تظاهرات جمعة "الأرض هي العرض".. حق يخشى الصدام مع الداخلية - (تقرير)

كتب- محمد قاسم:

يبدو أن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين القاهرة والرياض، التي افرزت جدلا دار في جميع الأوساط في مصر تحت سؤال بعلامة تعجب فحواه؛ جزيرتي تيران وصنافير مصرية أم سعودية.. أين الحقيقة؟!، ووصل الجدال إلى مكان لا يروق إلى السلطات ألا وهو مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتويتر" المزعجة التي أشعلت ذلة لسان وزير العدل السابق وقادته إلى الإقالة.

من رحب الجدال الدائر حول توقيع الاتفاقية دون سابق انذار للشعب الذي تؤول له جميع السلطات تشريعية كانت أم تنفيذية، خرجت أفواه شبابية نادت بالخروج في مظاهرات الجمعة المقبلة لتسجل اعتراضها على تعامل السلطة مع قضية تيران وصنافير تحت شعار "الأرض هي العرض".

وانتشرت دعوات على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، من شباب لا تظهر هويتهم السياسية للتظاهر الجمعة المقبلة 15 أبريل منها دعوة تحت شعار "الأرض هي العِرض" في ميدان التحرير بوسط القاهرة، ولم تحدد ملامحها بعد.

وقبل 3 أيام وقفت 3 فتيات وشابين في ميدان طلعت حرب بالقرب من ميدان التحرير حاملين لافتات من بينها "السيسي باع أرضنا.. مصر مش للبيع" اعتراضا على قرار تبعية جزيرتي "صنافير وتيران" إلى المملكة العربية السعودية. وسرعان ما قبضت قوات الشرطة عليهم واقتادتهم إلى قسم عابدين وأحالتهم إلى النيابة بتهمة التظاهر بدون تراخيص وتكدير السلم العام والتي انتهت النيابة إلى إخلاء سبيلهم في اليوم التالي.

ويبدو أن "نرمين" إحدى الفتيات التي تظاهرت في ميدان عبد المنعم رياض، لم تهدأ وعازمة على النزول في تظاهرات الجمعة، وقالت على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، "النزول الجمعة الجاية واجب وطني علي كل فرد فعلا بيحب البلد دي فعل مش كلام .. ‏مش هنبيع.. تيران وصنافير أراضي مصرية".

ليست مُسيّسة
قال الدكتور شادي الغزالي حرب، عضو حزب الدستور السابق، إن الدعوات لتنظيم المظاهرة اعتراضا على إعلان الحكومة تبعية جزيرتي تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية، في غاية الأهمية باعتبارها الخيار الوحيد أمام الشعب للوقوف أمام إعلان التخلي عن أرض مصرية خالصة بطريقة مُهينة.

وأكد الغزالي حرب، في تصريحات خاصة لمصراوي، أن ميزة هذه الدعوات أنها غير مسيسة وأنها باسم كل المصريين، لأن التخلي عن الأرض خطيئة على جبين الجيل الحالي الذي شهد توقيع الاتفاقية دون التحرك والاعتراض، مؤكدا أن ترك البرلمان والحكومة التحكم والتصرف في مصير التراب المصري، أمر سينتهي بالتصديق على الاتفاقية والتخلي عن الجزيرتين وسط تأييد واضح وصريح من البرلمان والحكومة.

وأوضح الطبيب والناشط السياسي -الذي أكد تلبيته للدعوة ومشاركته- أن النزول للتظاهر تأكيد على عدم الاعتراف بما وقّع عليه الرئيس السيسي من ترسيم للحدود باعتبار أن هذا التوقيع تفريط في التراب المصري، مشيرا إلى أن المطالب والقائل بأن "تيران وصنافير" سعودية، يتقدم بوثائقه إلى محكمة العدل الدولية.

البرلمان صاحب الكلمة
قال شهاب وجيه المتحدث الرسمي لحزب المصريين الأحرار، إن الحزب لن يشارك في التظاهرات مؤكدا على حق الجميع التظاهر مع عدم مخالفة القانون بتقديم التصريح اللازم للجهات المختصة.

وأوضح وجيه، في تصريحات خاصة لمصراوي، أن اتفاقية ترسيم الحدود وما نتج عنه من تبعية جزيرتي "تيران وصنافير" للمملكة العربية السعودية لم تنته بعد، ومازال هناك البرلمان ممثل الشعب، وأن القضية تتسم بفكرة الاقتناع بفكرة ترسيم الحدود أم لا وهذا سيتحدد أمام البرلمان بعد تقديم الحكومة حيثيات قبولها بالترسيم والاتفاقية.

وأكد المتحدث باسم المصريين الأحرار، أن الحزب سيرد على القضية عن طريق هيئته البرلمانية بعد الاطلاع على الاتفاقية والأسانيد التي قامت عليها.  
 
مأزق
قال الدكتور عمرو هاشم ربيع، المحلل السياسي بمركز الأهرام الاستراتيجي، إن الشباب الداعين للتظاهر سيتعرضون لهجمة بوليسية شرسة لقمعهم، مؤكدا على حق الشباب في التظاهر في ظل قيام الحكومة والقائمين على القرار السياسي المصري بتجاهلهم والاستفراد بقرار مصيري انتهى بالاعتراف بتبعية جزيرتين مفترض أن هؤلاء الشباب تربو وتعلموا ودرسوا أن الجزيرتين أرض مصرية خالصة.

وأوضح ربيع، في تصريح خاص لمصراوي، أن السلطة والحكومة تعاملت بشكل سيء مع القضية، فلم تشعر الشعب بشبابه الثوري بأهميته وفاجأتهم بالإعلان عن توقيع الاتفاقية، فتأخرت في الإعلان المسبق عنها، وإجراء الحوار والتمهيد لإجراء الاتفاقية فوقعت في مأزق.