الأوقاف تطالب بتشريع لتنظيم الإعلام الديني.. والبرلمان يبحث وضع المعايير
كتب - كريم حسن وعمر محمد:
"علشان مش كل شوية واحد يطلع يقولنا أنا المهدي المنتظر"، بتلك الكلمات بدأ الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أمس الخميس، حديثه تحت قبة مجلس النواب، في اجتماعه بأعضاء اللجنة الدينية، مطالبًا بضرورة إعداد تشريع جديد يجرم الفتوى لغير المختصين، ويضع ضوابط للإعلام الديني".
"سُنعد قائمة بها بعض المعايير المحددة التي سيتم على أساسها ظهور الشيوخ في المنابر الإعلامية"، بهذه الجملة بدأ الدكتور عمرو حمروش، أمين سر اللجنة الدينية بالبرلمان، شرح ملامح مشروع القانون الذي سيعده مجلس النواب، بناءً على طلب وزير الأوقاف، بإصدار قانون ينظم الفتاوى والإعلام المرئي، ضمن مشروع تجديد الخطاب الديني، موضحًا أنه من أهم تلك المعايير أن يكون الظهور إعلامياً للشيوخ المتخصصين في الشأن الديني فقط.
وأطلق الرئيس في الشهر الجاري -أثناء احتفالية المولد النبوي، مقترح جديد يتم تنفيذه عبر 5 سنوات لتجديد الخطاب الديني، يتم على إثره تشكيل هيئة من كبار علماء وعلماء النفس والاجتماع لبحث مسألة الخطبة ودراسة جميع جوانبها. وبدء وضع خطة شاملة لتنقية التراث الديني دون المس بثوابت الدين. بل وضع خطاب يتناسب مع عصرنا الحالي.
حمروش أوضح أن السعي وراء إصدار ذلك القانون ينطلق من الحرص على تثقيف الجماهير بالرسائل الدينية الصحيحة وتجنب الفتاوى والمفاهيم المغلوطة التي تؤدي إلى نتائج سلبية المجتمع في غنى عنها.
النائب أسامة شرشر عضو لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، اخلتف مع رأي وزير الأوقاف، واصفًا مطالبته بتنظيم الإعلام الديني بـ" البدعة"، قائلًا: "كلام الوزير سيفتح الباب أمام مطالب تنظيم الخطاب الإعلامي في كافة المجالات مثل الإعلام الثقافي والتعليمي وغيره".
"قانون تنظيم الصحافة والإعلام سينظم كل العشوائيات الإعلامية" بحسب شرشر، مؤكدًا أن القانون الذي سيعرض على البرلمان بعد 3 أسابيع سينظم لغة الخطاب الإعلامي بشكل شامل، وسيعاقب بردع كل من يخرج عن المهنية.
ووافق مجلس النواب، في جلسته العامة الأربعاء الماضي، برئاسة الدكتور على عبد العال، على مشروع قانون التنظيم المؤسسي لهيئات الصحافة والإعلام بشكل نهائي.
من جانبه أكد الدكتور طه أبو كريشة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر ضرورة وجود قانون ينظم الإعلام الديني، لمكافحة الأفكار التكفيرية والتطرف، وغلق جميع المنابر التي تروج للأفكار المنحرفة والمتطرفة.
وأكد أبو كريشة أن قضية تجديد الخطاب الديني التي طالما نادى بها الرئيس السيسي، تحتاج إلى محددات وأطر لمواجهة الأفكار المنحرفة، موضحًا أن هناك نجاحات قد تمت بالفعل في هذه المسألة.
ويحدد الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة المعايير الواجب توافرها في رجال الدين الذين يظهرون على شاشات الفضائيات قائلًا: "يجب أن يمر المشايخ الذين يظهرون على وسائل الإعلام باختبارات حتى لايصدر من أحدهم فتوى غير رشيدة لأننا تركنا الفتوى لغير المتخصيين".
"في المسجد يقف الخطيب أمام 100 شخص ويلتزم بالخطبة الموحدة، لكن وسائل الإعلام يتابعها الملايين والتأثير يكون قوي، ومن ثم كان من الضروري تنظيم الإعلام الديني" بحسب العالم، موكدًا ضرورة أن تضع هيئة كبار العلماء المعايير الواجب توافرها للظهور على وسائل الإعلام بالاشتراك مع خبراء الإعلام.
فيديو قد يعجبك: