الإفتاء تُدين حادث أورلاندو الإرهابي.. وتؤكد: يخدم مصالح "ترامب"
كتب - عبد الرحمن أحمد:
أدان مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، حادث إطلاق النار الإرهابي على ملهى ليلي، والذي وقع أول أمس الأحد، بولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية، وأسفر عن مقتل 50 شخصًا على الأقل وإصابة 53 آخرين، مؤكدًا أن الاعتداء على الأنفس جريمة تحرمها كافة الأديان السماوية والأعراف والقوانين الإنسانية.
وقال المرصد، إن وكالة أعماق التابعة لتنظيم "داعش" أعلنت أن الهجوم نفذه مقاتل من التنظيم، وهذا يؤكد ما حذر منه المرصد في بيان سابق تناول فيه تحليل كلمة أبو محمد العدناني، المتحدث باسم التنظيم، بأن التنظيم يسعى للقيام بعمليات نوعية في أماكن غير تقليدية تلبية لدعوته لأنصار التنظيم بالقيام بالعمليات الفردية في الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا في شهر رمضان.
وأشار المرصد إلى أن العملية الإرهابية في فلوريدا في هذا التوقيت تهدف إلى التأكيد على أن التنظيم لا يزال قادرًا على القيام بعمليات نوعية في العمق الغربي، حتى مع تعرضه لأعنف ضربات يتعرض لها منذ سيطرته على الموصل والرقة بسوريا والعراق، كما أنه يسعى إلى تخفيف الضغط عن مقاتليه في معاقله برفع المعنويات من خلال تلك العمليات النوعية ذات الأثر الكبير.
وأوضح المرصد أن هذه العملية الإرهابية تصب في صالح الخطاب اليميني المتطرف في الغرب، وتدعم الأصوات المتطرفة وتزيد من فرص نجاحهم في الانتخابات المختلفة، وخاصة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والتي يخوضها المرشح اليميني دونالد ترامب، والذي استغل بدوره الحادث في تعظيم شعبيته، وكسب المزيد من الأصوات وإثبات صحة موقفه من الإسلام والمسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد جدد المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب، دعوته إلى منع المسلمين من دخول الأراضي الأمريكية، وذلك في أعقاب العملية الإرهابية بفلوريدا، حيث قال ترامب بعد ساعات من وقوع الهجوم إنه كان محقًّا بشأن "الإرهاب الأصولي الإسلامي"، وهو ما يؤكد أن تنظيم "داعش" يدعم اليمين المتطرف في الغرب بممارساته الإرهابية التي تضر أشد الضرر بالإسلام والمسلمين هناك، كما أن التيار اليميني المتطرف يدعم بشكل كامل الأيديولوجيات المتطرفة والإرهابية، لأنها تصب في الأخير لصالحه وتزيد من شعبيته، حسب بيان المرصد.
وذكر المرصد أن العملية الإرهابية تأتي في أعقاب تشييع جنازة الملاكم العالمي محمد علي كلاي، والتي شهدت عددًا من التصريحات الإيجابية بخصوص الإسلام والمسلمين من قبل عدد من المسئولين والشخصيات العامة في الولايات المتحدة وأوروبا، وكان لها الأثر الكبير في تصحيح صورة الإسلام لدى الكثير من الدوائر الغربية.
وحذر المرصد من تزايد ما وصفه بـ"سعار الإسلاموفوبيا"، بعد هذه الحادثة الإرهابية، وتعرض المسلمين والمراكز الإسلامية ودور العبادة في الولايات المتحدة وأوروبا إلى اعتداءات من عدد من المتطرفين المعادين للإسلام والمسلمين، خاصة مع تزايد فرص اليمين المتطرف في الغرب بشكل عام في الحصول على المقاعد البرلمانية والفوز في الانتخابات بأنواعها المختلفة على المستوى القطري والمحلي، وهو ما يزيد من فرص تعرض المسلمين هناك للاعتداءات والمضايقات على عدة مستويات.
ودعا المرصد كافة المؤسسات الإسلامية في الولايات المتحدة وأوروبا إلى بذل قصارى جهدهم في توضيح موقف الإسلام والمؤسسات الإسلامية من تلك الاعتداءات الإرهابية، وتوضيح المعاني السامية والسمحة للإسلام وتعاليمه المقدسة، واستثمار الشهر الفضيل في مزيد من التعريف بالقيم والتعاليم الإسلامية.
فيديو قد يعجبك: