"مصراوي" داخل الكلية الفنية العسكرية: أداة القوات المسلحة لتطوير التسليح
-
عرض 2 صورة
-
عرض 2 صورة
كتب – مصطفى المنشاوي:
البحث العلمي هي الركيزة الأساسية لتقدم الشعوب، فالدول التي تريد أن تنال نصيباً من الرقي والازدهار عليها بأن تجعل البحث العلمي وتطويره ضمن أولوياتها، ومن هذا المنطلق جاءت فكرة أنشاء الكلية الفنية العسكرية.
وخلال جولة لـ"مصراوي"، داخل أروقة الكلية، شهد خلالها أن الهدف أنشاها هو التوجه الدائم نحو تطوير الأسلحة والمعدات المتقادمة وتعظيم الاستفادة منها وفقا لمنظومة من التأمين الهندسي والفني داخل القوات المسلحة، بما يضمن القدرة على تحقيق التفوق والتوازن مع تكنولوجيا التسليح العالمية.
والكلية الفنية العسكرية تعد بمثابة أحد أهم الصروح العلمية والبحثية داخل القوات المسلحة والتي قدمت علي مدار السنوات الأخيرة دورا حيويا في دعم وتشجيع البحث العلمي وبناء الكوادر الهندسية وتنمية قدراتهم القيادية والإبداعية، ليكونوا قادرين على مواكبة التطور العالمي الذي تتسارع وتيرته يوما بعد يوم.
وبرزت فكرة إنشاء الكلية الفنية العسكرية مع صفقة السلاح التي أبرمتها الثورة عام 1954 مع تشيكوسلوفاكيا، بعد أن فشلت فى الحصول على سلاح من الغرب لإعادة بناء الجيش على نظم حديثة، ومن ثم ظهرت الحاجة إلى إنشاء الكلية الفنية العسكرية لتخريج كوادر هندسية قادرة على تطوير معدات التسليح الحديثة والقيام بمهام التأمين الفني لها، وتم إنشاؤها عام 1958 بالتعاون مع أكاديمية برنو العسكرية التشيكية، لتخريج الضباط المهندسين للعمل بالقوات المسلحة المصرية.
تحقيق الاكتفاء الذاتي للقوات المسلحة، هو الهدف الرئيس للكلية الفنية العسكرية، حسب ما أكد اللواء دكتور مصطفى عبد الوهاب مدير الكلية، موضحا أن الكلية تهدف في المقام الأول إلى تحقيق الاكتفاء من الموارد البشرية في كافة المجالات الهندسية والتقنية عن طريق إمدادها بالضباط المهندسين والباحثين القادرين على المشاركة في إنشاء وصيانة وتطوير نظم تسليح متكاملة.
وأشار إلي أن الكلية الفنية العسكرية أحد مراكز الدراسات العلمية في القوات المسلحة ومتخصصة في فروع العلوم العسكرية والتكنولوجيا، وتعد مرجعاً في التطبيق العلمي والتكنولوجي في النواحي الحربية، كما أنها تختص بتخريج ضباط مهندسين تتوافر فيهم الكفاية العلمية والعملية والقيادية.
وعن عمليات التطوير داخل الكلية، قال إن القيادة العامة للقوات المسلحة حريصة على بناء وتطوير قدراتها العلمية والتكنولوجية وفق مخططات دقيقة، واستناداً إلى خبراتها الذاتية فى مختلف التخصصات، وكذلك بناء قاعدة من الكوادر المؤهلة على أعلى المستويات القادرة على الابتكار والإبداع والتطوير، لافتا إلى استحداث أقسام جديدة بالكلية حتى وصلت إلى 7 أقسام شعب علمية، تعتبر آخر تلك الشعب التي تم تحديثها هي شعبة الهندسة البحرية، وتحتوى الشعب داخل الكلية على 38 قسماً، منهاً 38 تخصصاً هندسياً، تم اختيارها بعناية.
ومع التطور المستمر الذي تشهده الأسلحة المختلفة، يتبعه تطور داخل الكلية الفنية العسكرية، فالكلية مسئولة عن تخريج ضابط مهندس يجمع بين العلم والانضباط، قادر على تحمل مسؤولياته بعد التخرج.
ويضيف اللواء دكتور مصطفى عبد الوهاب أن دور الكلية لا يتوقف عند تخريج الطلاب فقط، ولكنها أيضا تولى اهتماماً كبيراً لتأهيل كافة المهندسين للحصول على الدرجات الدراسية الماجستير والدكتوراه، مشيراً إلى أنه يتم أيضا تأهيل أعضاء هيئة التدريس، حيث يتم إلحاقهم للحصول على درجة الدكتوراه في جامعات دولية في الولايات المتحدة الأمريكية والصين وكندا.
وفيما يتعلق بمعايير اختيار طلبة الكلية، قال إن ذلك يتم وفقاً لأحداث المعايير، حيث يخضع الطالب للعديد من الاختبارات بالإضافة إلى اختبارات للمواد العلمية التي تؤهله أن يصبح مهندساً، مشيرا إلى أنه بدء من الدفعة القادمة سيتم إضافة اختبار قياس معدل الذكاء لدى الطالب.
وأشار إلى أنه تم إنشاء منظومة انتقاء المتفوقين في الثانوية العامة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، مشيراً إلى أن أكثر من 50 % من دفعة هذا العام من الحاصلين على 98 % في الثانوية العامة، ما يتيح الفرصة لتطوير المناهج وإثراء العملية التعليمية داخل الكلية، بالإضافة إلى إنشاء منظومة "النابغين في الرياضيات" للطلاب في المرحلة الثانوية، حيث يتم ضمهم داخل منظومة علمية مخصصة لهم.
وعن تشجيع الكلية للكوادر العلمية والبحثية، قال الطالب بالكلية "علي رضا" إنه شارك في مسابقة طائرة بدون طيار من ضمن فريق مكون من 15 طالبا منهم 11 من الكلية الفنية العسكرية و2 من الكلية الجوية و2 من معهد هندسة الطيران بإمبابة، والتي أطلق عليها اسم "سكاي سندر"، مضيفا: قمنا خلال الفترة الدراسية بالعديد من الخطوات والتي تابعنا فيها عدد من المشرفين وأعضاء هيئة التدريس، خاصة وأن تصنيع طائرة بدون طيار بها العديد من التكنيكات المختلفة، وتتطلب العديد من التخصصات المختلفة ما بين الاتصال والتوجيه، واستطعنا الانضمام والمشاركة وحصلنا خلالها علي المركز السادس من بين 17 فريقا خاض التصفية .
وأكد الطالب "محمد أحمد" أنه تعلم الكثير داخل الكلية، وخاصة الالتزام، والعمل ضمن فريق، مشيرا إلى أنه يوجد في الكلية مكتبة كبيرة يتم الذهاب إليها للحصول على المعلومات، التي نحتاجها في الأبحاث، والمشاريع التي نقوم بتنفيذها.
وأَضاف أن العلاقة مع أعضاء هيئة التدريس قائمة على التعاون، ونقل الخبرات إلى الطلاب، موضحا أن هناك اهتمام كبير بالجانب العملي داخل الكلية، وفي ذات الوقت يتم تنمية المواهب الموجودة في المعاهد المصرية بحيث يتم الاستفادة منها واختيار العناصر المتميزة والتعاون معهم بحيث يكون تفاعل بين الكلية الفنية وطلبة الجامعات المدنية.
فيديو قد يعجبك: