية وسبل إعادة الأمن لسيناء وعودة الأهالي النازحين.. وإلى نص الحوار؟

- كيف ترى أزمة نزوح العشرات من أقباط العريش، هربا من تهديدات الإرهابيين؟

لا أريد أن يتم تصوير الأمر بأكبر من حجمه، وتقديم ما حدث وكأنه فتنة بين المسلمين والمسيحيين، فالمسيحيين جزء من النسيج الوطني في شمال سيناء الذي تحمل فوق طاقة البشر، وعلى مدى العامين الماضيين اضطر آلاف الأهالي من مسلمين ومسيحيين للنزوح من مناطقهم هربا من الإرهاب والاشتباكات.

وهناك 66 تجمعا في المنطقة ما بين العريش وحتى بئر العبد يسكنها 29 ألف نسمة من المسلمين الذين نزحوا طواعية في وقت سابق بسبب الهجمات الإرهابية والاشتباكات في الشيخ زويد ورفح ومعظمهم يعيشون بلا مأوى ويقيمون في العشش، فيما هرب مسيحيو المدينتين إلى العريش ومناطق خارج سيناء، والآن كثف الإرهابيون هجماتهم ضد المسيحيين في العريش ما دفعهم للنزوح من جديد.

واللافت أن الإعلام لم ينتفض إلا هذه المرة، وأنا لست ضد مساندة أصحاب الحق ولكن تضخيم الأمر ليس له داع.

- في رأيك.. لماذا يتم استهداف المسيحيين في هذا التوقيت؟

تنظيم "أنصار بيت المقدس" الإرهابي عاجز عن توجيه ضربات مباشرة للقوات المسلحة لذا يلجأ لقتل المدنيين إما بحجة أنه يتعاون مع القوات المسلحة والشرطة، أو بحجة أنه مسيحي، وإذا كان مسيحيا غنيا يطلقون سراحه مقابل الأموال وهذا حدث من قبل.

وما يحدث محاولة من الإرهابيين للهرب من العمليات العسكرية التي تنفذ على أرض الواقع للقضاء على العناصر الإرهابية، ولو دققنا سنجد أن العمليات الحالية فردية لإثبات الوجود.

- ولكن هل هناك تقصير أمني؟

لا أستطيع قول ذلك، قد يكون هناك قصوراً أمنياً، والفرق هنا كبير فالتقصير يعني أنني أملك كل الإمكانيات لمواجهة الإرهاب وهناك تخاذل مني، أما القصور فيعني أن هناك نقص في التكنولوجيا لمواجهة هذه الجماعات أو وجود بعض الإمكانيات غير متوفرة، فالأمن والجيش في كل مكان يبذلون أرواحهم ودماءهم بنفس راضية.

- إذا كان هناك قصورا أمنيا، كيف يمكن معالجة الأمر؟

يجب تكثيف استخدام التكنولوجيا لمواجهة هذه العناصر الإرهابية والتي تستخدم هي الأخرى تكنولوجيا متقدمة، ولا استبعد أن تكون تستخدم أقمار صناعية لأن هناك أجهزة مخباراتية تلعب على أرض سيناء منها عربية وأجنبية وفي القلب منها المخابرات الإسرائيلية، فالتحديات كبيرة وتتطلب مواجهة ضخمة خاصة في ظل تزايد الدعم والتمويل لهذه العناصر.

- العمليات الأمنية لمكافحة الإهاب استغرقت فترة طويلة، فكيف تقيم الأداء الأمني؟

أنا لا أدعي أنني أفهم في المسائل الأمنية، ولكن ما أفهمه جيداً هو الطب، والطب يقول إنه إذا كان هناك مريض يتلقى علاجا ما ولا يشفى من مرضه إذن فهناك شيء خاطئ، فلابد وقتها من مراجعة التشخيص، والعلاج، أو تغيير الطبيب.

- وما رأيك في مقترح البعض بتفريغ سيناء من سكانها للقضاء على الإرهاب؟

اقتراح كارثي، فتفريغ سيناء بمثابة تقديمها على طبق من فضة لإسرائيل، أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، وإذا حدث ذلك وتم الضغط على قطاع غزة من قبل إسرائيل واضطر الفلسطينيون لكسر الحاجز ودخلوا سيناء مثلما حدث في 2006 لن يستطيع أي شخص إخراجهم.

- للفصل في الأمر.. هل يُعد ما حدث تهجيراً أو نزوحاً؟

ليس تهجيراً فلا يوجد شخص أُجبر على ترك منزله، ولكن الأهالي شعروا من أنفسهم بعدم الأمان وأن بقاءهم في أماكنهم قد يعرضهم للقتل، وهناك سكان مازالوا في منازلهم ولم يتركوها ورفضوا النزوح رغم الخطر، وأنا لا ألوم من خرج بالطبع، فمن حقه أن يقلق على مصيره وخاصة بعد ما عايشه من مخاطر.

- كيف نواجه هذه الأزمة؟

إعادة الأمن لسيناء لن يكون بتعيين جندي أمام كل منزل، فالأمان والأمن إحساس قبل كل شيء، ولابد من بحث كيفية تأمين كل المنطقة، وهذا ليس بالأمر الصعب ولكنه يحتاج لحل خارج الصندوق وفي القلب منه تعزيز الظهير الشعبي من خلال عدة حلول بينها إصدار قرار بإعفاء أهل سيناء من الضرائب، والرسوم المدرسية ورسوم الكليات باعتبارهم في منطقة حرب، خاصة وأن المصانع والمشروعات التجارية أُغلقت، وصرف بدل مخاطر للموظفين خاصة وأن نصفهم تقدم بإجازة بدون راتب، وصرف بدل للمصابين ومعالجتهم في مستشفيات الجيش، ومنح تعويضات للشهداء.

- هل الحكومة تقوم بدورها في مساعدة للنازحين؟

بالطبع كان هناك وعود، ولكن من خلال متابعتي لم تُنفذ فحتى أمس ليلاً لم تُصرف للأسر التي يصل عددها إلى حوالي 130 أسرة نازحة وربما أكثر لأن العدد يزداد، أية مساعدات مادية من الحكومة، وما تلقوه هو مساعدات من الكنيسة، وكل ما توفره الدولة لبعضهم هو مساكن الشباب والطعام، والجزء الآخر تتكفل به الكنيسة.

ورغم كل ما يحدث فأنا متفائل وأقول "رب ضارة نافعة"، فأنا أرى خطوات مختلفة خلال الـ72 ساعة الماضية من مواجهات حقيقية على الأرض واقتحام معاقل التكفيريين، وأرى تقدما ملموسا يغير منهجية العمل السابقة وهذا ما دفعني للتفاؤل.

- في حالة استقرار الأوضاع.. ما الخطوات التي يجب اتخاذُها تجاه سيناء؟

سيناء يجب أن تكون إقليما اقتصاديا حرا مثل دبي، فبها 7 مطارات منهم 5 دوليين و7 موانئ، وتطل على البحرين الأبيض المتوسط والأحمر وقناة السويس، ويجب التوقف عن التحجج باستثناء دول من المشاركة في هذه المشروعات بذريعة الأمن القومي، لأن الأمن القومي يتم بزرع سيناء بمصانع ومصالح دول عظمى تحت السيادة المصرية حتى لا يجرؤ أحد على الإضرار بها.

وفي استراتيجية تنمية سيناء 1994 ـ 2017، كان مُخططا أن تكون في سيناء بحلول هذا العام 3 ملايين ونصف مليون نسمة، ولم نستطع حتى رفع العدد لنصف مليون نسمة، لإن ذلك يحتاج إحداث تغييرا شاملا وليس الاعتماد على السياحة فقط.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان