في يوم الغذاء العالمي.. عالم الجوع يسود وسط الصراعات والحروب -(تقرير)
كتب- محمد قاسم:
احتفلت منظمة الغذاء العالمي "الفاو"، أمس الأحد، بيوم الغذاء العالمي في وقت وجد أحدث مؤشر للجوع العالمي "غي"، أن المجتمع العالمي ليس في طريقه إلى القضاء على الجوع بحلول عام 2030 وفقا لأهداف الأمم المتحدة، فضلًا عن أن 50 دولة لا تزال تعاني من مستويات خطيرة ومثيرة للقلق من الجوع.
أرقام مقلقة
وذكر تقرير صادر عن معهد بحوث السياسات الغذائية الدولية، أن 10 دول تعاني من مستويات خطيرة ومثيرة للقلق من الجوع مثل بوروندي وجزر القمر، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، اريتريا، ليبيا، وبابوا غينيا الجديدة، الصومال، جنوب السودان، والسودان، والجمهورية العربية السورية. وعزا معهد بحوث السياسة الغذائية ذلك إلى الاضطرابات والنزاعات والحروب الأهلية التي تعاني منها تلك الدول.
وأكد المعهد في بحثه المنشور على موقعه الالكتروني الرسمي، أن الدول العشرة تعاني من مستويات سوء التغذية ووفيات الأطفال بها من بين أعلى المعدلات في العالم.
واحتلت جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد وزامبيا أعلى المستويات من ناحية الجوع، في حين دخلت القائمة 7 دول "مثيرة للقلق" في شأن معدلات الجوع لديها وهي: هايتي ومدغشقر وسيراليون واليمن وأفغانستان وتيمور-الشرقية والنيجر.
وأوضح المؤشر خلال تقييمه للفترة من عام 2000 إلى 2016، أن 22 دولة شهدت تقدما ملحوظا، نجحت في الحد من عشرات المجاعات التي تعانيها بنسبة 50 في المئة أو أكثر. وعلى الرغم من هذا التقدم، 50 دولة لا تزال تعاني من مستويات خطيرة أو مثيرة للقلق من الجوع.
وقال شنغن فان، مدير عام المعهد الدولي IFPRI: "يجب على البلدان تسريع وتيرة الحد من الجوع وإلا سوف تفشل في الوصول إلى الهدف التالي من الأهداف الإنمائية المستدامة. ومن الممكن بالطبع إنهاء الجوع في العالم ولكن الأمر يتوقف علينا جميعا في تحديد الأولويات والتأكد من أن الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني يكرسون الوقت الكافي والموارد الضرورية لتحقيق هذا الهدف الهام".
شراكات جادة
وخلال حفل هذا العام يسلط برنامج الأغذية العالمي الضوء على الحاجة إلى إقامة شراكات جادة وبناءة بين حكومات وشركات ومؤسسات، لخلق الزخم المطلوب نحو تحقيق هدف القضاء التام على الجوع ورسم مستقبل أكثر إشراقاً لملايين من الأطفال.
وقالت إرثارين كازين، المدير التنفيذي للبرنامج: "يمكننا أن نقضي على الجوع في حياتنا. يمكننا أن نبني عالماً يحصل فيه كل إنسان في كل مكان على طعام مغذٍ- إذا عملنا معاً كشركاء."
وأضافت: "سواء كانت في إطار العمل الإنساني أو التنموي، ينبغي أن تكون الشراكات جادة واستراتيجية ومبتكرة، ويتم قياسها بمدى تغييرها لحياة الأشخاص الأكثر احتياجاً في العالم."
ويلعب الابتكار دوراً أساسياً في ضمان أن تقوم الشراكات بتحفيز ودفع عجلة التغيير، في حين تقوم أيضاً باستقطاب الناس العاديين في جميع أنحاء العالم لاتخاذ إجراءات لمكافحة الجوع.
تطبيق شارك بـ"وجبة"
وأضافت كازين، إلى أن جزء كبير من عمل برنامج الأغذية العالمي يكون في حالات الطوارئ، التي تحدث في كثير من الأحيان بسبب النزاعات، مثل الأزمات الحالية في سوريا والعراق وجنوب السودان واليمن حيث يحتاج الملايين من الناس إلى مساعدات منقذة للحياة.
وأكدت أن الهدف الحالي لتطبيق "شارك بوجبة" ShareTheMeal هو توفير وجبات مدرسية لمدة عام كامل إلى 58000 من أطفال المدارس في زومبا، وهي منطقة في جنوب مالاوي تضررت من الجفاف وتعاني من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي.
وبمناسبة يوم الغذاء العالمي لعام 2016، أضاف الموقع مميزات جديدة تسمح للمستخدمين بالاحتشاد حول مناسبات معينة عندما نجتمع ونتشارك الطعام - مثل حفلات الزفاف أو أعياد الميلاد - مشجعين العائلة والأصدقاء أن يكون لهم تأثير أكبر في مكافحة الجوع، معاً.
ودعم أسطورة كرة القدم وسفير برنامج الأغذية العالمي لمكافحة الجوع، كاكا، هو أول شريك من المشاهير يقوم بإنشاء فريقه الخاص، داعيا مستخدمين آخرين لتطبيق ShareTheMeal للانضمام إليه.
تحدي الجفاف وشح المياه للمنطقة العربية
قال عبدالسلام ولد أحمد الممثل الإقليمي للفاو، إن المنطقة العربية من أكثر المناطق جفافًا وشحًا في المياه على مستوى العالم، وهي معرضة بشكل خاص للتأثر بنتائج التغير المناخي.
وأضاف - خلال كلمته باحتفالية اليوم العالمي للغذاء بمصر، الأحد - أنه رغم الاستثمارات الهائلة في المياه المخصصة للاستخدام الزراعي، فإن حصة الفرد من المياه العذبة قد انخفضت بنسبة الثلثين خلال الأربعين عامًا الماضية، ومن المتوقع أن تنخفض بنسبة 50 % أخرى بحلول عام 2050، نتيجة للنمو السكاني السريع والضغوط التي تتمثل في زيادة استخدام المياه التي تؤثر في الكميات المتوافرة ونوعيتها.
أين مصر من الجوع
قال حسين جادين، ممثل منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" في مصر، إن مصر من الدول التي قطعت شوطاً كبيراً في تحقيق أهداف الألفية الإنمائية والتي تمثلت في تخفيض عدد السكان الذي يعانون من سوء التغذية بمعدل النصف.
وأوضح جادين، خلال كلمته في افتتاح فعاليات الاحتفال بيوم الغذاء العالمي، والذي نظمته وزارة الزراعة بقاعة المؤتمرات الكبرى بالعلاقات الزراعية الخارجية، أن هناك حاجة لبذل المزيد من الجهود للتغلب على التحديات الحالية والمستقبلية والتي يأتي تغير المناخ وندرة المياه في مقدمتها، مع وضع احتمالات بأن هذه العوامل قد تؤدي إلى انخفاض في المحاصيل الزراعية، والمياه، وبالتالي الإنتاج الزراعي، بشكل عام.
فيديو قد يعجبك: