هل يدعم السودان موقف مصر في مباحثات القمة الثلاثية بشأن سد النهضة؟
كتبت ـ هاجر حسني:
ترقب يحيط بنتائج القمة الثلاثية التي تجمع الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره السوداني عمر البشير، ورئيس وزراء إثيوبيا هايلى ميريام ديسالين، لمناقشة تطورات سد النهضة، اليوم الاثنين، على هامش قمة الاتحاد الإفريقي التي تستضيفها العاصمة الأثيوبية أديس أبابا.
وقال محللون إن نجاح القمة متوقف على مدى دعم السودان لمصر، في ظل التقارب الحالي بين القاهرة والخرطوم.
كان السيسي استقبل في أكتوبر الماضي، الرئيس عمر البشير ـ رئيس السودان، وعقب ذلك بأسبوع زار السودان للمشاركة في حفل تنصيب البشير.
تقول أماني الطويل ـ مدير الوحدة الأفريقية بمركز الأهرام للدراسات، إن موقف السودان من مباحثات سد النهضة له علاقة بالخطاب السياسي، فمثلاً أعلنت السودان أنها على توافق مع مصر في موقفها من مسألة السد إلا أنها في المقابل لم تدفع حصتها المالية الخاصة بالمكتب الاستشاري المسؤول عن دراسات السد.
وتضيف "الطويل"، أن عدم دفع السودان لحصتها وعدم مشاركة مصر والسودان في إدارة سد النهضة أمران سيحوذان على قدر كبير من النقاش في هذه المباحثات، معربة عن عدم تفاؤلها بوصول المباحثات لحل مرضي في ظل هذه المعطيات، إلا في حالة استخدام مصر لوسائل ضغط.
وفي مؤشر على التقارب بين البلدين، طردت السلطات السودانية في شهري يناير الجاري، وديسمبر الماضي عشرات الإسلاميين المصريين الذين سافروا إليها في أعقاب عزل الرئيس السابق محمد مرسي في 3 يوليو من العام 2013، بحسب صحيفة الحياة اللندنية.
ويرى أيمن شبانة ـ أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن موقف السودان من الإسلاميين المقصود به في المرتبة الأولى هو الإدارة الأمريكية، فالسودان تحاول البعث برسالة بأنها ليس لها صلة بالإرهاب وأنها حليف يمكن الاعتماد عليه، خاصة بعد اتهامها لفترة بدعمها للإرهاب.
وأوضح أن السبب في ذلك هو قرار أمريكا الذي أصدره الرئيس باراك أوباما، منتصف الشهر الجاري، برفع العقوبات الاقتصادية والتجارية المفروضة على السودان، تشجيعاً للأخيرة على مكافحة الإرهاب، مضيفاً: هذه العقوبات كان سبباً في أزمات داخل السودان.
ولفت شبانة إلى أنه بالرغم من استهداف السودان التركيز على استقرار أوضاعها الداخلية والخارجية إلا أن التقارب الأخير بين البلدين، والذي تجلى في الزيارات المتبادلة بينهما سيكون بالطبع له مردود إيجابي على موقف السودان من سد النهضة.
وهو ما أكدته هبه البشبيشي، الخبيرة بالشأن بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية، قائلة: التقارب الأخير بين مصر والسودان سيكون له تأثير واضح في دعم الأخيرة لموقف مصر خلال المباحثات حول سد النهضة، خاصة في ظل ترشيح السودان لتكون حلقة الوصل بين العالمين العربي والأفريقي.
وتقول البشبيشي إن دعم موقف مصر في المباحثات لابد أن يقوم على فكرة "لا ضرر ولا ضرار" بحيث تتفهم مصر وجهات النظر والاحتياجات الأفريقية وسيعطي ذلك لمصر فرصة لتكون لاعباً أساسياً في القارة الأفريقية.
فيديو قد يعجبك: