امتحانات الثانوية العامة بين حيل الطلاب واجراءات الوزارة .. ووسيلة جديدة للغش هذا العام
كتبت-ياسمين محمد:
في ليلة امتحانات الثانوية العامة، هناك طالب يراجع ما تبقى له من دروس، وآخر يبحث في أسئلة المراجعة النهائية، وثالث يقرر الاسترخاء من أجل صفاء ذهنه، ورابع يفكر في وسيلة غير تقليدية للغش.
حكاية كل عام، الغش بالامتحانات، فعلى مدار الأعوام السابقة، نجد الطلاب يتفننون في أفكار جديدة للغش، ومن جانبها، تقوم وزارة التربية والتعليم بخلق فكرة أخرى مناهضة لأفكار الغش، من أجل تحقيق مبدأ تكافؤ الفرض بين الطلاب.
إلا أنه خلال السنوات الثلاث الماضية، حدثت طفرة كبيرة في أساليب الغش بين طلاب المدارس، وأصبح الطالب لا يبحث عن الغش من اجل الحصول على درجة أو اكثر بقليل، لكنه بات يبحث عن وسيلة تضمن له الامتحان كاملاً، وساعده على ذلك التطور التكنولوجي الذي حدث لتقنية الهواتف المحمولة، حيث أصبحوا قادرين على الحصول على الاجوبة فور دخولهم الامتحان، ولكن إذا تمكنوا من الدخول باصطحاب الهاتف.
ومع تطور الهواتف، وظهور الـI phone، واتصاله بشبكات الانترنت، أصبحت المهمة أكثر صعوبة على وزارة التربية والتعليم، في محاولاتها الجاهدة لمنع الغش باللجان.
كل عام تظهر فكرة جديدة للغش، فكانت فكرة العام الماضي، أن يقوم طالب، بأحد اللجان النائية، بتصوير ورقة الامتحان، وإرسالها إلى صفحات التواصل الاجتماعي. فقط عليه أن يدوس على زر الإرسال، لتصبح ورقة الأسئلة بإجاباتها على مواقع التواصل الاجتماعي كافة، بين غمضة عين وانتباهها.
أما هذا العام، فابتكرت صفحة من صفحات الغش الالكتروني على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" وهي صفحة "شاو مينج بيغشش ثانوية عامة"، وسيلة جديدة للغش تتناسب والتطور الهائل في تقنيات الهواتف المحمولة، وكذلك انتشارها بين الطلاب.
وتتمثل هذه الوسيلة في application، أو تطبيق الكتروني، يستطيع الطالب تحميله على هاتفه، ليجد نفسه أمام خمسة نوافذ، باسماء "فيس بوك – تويتر – اسنتجرام"، وذلك للتواصل مع الصفحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ونافذة اخرى بعنوان "live chat"، ليتواصل من خلالها الطلاب أثناء الامتحانات، والنافذة الاخيرة بعنوان "تسريب"، وهي النافذة التي تنشر من خلالها صفحة "شاو مينج" إجابات الاسئلة.
ليست صفحة "شاو مينج" فقط من تقوم بنشر الامتحانات، ولكن أيضاً صفحات "عبيلو واديلو –غشاشون فدائيون – بالغش اتجمعنا".
الغريب في الأمر، أن مسئولو تلك الصفحات لا يشعرون بأن ما يفعلوه بنشر أسئلة وإجابات امتحانات الثانوية العامة خطأ جسيم، يؤدي إلى ضياع الحقوق، وغياب مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب، ولكنهم يتيقنون من أن ما يفعلوه يعد محاربة للفساد، ففي اعتقادهم أنهم يستطيعون مكافحة فساد وزارة التربية والتعليم، وترهل المناهج الدراسية، وارتباط أحلام الطلاب ومستقبلهم بدرجات الثانوية العامة، بفساد آخر وهو تمكين الطلاب من الغش، على رغم أن القاعدة تقوم " ما بني على باطل فهو باطل".
لم تقتصر صفحات الغش الالكتروني، على نشر امتحانات الثانوية العامة، ولكنها توسعت فنشرت امتحانات الدبلومات الفنية، والثانوية الأزهرية التي بدأت منذ أسبوع.
ويمكن لوزارة التريبة والتعليم الاستفادة مما قام به قطاع المعاهد الأزهرية عند نشر أسئلة الامتحانات، ففي تمام الساعة التاسعة صباحاً تقوم غرفة عمليات الأزهر بعمل حملة "تبليغ" عن صفحات الغش الالكتروني، بما يعطلها عن العمل ولا يتمكن مسئولو تلك الصفحات من نشر أوراق الاسئلة، حتى إذا حصلوا عليها قبل بدء الامتحان، وبالتالي لا يتمكنوا من نشر الاجابات، وهو ما حدث بامتحان اللغة الانجليزية بالثانوية الأزهرية.
إلى جانب ذللك يمكن لوزارة التربية والتعليم، تشديد الرقابة على المدارس بالمحافظات النائية، فأوراق الأسئلة لا تخرج من القاهرة أو الجيزة أو محافظات القاهرة الكبرى.
وقد اتخذت الوزارة العديد من الإجراءات محاولة منها لمنع الغش الالكتروني، تتمثل في تشديد عقوبات الغش، فالطالب الذي يضبط مصطحباً هاتفه المحمول داخل اللجنة، تلغى له لمادة، وربما تلغى له جميع المواد، وفقاً لأحكام القرار الوزاري رقم 500 لسنة 2014.
ولأول مرة هذا العام، يوقع أولياء الأمور على إقرار بعدم اصطحاب ابنائهم لهواتفهم المحمولة داخل اللجان، كما تقدم محمد سعد رئيس عام امتحانات الثانوية العامة ببلاغ للمستشار هشام بركات النائب العام، باسماء 15 صفحة من صفحات الغش الالكتروني، لاتخاذ الاجراءات اللازمة ضدهم.
كما تم تعيين مسئول بكل لجنة، مهمته التواصل مع غرفة العمليات الرئيسية بديوان عام الوزارة، في حالة ضبط أي حالة من حالات الغش الالكتروني، وسيتم رئيس اللجنة والملاحظين الذين سيتم ضبط حالة غش بلجنتهم، إلى التحقيق.
كما سيتم تفتيش الطلاب بدءً من الساعة الثامنة والنصف صباحاً، داخل أفنية المدارس، باستخدام العصا الالكترونية.
ساعات قليلة تفصلنا عن امتحانات الثانوية العامة، التي ستوضح من المنتصر، إجراءات وزارة التربية والتعليم المشددة حيال الغش الالكتروني، أم حيل الطلاب التي لا تنتهي.
فيديو قد يعجبك: