استقالة القائم بأعمال رئيس الحزب الدستور
كتب - علاء أحمد:
تقدم تامر جمعة، القائم بأعمال رئيس حزب الدستور والأمين العام له، باستقالته، والتي اعتبرها نهائية من الحزب.
وجاء نص الاستقالة كالآتي:
"الزميلات والزملاء.. أعضاء حزب الدستور.. السلام عليكم ورحمة الله
اتحدث إليكم مصارحا ومكاشفا فهذا كان دأبى معكم وتلك كانت عادتى ..أصارحكم القول فيما أل إليه وضع الحزب ولما آل إليه".
"منذ تقدمي لمسئولية الأمانة العامة للحزب ومنذ اليوم الأول بعد انتخابي بنسبة نجاح فارقة وقد أعلنت ان المنافسة قد انتهت بإنتهاء التصويت وحان وقت التعاون وإنكار الذات من أجل الكيان، وحين رفض البعض دعوتنا وأيادينا الممدودة من أجل إعلاء شأن الحزب وابقائه منبراً سياسياً يعبر عن سواد الشعب المصري لم أغضب واستمريت في دعم وتقوية الصفوف حتي يظل الكيان صامداً امام هجمات أعدائه".."وفي كل الأوقات وخلال كافة الأحداث التي عانينا منها جميعا كانت مصلحة الحزب وصورته وصورة قياداته لدي الشارع وثقة المصريين في توجهاته هي شواغلي دائماً ولم أسمح لأي سلوكيات ممجوجة او ممارسات غير شريفة انتهجها للأسف بعض المنتسبين ظلماً للحزب- وهم البعيدين كل البعد عن مبادئه السامية ورسالته التاريخية- ان تحملني علي النزول عن مستوي اقل مما كان يطمح اليه اعضاء حزب الدستور في سلوك وأداء ورصانة قياداتهم وسعيت فى خلال ذلك إلى الإشتباك السياسى مع الشارع لمحاولة بناء دولة مصرية مدنية حديثة رفعة بالوطن وسموا به وأبى هؤلاء كل ذلك وسعيت إلى ان يقود الحزب المشهد السياسى بمعارضة بناءة تحقق متطلبات الشارع من أجل بناء الوطن ولكنى كلما دعوتهم لذلك جعلوا أصابعهم فى أذانهم وأصروا وإستكبروا إستكبارا !!".
"ومطمئناً أستطيع أن أدعي اني لم أدع المنصب ينهب إخلاصي لقضية الحرية وإتساقي مع مبادئي، وحين أرادت بعض قيادات الحزب في الماضي القريب الإطاحة بلائحة الحزب الأساسية بما تضمنه من فصل بين السلطات وفرض لائحة صورية توسد لوضع كافة السلطات في يد رئيس الحزب كما في أعتي النظم الديكتاتورية كان موقفي معروفاً وفضلت أن اربح احترامي لذاتي عن أن اتقاسم نفوذاً مع مغتصب".
"وحين توليت القيام بأعمال رئيس الحزب وصارحتكم وصارحت الجميع بأنى غير راغب فى الترشح لأى منصب فى الحزب لم يغب عني المهمة الأساسية الموكلة إليّ وهي إجراء انتخابات الحزب وتسليمه لقيادة منتخبة تعبر عن توجهات معظم أعضائه، وأضفت لمطلبكم الأساسى ضرورة إجرائها على أساس قانونى ولائحي ومالي سليم لا يقبل الطعن عليه مستقبلا تحصينا للإجراءات وحماية للكيان وطالني لتحقيق هذا الهدف ما طالني رغم أن عدم تحكيم تلك المعايير كان يضمن لي شعبية أنية أكبر إلا أن مصلحة الحزب ومستقبله كانا أمانة فى عنقى تحملتها، وتشكلت لجنة إنتخابات مستقلة يشرف عليها مجلس حكماء الحزب وهوما يمثل السلطة القضائية داخل هذا الكيان وواجهت اللجنة مشكلات إدارية عديدة".
"أولها:
هذا الأساس الهش الذى تأسست عليه أمانة التنظيم منذ تأسيس الحزب فلما تولى بعدئذ من تولى كان ينهار البناء الذى يبنيه على هذا الأساس .
وثانيها:
مراجعة موقف المحافظات التى قدمت عضويات دون سداد قيمة الإشتراكات رغبة فى إنتصار إنتخابى زائف
وثالثها:
هذا الشعور الطاغى لدى المتنافسين على رئاسة الحزب بأنها حرب للبقاء وليس تنافسا إنتخابيا وياليتها كانت حربا لبقاء الحزب ولكنها لبقائهم كأشخاص.
"ودائماً وابداً كان من اليسير عليّ تحمل العمل علي حل المشاكل والصبر علي معالجتها من جذورها رغم ما أواجه فى ذلك من قول بالزور ورمى بالباطل واتهامات كاذبة أسفت أن تأتي من زملاء داخل الكيان بأكثر مما جاءت من خارجه، ومثلما اجتهدت في العمل مع شباب من خيرة شباب مصر فخر لها وفخر للحزب أن يضمهم بين صفوفه مثلما فوجئت بالنوازع الشخصية هي الموجه الأول لقلة مارقة لم تبالى بمصير الحزب ولا مستقبله فإذا بها تجر الحزب لصراع مستعر وفتنة مستمرة لا يعلم نهايتها إلا الله".. "ولما تطورت الأمور تطورها السىء وقد إشتعلت فى نفوس البعض نوازع شعور طاغ – هو فى تحليله الأعمق ليس الخلاف الإدارى وليس الحرص على الكيان بقدر ما كان شططا وتطرفا وبقدر ما كان رغبة محمومة فى منصب وشهوة مسعورة لسلطة فقد حاولت مرارا وتكرارا أن أرأب هذا الصدع وأن أكبح جماح هؤلاء الذين لم يثنيهم عن رغبتهم أى وازع من حرص على الكيان أو على جهود أعضائه".
"وما كنت بالذى يبالى بالصغائر وما كنت بالذى ينازل الصغار وما كان أمرهم عليّ إلا هينا وما كان كبارهم إلا كبار الصغار وما كان مأربهم إلا خراب الكيان وما كان غرضهم إلا هدم البناء وما كان منهجهم منذ بدء الحزب إلا المطالبة برحيل كل من كانوا على رأس هذا الحزب من قيادات كانت ومازالت قامات سياسية فقالوا فيهم ما ليس فيهم وإدعوا عليهم زورا وكذبا وبهتانا.. أليس هؤلاء المعترضين هم من وقفوا يوما امام بيت الدكتور محمد البرادعى مطالبين برحيله معترضين على قراراته والتى كانت لائحية!.. واعتصموا معترضين على التعيين ومطالبين بالإنتخاب ولما جاءهم التعيين لهثوا وراءه لهث الملهوف؟!.. أليس هؤلاء هم من اعتصموا فى الحزب مطالبين برحيل كل قياداته؟!!".
"اسألوا الراحلين من الحزب لماذا رحلوا ؟ ليس إلا لأنهم كانوا يربأون بأنفسهم أن ينالهم ما نال الذين كانوا قبلهم من قول بكذب وإدعاء بزور وإفتراء ببهتان.. وإذ أخذ الأمر عندهم منعطف أخر أراه هو الأخطر على هذا الحزب بأن قرروا أن يهدموا الكيان وأن يلجوا طريق القضاء وهو طريق مقبول إذا لم يكن الوازع إليه هو تصفية الحسابات فقدموا الشكاوى لدى لجنة شئون الأحزاب ثم أقاموا الدعاوى القضائية لدى محاكم القضاء الإدارى هدما للحزب ولهيئاته المنتخبة ، وللأسف ليس طعناً في قرار اتخذته ولا لجنة تشكلت ولكن في انتخابات جرت منذ عامين شاركوا فيها وأقروا لائحيتها ثم يعودون ويطعنون عليها الأن وما يجرون الحزب إلا لطريق يعلمونه ويعلمون نهايته فلهم فى هدم الأحزاب تاريخ قديم !!".
"وإني وقد خيرت بين الدخول فى صراع قضائى يريده الذين يريدون بالحزب الذى أسسناه خرابا وبالكيان الذى بنيناه هدما فأصبح مخيرا الأن بين أن أنتصر لذاتي وبين مستقبل الحزب فإني أجد أن التخيير غير ذي معني، وأن الكيان الذي سهرنا عليه وتعبنا فيه وأعطيناه من عرقنا وأعصابنا هو الباقي..الباقي بشبابه وسعة الحلم لوطنهم ومستقبلهم وليس بضيق الأفق وسواد السرائر والطمع وإعلاء شريعة الغاب".
"وعلى هذا كله أتقدم لحضراتكم باستقالتي نهائياً من حزب الدستور".
فيديو قد يعجبك: