إعلان

خبراء عسكريون يرسمون سيناريو وأهداف استهداف مدينة "إيلات" الإسرائيلية بصواريخ جراد

08:03 م الخميس 09 فبراير 2017

صواريخ جراد

كتبت- نورا ممدوح:

تسود حالة من الغموض حول حقيقة استهداف مدينة "إيلات" الإسرائيلية بصواريخ جراد من أرض سيناء، ففي الوقت الذي أعلن تنظيم "بيت المقدس" الإرهابي مسئوليته عن الاستهداف، استبعد عدد من الخبراء العسكريين قدرة التنظيم على تنفيذ هذه العمليات، كاشفين حقيقة الصواريخ التي أعلن عنها التنظيم. 

كان الجيش الإسرائيلي، أعلن أمس اعتراض 3 صواريخ أُطلقت من الأراضي المصرية تجاه مدينة إيلات، وسقوط صاروخ رابع في منطقة مفتوحة، وبعد نحو 12 ساعة من ذلك، أعلن تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي بسيناء، فى بيان، مسئوليته عن العملية باستخدام صواريخ جراد.

وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن "بعضاً من هذه الصواريخ تم تدميرها في الجو بواسطة بطاريات القبة الحديدية"، في إشارة إلى المنظومة الدفاعية الصاروخية.

وقال التنظيم الإرهابي، اليوم الخميس- في بيانه - إن عدة صواريخ جراد أُطلقت على تجمعات من وصفهم بـ"اليهود الغاصبين" في مدينة أم الرشراش "إيلات"، مهددًا إسرائيل بأن "القادم أدهى وأمر"- بحسب البيان.

يوضح الخبير العسكري والاستراتيجي حسام سويلم، إن التنظيم استخدم صواريخ جراد فردية دون إحداث إصابات مادية أو بشرية، مرجحاً أن المنفذ كان مترجلاً عندما أطلقها.

ويشير سويلم، لـ"مصراوي"، إلى احتمالين حول مكان إطلاق الصواريخ؛ أولهما الحدود الشرقية لقطاع غزة، ثانيهما: إطلاق الصواريخ من قبل تنظيم بيت المقدس في شمال سيناء وكان يخفيها في مكان ما وأخرجها وأطلق الصواريخ ومن ثم إعادة دفنها مرة أخرى.

ويرى الخبير العسكري أن هذه العملية غرضها التشكيك في جهود الجيش المصري، وإحداث الوقيعة بين مصر وإسرائيل، مضيفاً: "عملية تافهة ومحصلتها لا شيء".

وأعلنت جماعة أنصار بيت المقدس، مبايعتها تنظيم داعش الإرهابي في 10 نوفمبر 2014. وقالت الجماعة في كلمة صوتية تحت عنوان: "القسم الإعلامى لجماعة أنصار بيت المقدس يقدم كلمة صوتية بمبايعة خليفة المسلمين أبى بكر البغدادى وانضمامها إلى الدولة الإسلامية، إنها بايعت زعيم التنظيم على السمعة والطاعة".

اللواء طلعت موسى- مستشار أكاديمية ناصر العسكرية والخبير العسكري، يرى أنه لا دليل على انطلاق هذه الصواريخ من سيناء، مشيرًا إلى أنها قد تكون أُطلقت من قطاع غزة بواسطة عناصر إرهابية متمركزة هناك تحت إشراف ما يسمى بحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وتتلقى التدريب هناك، قائلاً: "قواتنا المسلحة تحكم قبضتها وتسيطر على سيناء والمناطق الحدودية بالكامل".

ولم تكن هذه المرة الأولى التي تطلق فيها جماعات إرهابية صواريخ "جراد" تجاه إسرائيل، ففي يوليو 2014 أعلنت جماعة تطلق على نفسها "أنصار الدولة الإسلامية في بيت المقدس"، مسؤوليتها عن إطلاق صواريخ من نفس النوع على المستوطنات الإسرائيلية في إيرز، وعسقلان، والنقب، وسديروت وصوفا، والمجدل، وبئر سبع، انطلاقاً من غزة في حملة اطلقت عليها "القصف بالقصف والرعب زيادة".

وقال الخبير العسكري، إن الجانب الإسرائيلي يتصدى لهذه الصواريخ، من خلال نظام "القبة الحديدية"، وهو نظام مضاد للصواريخ يعتمد على إطلاق صاروخ مضاد في مواجهة الصاروخ القادم، وقد يتم تدميره في منطقة الإطلاق أو الثُلث الأول من المسافة أو نصفها أو الثُلث الأخير من رحلة الصاروخ.

وشدد مستشار أكاديمة نصر العسكرية، على أنه كلما قابل الصاروخ بعيداً عن الهدف كان أفضل، حيث أنه عندما يتم تدميره في المرحلة الأولى لإطلاقه يكون ذلك نجاحاً لنظام القبة.

ونشر تنظيم "بيت المقدس" الإرهابي، في نوفمبر 2014، مقطع فيديو عبر حساباته على تويتر- بحسب وكالة الأنباء الفرنسية- يوضح عملية إطلاق الصواريخ 107 من داخل سيناء على منطقة "بيني نستاريم" المحاذية للحدود المصرية الإسرائيلية.

الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية والتنظيمات بمركز الأهرام الاستراتيجي- علي أبو بكر، يقول إن العملية تأتي في سياق محاولة تنظيم "بيت المقدس" الإرهابي تحسين صورته باستهداف إسرائيل بدلًا من استهدف الجيش المصري خلال الفترة الماضية، وهو ما يتناقض مع الهدف الرئيسي لإنشاء التنظيم الذي أعلن عنه وهو الدفاع عن القضية الفلسطينية.

وتابع الخبير بمركز الأهرام، "هدف التنظيم من العملية هو التأكيد على أنه مازال يحرص على القضية الفلسطينية ومازال يعادي اليهود وأن أهدافه أبعد من الجيش المصري، كمحاولة لتجميل وجهه بعد اتهامه بإسقاط فلسطين من حساباته، بالإضافة إلى إعطاء انطباع أنهم يقاتلون من أجل القضية الفلسطينة وهي الورقة التى يخرجها الجميع وقت الأزمات".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان