إعلان

أمين الدعوة بالأزهر: لدينا دعاة يعملون على "توك توك".. وتجديد الخطاب الديني يسير ببطء (حوار)

09:35 م الإثنين 22 فبراير 2016

الشيخ محمد زكي بداري

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب ــ عبد الرحمن أحمد:

تولى الشيخ محمد زكي بداري، الأمين العام للجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف، مهام منصبه قبل عام ونصف، بعد أن قضى فترة طويلة، أمينًا لمجمع البحوث الإسلامية، استطاع خلالها التصدى للأفكار المتطرفة والفتاوى الشاذة، من خلال القوافل الدعوية، التى طافت أرجاء الجمهورية.

وحرص زكي، على المضى قدمًا، في مواجهة التطرف، الذى انتشر بكثرة في الآونة الأخيرة، من خلال منصب الأمين العام للجنة العليا للدعوة بالأزهر، وكان لـ"مصراوي" معه، الحوار التالي..

كيف ترى المشهد الدعوى في مصر حاليًا؟

المشهد الدعوى الآن في مصر غير مُرض، واستعدادته غير كافية، لأن لا يؤدي مهامه المنوط بها، خلال هذا التوقيت العصيب الذي تمر به البلاد، والأمتين العربية والإسلامية، ولا بد أن يكون العطاء واسعًا للزمان والمكان والإنسان.

وما سبب تدني المشهد الدعوي الآن؟

الدعوة الآن، تصدى لها أناس تشغلهم الدنيا، في الوقت الذي تحتاج فيه إلى الربانيين الغير مفتونين بالحياة ولا بالمناصب، المؤمنين برسالتهم لا بوظيفتهم، فالإيمان يصنع المعجزات، وإذا صلح إيمان الداعية والواعظ، انعكس ذلك على عطائهما، وأي أمة ترهلت كان ذلك بسبب تدني الدعوة فيها، فإذا صح الداعية صح المجتمع بأكمله، لذلك نحتاج إلى تأهيل وتصحيح الإمام والداعية والواعظ من جديد، وإعادة هيكلتهم.

هل ترى أن المؤتمرات والندوات التي تعقد بين الحين والآخر تساهم في رفع الأداء الدعوي؟

لم تكن المؤتمرات والندوات أبدًا، سببًا في نهضة أي أمة، على العكس، فعادة ما تُعطل الدعاة والأئمة، عن أداء رسالتهم، فضلًا عن تبديد النفقات التي تصرف عليها، فالدعاة لهم أولوية، لأنهم خليفة النبى صلى الله عليه وسلم، ويجب الاهتمام بالدعوة أكثر من ذلك.

ما الذي تحتاجه الدعوة في مصر الآن؟

نحتاج إلى دعوة متجددة متطورة، تربط الدنيا بالآخرة، وتحض على مكارم الأخلاق ورأب الصدع، وتوحيد الصف، واجتماع الأمة العربية والإسلامية على كلمة سواء، في مواجهة الأخطار.

كم يبلغ عدد الوعاظ في مصر؟

الأزهر الشريف به 2000 واعظًا، وتقدمت بطلب لشيخ الأزهر، لتعيين 2000 آخرين، من خلال مسابقة، إضافة إلى 500 من السيدات؛ للعمل في المجالات التي تكون للمرأة فيها عطاءًا أكثر من الرجل، في النوادي النسائية وغيرها، وأجريت المسابقة بالفعل منذ فترة، وسيتم الإعلان عن النتيجة النهائية خلال أيام.

هل تعتقد أن 4000 واعظًا عدد كاف لمواجهة التطرف؟


على الإطلاق، فلابد من فتح الباب لاستقبال دعاة آخرين، من خلال لجان دعوية علمية شرعية متخصصة، تختار العناصر والكفاءات، ويعقد لهم دورات في مجالهم، حتى لو اضطرت الدولة للاقتراض من أجلهم؛ لمواجهة المخاطر التي تحدق بالمجتمع من كل مكان، بدلًا من الاستعانة بخطباء غير مؤهلين.

لذلك لا بد من وجود علماء أكفاء بمساجد الجمهورية، بدلًا من ترك المنابر لأدعياء الدعوة الممولون من الداخل والخارج، ونحن لا ندري لماذا يفرض مجلس الوزراء على الدعوة أشخاصًا ليسوا من ذوي الكفاءات؛ فالدعوة هى أخطر وأعظم قضية في الوجود الإنساني، فهي معنية بصلاح أمر الدنيا والآخرة، ولا تقل أهمية عن باقي قطاعات الدولة كالصحة والكهرباء.

هل الدعاة في مصر مؤهلين لتجديد الخطاب الديني؟

ستتم إعادة تأهيلهم من جديد، والكشف عن لياقتهم الدعوية، وكيفية مواجهتهم للأخطار التي تحيط بالمجتمع من أفكار وفتاوى متطرفة وآراء شاذة، ومن لا يصلح منهم سيُعاد تأهيله من جديد، من خلال الدورات العلمية والشرعية، واختباره بعد انتهائها، وإذا صلح كان بها، وإذا لم؛ فلنبحث له عن عمل آخر، طبقًا لقدراته.

ما الآليات الواجب توافرها لتأهيل الدعاة لمواجهة التطرف؟

لا بد من توفير كادر خاص بهم، حتى يتمكنوا من التفرغ التام لآداء رسالتهم، وعدم التعرض لهم بطريقة سيئة في الأعمال الفنية بطريقة سيئة، وتدشين نقابة لهم، تدافع عنهم، وتساهم في عودة حقوقهم، وتحل مشكلاتهم، وتوحد صفهم، فحالهم الآن يصعب على إى إنسان، فنرى الكثير منهم يعمل على "توك توك"، وآخرين يمتهنون مهن لا تليق بقدسية دعوتهم، وينظر إليهم الناس نظرة غير كريمة، فكيف سترتقى به الأمة.

كيف ترى قضية تجديد الخطاب الديني الآن؟

تجديد الخطاب الديني يسير ببطء، منذ أن نادى به الرئيس عبد الفتاح السيسى؛ بسبب تنحية المسئولين عن الدعوة الحقيقية، وإبعادهم عن دورهم، ومعاداتهم وإيقاف أنشطتهم، وعدم الأخذ بمقترحاتهم، فقضية التجديد تحتاج إلى تضافر الجهود، وتسخير الإمكانيات، وتكاتف كل المؤسسات مع الأزهر الشريف؛ لينهض برسالته ويقوم بواجبه نحو الدين.

هل الأزهر قادر على إنجاز قضية تجديد الخطاب الديني؟

بالفعل، ولكن لا بد من تضافر جميع الجهود، وأن يجتمع كل المسئولين عن الدعوة والوزراء المعنيين في مكتب شيخ الأزهر، فتجديد الخطاب الديني، ليس مسئولية الأزهر وحده.

متى كانت آخر اجتماعات اللجنة العليا للدعوة بالأزهر؟

لم تجتمع اللجنة من إنشائها في ثمانينات القرن الماضي.

وما السبب في ذلك؟

يُسأل في ذلك شيخ الأزهر، بصفته رئيسًا للجنة، وربما كانت اجتماعاته المتكررة في المشيخة مع الوفود الأجنبية هى السبب في ذلك، وإن كنت أرى أنه لابد من عقد اجتماع لها في القريب العاجل؛ لوضع خطة للعمل الدعوي، تشارك فيها جميع المؤسسات، فمعظم الوزرات المعنية بأمور الشباب، أعضاء فيها.

وماذا عن لجنة المصالحات التي تشغل منصب الأمين العام لها؟

تجوب حتى الآن معظم محافظات الجمهورية، وتساهم في وأد الكثير من الفتن وقضايا الثأر، من خلال لجانها المنتشرة في جميع أنحاء الجمهورية، ويترأسها المحافظون ومديرو الأمن والقيادات الدينية بالمحافظات، والشخصيات العامة التي لها تأثير بين الناس.

وكيف تتم المصالحة؟

من البداية، ندرس سبب المشكلة، ونقوم ببحثها والأطراف المشاركة فيها، ونجمعهم في مكان واحد بحضور القيادات الشعبية والتنفيذية بالمحافظة التي وقعت فيها المشكلة، وتتم عملية الصلح.

كيف يتم الانتهاء من عمليات الصلح؟

هناك من يرضى بالدية مع الكفن، وآخر يرضى بالدية فقط، وثالث يرضى بالكفن فقط، وشخص آخر يعفو ويصفح ابتغاءًا لوجه الله الكريم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان