إعلان

اقتصاديون يجيبون: هل من جدوى لحملات المقاطعة ؟

04:56 م الأحد 01 أكتوبر 2017

كتبت- عايدة رضوان:

حملات مقاطعة عدة شهدتها ساحات التواصل الاجتماعي خلال الفترات الماضية، كان أخرها التدشين لحملة مقاطعة شركات الاتصالات عقب تغيير أسعار وقيمة الرصيد لكروت الشحن والشحن على الطاير والشحن عن طريق الكاش، والتي تم تطبيقها أول أمس الجمعة، والتي سبقتها دعوات لمقاطعة سلع غذائية من لحوم وسكر وخضراوت، مما طرح تساؤلًا حول جدوى المقطاعات التي يتم الإعلان عنها.

يقول الدكتور مدحت نافع، الخبير الاقتصادي، ونائب رئيس لجنة الاستدامة بالاتحاد العالمي بالبورصات، إن آلية المقاطعة من أهم وسائل الضغط الشعبي في مختلف دول العالم وعلى مر التاريخ، نظرًا لأن الأسعار تتوقف على العرض والطلب، ولهذا فان أي مقطاعة من شأنها الضغط على المحتكرين والمتآمرين، وإلا ستفسد سلعهم أو تبور.

ولفت نافع، في تصريحات لمصراوي، الأحد، إلى أن أي مقاطعة ترتكز في الأساس على مدى قدرة الإنسان على الاستغناء عن هذه السلع أو الخدمة، مشيرًا إلى أن هناك أكثر من 65% من المواطنين يعتمدون على الهاتف المحمول في أعمالهم وفقًا للتعداد المعلن من قبل جهاز التعبئة والإحصاء، مشيرًا إلى أنه ليس استخدامًا ترفياً: "فيه ناس غلابة كتير بتستعمله في أشغالها، فبيكون صعب إنها تقاطع".

وفيما يخص فشل بعض المقاطعات، أوضح الخبير الاقتصادي، أن عدم وجود جمعيات أهلية لحماية المستهلك يعد من الأسباب الأساسية لعدم نجاح المقطاعات، نظرًا لعدم دعم المقاطعة أو التدشين لها أو توعية المواطنين: "ماعنديش تنظيم والدعوات عبر الإنترنت قد تُلاقي زخمًا وقد تنتهي سريعًا، مافيش عمل أهلي جاد خلف هذه الدعوات".

وعن دور جهاز حماية المستهلك، يقول الخبير الاقتصادي مدحت نافع، إن الجهاز في حاجة لأن يُفعل بشكل أكبر، وأن يصل إلى المواطنين بدرجة أكبر، متابعًا: "لا يجب أن يقتصر دور الجهاز على التحقيق في الشكاوى المقدمة من قبل المواطنين بل التحقيق في التجاوزات والاحتكارات دون تلقي شكوى".

من جانبه، قال الدكتور هشام إبراهيم، أستاذ التمويل والاستثمار بجامعة القاهرة، إن آلية المقاطعة رسالة قوية في حد ذاتها وإن لم تنجح.

وتابع إبراهيم: "لابد لكل مقاطعة أن يتوفر لها عدة مقومات منها أنه يجب ألا تكون سلوكًا فردياً، وأن يتم تبنيها من قبل جمعيات أهلية لحماية المستهلك، فضلًا عن أن تحظى بدعم أجهزة الدولة"، مؤكدًا أنه يجب أن يدرك المواطن أنه الطرف الأقوى لا المنتج.

فيما قال محمود العسقلاني، رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء، إن المقطاعات تعد عمل إيجابي في ذاته، لافتًا إلى أنه عمل تراكمي أيضًا، متابعًا: "في كل مرة بنعمل حملة مقاطعة بنكون كسبنا أرض جديدة".

وأشار العسقلاني، في تصريحات لمصراوي، أنه عادة ما يصعب نجاح المقاطعات التي تستمر لفترات طويلة متواصلة تفوق حاجات المواطنين، لافتًا إلى أن المقاطعات الرمزية، والتي تستمر بشكل متوازٍ يكون لها وقع أفضل وأثر أكبر.

ولفت رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء، إلى أن المقاطعات التي تواجه زيادة أسعار السلع الغذائية مثل الخضروات والفاكهة واللحوم عادة ما تؤتي ثمارها سريعًأ على عكس المنتجات والخدمات التي لا تفسد أو تبور.

وفيما يخص دور جهاز حماية المستهلك، يصفه العسقلاني بأنه "ديناصور بلا أسنان".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان