كيف حصلت بريطانيا على التمثال الفرعوني "سخم كا".. ولماذا تعرضه للبيع؟
كتب – مصطفى المنشاوي ونسمة فرج:
أثار بيع متحف في مدينة "نورثهامبتو" البريطانية لتمثال "سخم كا" الفرعوني الذي يعود لـ 4 آلاف عام، لسيدة قطرية، حالة من الغضب من جانب الكثير من محبي الآثار.
وقال أسامة كرار، المنسق العام للجبهة الشعبية للدفاع عن الآثار، إنه تم رصد التمثال في صالة للمزادات وتم إبلاغ وزارة الآثار والخارجية لكي يتم وقف بيعه.
وأضاف كرار، في تصريحات خاصة لمصراوي، أنه "لا يمكننا ذلك لان التمثال لا يخضع لقانون إعادة الآثار" مشيرا إلى أن هناك أميرة قطرية دفعت فيه ما يقارب ١٤ مليون جنيه استرليني.
وتابع كرار، أن الحكومة الإنجليزية أعطت مصر 6 شهور لمحاولة اعادته لمصر أو شراؤه.
ومن جانبها أوضحت وزارة الآثار أنها تدخلت لمنع بيعه العام الماضي بعدما رصدت من خلال متابعتها لمواقع الاتجار الإلكتروني عبر الانترنت قيام متحف نورث هامبتون بالمملكة المتحدة بعرض تمثال (سخم كا) للبيع، والترويج له من خلال صالة كريستي للمزادات.
وأضافت الوزارة، أنها تواجه مشكلة في استرداد بعض القطع الأثرية من الخارج بسبب عدم قدرة الآثار على إثبات ملكية بعض القطع الأثرية التي خرجت من مصر بطرق غير شرعية، أو خرجت من البلاد قبل صدور اتفاقية اليونسكو لعام 1970 والخاصة بحظر ومنع استيراد وتصدير ونقل ملكية الممتلكات الثقافية، وقانون حماية الآثار المصري 1983.
وأوضحت الوزارة، أن اتفاقية اليونسكو الخاصة بحظر استيراد وتصدير ونقل ملكيات الممتلكات الثقافية بطرق غير مشروعة صدرت عام 1970، ولا تُطبَّق بأثر رجعي ولا يمكن استخدامها لتسوية نزاعات سابقة عليها.
وتابعت الوزارة، في بيان أصدرته في وقت سابق أن صالة كريستي في لندن قامت بعرض التمثال للبيع في مزاد 10 يوليو 2014؛ لأنه ملك عائلة ماركيز المدينة، وصدر قرار لوزير الثقافة والفنون البريطاني بوقف إصدار رخصة وتصدير التمثال خارج المملكة المتحدة، حيث أن حائز التمثال الحالي يقيم خارج المملكة المتحدة؛ وذلك لإتاحة الفرصة أمام أحد المتاحف في بريطانيا لشراء التمثال بنفس قيمة شرائه أو أكثر.
ومن جانبها أصدرت وزارة السياحة المصرية، بيان رسمي تدين وتستنكر موقف الحكومة البريطانية في قرارها ببيع التمثال، مضيفا أن هذا يعتبر مخالفا لكافة الأعراف والمواثيق الدولية الخاصة بالحفاظ على التراث المصري والفرعوني والعالمي.
حيث أصدرت وزارة السياحة المصرية، بيان رسمي تدين وتستنكر موقف الحكومة البريطانية في قرارها ببيع التمثال، مضيفا أن هذا يعتبر مخالفا لكافة الأعراف والمواثيق الدولية الخاصة بالحفاظ على التراث المصري والفرعوني والعالمي.
كما دشنت وزارة السياحة حملة لوقف بيع التمثال الفرعوني "سخم كا" فى المزاد وذلك في إطار حرص الدولة المصرية على الحفاظ على التراث الحضاري المصري والعالمي.
خرج التمثال "سخم كا" من مصر عام 1850 إلى إنجلترا، بعد أن تم اهداؤه الى بريطانية من قبل "لورد هاينتون" الذي زار مصر في هذا التوقيت واستطاع الحصول عليه، وعقب ذلك قام بنقله الي بريطانيا بعد أن وافق علي عرضه او بيعه للمتحف البريطاني .
وفي عام 2012 اتفق ورثه "لورد هاينتون" مع إدارة المتحف علي بيعه وتقسيم المقابل المادي مناصفه لتطوير المتحف، وبعد ذلك الحين عرضت إدارة المتحف البريطاني التمثال للبيع، لعمل توسعات في محيطه.
في سياق مواز نظم المصريين المتواجدين في "لندن" وقفة احتجاجية لمنع بيع التمثال، مشيرة إلى أن التمثال سيتم بيعه بـ16 مليون جنيه إسترليني.
يذكر أن تمثال سخم كا مصنوع من الحجر الجيري ويبلغ ارتفاعه 75 سم، تم بيعه مؤخرًا في أحد المزادات الأجنبية، خرج من مصر في منتصف القرن الـ19 وبالتحديد عام 1866 بطريقة شرعية حيث لم تكن هناك كيانات معنية بالحفاظ على الآثار، وكانت تجارتها وتصديرها خارج البلاد مشروعة.
فيديو قد يعجبك: