بالصور- شيخ الأزهر: نعمل مع البابا تواضروس بروح الفريق الواحد للنهوض بالدولة
كتب - محمود مصطفي:
قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن مصر بلد كتب للبقاء والخلود، وشعبها في رباط إلى يوم القيامة.
وأضاف الطيب- خلال الملتقي التشاوري الأول حول مبادرة تعزيز القيم والأخلاق، الذي يعقد بمقر المشيخة- أن تآكل قِيَم الشعب النبيل بصورة مقلقة، هو نتيجة لِمَا تَعرَّض له في العقود الأخيرة من تغيُّرات اجتماعية أثرت تأثيرًا مباشرًا على منظومة القيم، وانعكست سلبًا على تماسك الشعب، وترنح كثير من القيم الاجتماعية الحاكمة لحركة المجتمع وسط ركام اللاوعي.
تابع الطيب: "قيم عديدة حاكمة وانطمست معالمها وانبهمت على قطاع عريض من الشباب حتى أصبح لا يعلم عنها شيئًا، وأصبح الآباء والأبناء يعيشون في جزر معزولة لكلٍّ رؤيته وفلسفته وعالمه الخاص، ولا سبيل إلى علاج هذه الأزمة المستحكمة إلا بعودة الوعي بالقيم الأصيلة، وفي مقدمتها القيم الإنسانية المشتركة، ولا مانع من استشراف قيم حديثة ترتبط بالجذور، وتدعم مناعة الشباب في مقاومة الأعاصير التي تهب عليه من الشرق والغرب".
وقال الإمام الأكبر إن شباب مصر ينتمي إلى بلد "له تاريخ حضاري ضارب في جذور الأزمان والآباد، بلد عرك التاريخ وعركته القرون وصمد للغُزاةِ والطُّغاة والعابثين بقدْره، وقبَـرَهم في تُرابه ومياه نيله، وعلى أرضه شعب لا يُحسب تاريخه بعشرات السنين أو بمئاتها، بل بسبعة آلاف عام أو تزيد.
وطالب رموز الشعب الذين يقودون مسيرته التعليمية ونهضته الثقافية والفنية والإعلامية وغيرها، ألا يهوِّنوا من شأن الموروث الحضاري المدفون في تراب مصر، والكامن المستكن في عروق شبابها، ويظنون أنه تبدَّد وتلاشى إلى غير رجعة.
وأوضح أن ذالك الموروث موجود بفعل قوانين الوراثة التي لا تتخلَّف، وهو جاهز ومستعد للعودة وللتجلِّي –من جديد-إذ وجد مَن يبعثه من مرقده، ويوقظه في قلوب الشباب، شريطة أن يتعاون المسؤولون جميعًا –كل في مجاله-على توفير الشروط اللازمة، والأسباب الحقيقية التي تبعث الشباب من جديد: عِلْمًا وعَمَلًا وثقافة ومسؤولية وتضحية، وتشعل في نفسه جذوة الثقة والأمل والانتماء.
وأشار إلى أن هذا الاجتماع هو نتاج لفكرة مشتركة بينه وبين قداسة البابا تاوضروس في جلسة من جلسات التفكير في هموم الوطن، مبينًا أن دعوة النخبة المتميزة للاجتماع والتفكير والتدارس وتلاقح الأفكارِ والرؤى، للعمل بروح الفريق على تلمس الحلول وأقرب الطرق لبعث هذه القيم في شباب مصر وشعبها، لكن هناك تحـديات صعبة وخطيرة من جانب، وهاهنا مسؤولون وخبراء ومؤسسات كبرى مطلوب منهم ومنها القيام بما يجب عليها تجاه هذه التحديات.
فيديو قد يعجبك: