إعلان

باحث أمريكي: منهج الإخوان وازدواجية خطاباتها أفقدها للمصداقية على الساحة الدولية

02:38 م الجمعة 12 يونيو 2015

المحلل السياسى الأمريكي إريك تريجر

القاهرة - (أ ش أ)

أظهر المنهج الذي تتبعه جماعة الإخوان الإرهابية القائم على الازدواجية في الخطاب والتناقض الشديد في ردود الفعل والرسائل الإعلامية التي توجهها للعالم الغربي ، إفتقادها للمصداقية على الساحة الدولية ، وأفقدها كذلك تعاطف الرأى العالم العالمى ، الذي أصبح على ثقة تامة بأن تلك الجماعة الإرهابية تستخدم منهج قائم على الإزدواجية والكذب والإدعاءات الباطلة.

وأكد المحلل السياسى الأمريكي إريك تريجر فى تحليله بشكل مفصل لخطاب الإخوان، على أن تلك الجماعة تعتمد على أسلوب الإزدواجية في خطاباتها الصادرة باللغتين العربية والإنجليزية، حيث دعت الجماعة فى خطابها باللغة العربية إلى تبنى العنف والانتقال إلى مرحلة جديدة من حمل السلاح ضد الدولة ، بينما تبنى خطاب الجماعة باللغة الانجليزية دعوة للتصالح ونبذ العنف ، فى محاولة لتجميل صورتها خارجياً ومحاولة لاكتساب تعاطف دولى حتى وإن كان تحت غطاء الكذب والتضليل.

وأشار الى أن الموقع الإلكتروني للجماعة باللغة الإنجليزية مختلف عن الموقع باللغة العربية سواء من حيث الموضوعات التي يتم تناولها أو الصور التي يتم وضعها على الموقعين، فالجماعة على دراية كاملة بالموضوعات التي تثير إهتمام العالم الغربي خاصة فيما يتعلق بموضوع الحقوق والحريات وحرية العقيدة وإحترام الأقباط والمرأة وحقوقهم وغيرها من الموضوعات ، فضلاً عن إختلاف الشعار بين الموقعين ، حيث أن شعار جماعة الإخوان على الموقع باللغة العربية "السيفين وكلمة وأعدوا"، وهو ما يختلف تماماً عن الموقع باللغة الإنجليزية الذي لا يحمل هذا الشعار ومكتوب عليه كلمة Ikhwanweb .

ونوه الباحث الأمريكي إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية مارست بالفعل ولعدة سنوات، بما فى ذلك خلال فترة رئاسة محمد مرسى، العنف والإرهاب والترويع ضد المواطنين ، حين قاموا بتعذيب وقتل المتظاهرين أمام القصر الرئاسى ، كما دأبوا على مهاجمة رجال الأمن والممتلكات العامة.

ويتضح مما قاله الكاتب الأمريكي أن إعلان الجهاد من قبل الإخوان هو تحول فى الخطاب خاصة حينما قالوا في بيانهم: "فعلى الجميع أن يدرك أننا بصدد مرحلة جديدة ، نستدعى فيها ما كمن من قوتنا ، ونستحضر فيها معانى الجهاد ، ونهيئ أنفسنا وزوجاتنا وأولادنا وبناتنا ومن سار على دربنا لجهاد طويل لا هوادة معه ، ونطلب فيها منازل الشهداء".

وبالفعل تبذل جماعة الإخوان الإرهابية قصارى الجهد سواء من خلال تعيين مجموعة من الأفراد يتولون مسئولية تشويه صورة مصر في الخارج ومخاطبة الغرب بلغتهم لكسب تعاطفهم ، أو من خلال تكثيف زياراتها وجولاتها بالخارج لإثبات أن ما تتعرض له مصر من أعمال متطرفة ليس للجماعة اي علاقة بها ،. ومما لاشك فيه أن هذا الخطاب الممنهج واللغة المستخدمة حاول كسب تعاطف بعض الدول ، خاصة أن الجماعة الإرهابية تدعي إحترامها لحقوق الإنسان والديمقراطية وتنفى علاقاتها بما تطلق عليه مجموعة "العقاب الثورى" أو "المقاومة الشعبية" أو غيرها من العناصر والأفراد التابعين لها، وتقوم من جانب آخر وعلى النقيض تماماً بإرتكاب أعمال إرهابية موجهة ضد أفراد بعينهم حيث تستهدف بالدرجة الأولى وبشكل مباشر رجال الجيش والشرطة والقضاة، بالإضافة إلى إرتكاب أعمال تخريبية ضد المرافق الحيوية في البلاد.

ولكن من يتابع تاريخ الإخوان سواء على الساحة الدينية أو السياسية يعلم بإن تلك الإزدواجية في الخطاب ليست بجديدة على التنظيم وذلك حتى لا تتخذ دول العالم مواقف ضدها، فالجماعة بالفعل تسمح وتبارك العنف والتدمير والإساءة وإراقة الدماء ، وتتعامل بتناقض شديد مع الأحداث ، فهم يدمرون مصر ويستهدفون جميع مؤسساتها ثم يذهبون إلى العالم الغربى ليوجهوا رسالة بأنهم ليسوا من فعل ذلك ، ووفقاً لطارق أبو السعد ، القيادى السابق بالإخوان، "أن الجماعة تستخدم دائما منهج مغازلة الغرب كى تستقطبهم فى مساعدة الجماعة للعودة للحياة السياسية من جديد ، لافتا أن خطتها فشلت حتى الآن ، وأضاف أن الجماعة تتبرأ من بعض الحلفاء الإسلاميين فى الخارج كى توجه رسائل للغرب بأن ليس لها علاقة بالجماعات الجهادية ، لكنها فى نفس الوقت تستخدم تلك الحركات لتحقيق أهدافها".

كما تستغل جماعة الإخوان الإرهابية كافة الوسائل والطرق لمخاطبة العالم الغربي بلغة تختلف عن تلك التي تستخدمها سواء على الساحة الداخلية أو في محيط الوطن العربي ، فهذا الخطاب المزدوج هو وسيلتها الذي تلجئ إليها في محاولة بائسة منها لاستقطاب الغرب أو الدول المؤيدة لتلك التنظيمات المتطرفة لاستغلال الخطاب الدينى المتطرف لتحقيق أهداف تخدم جماعات وأشخاص بعينهم.

فمنذ أن خرج الشعب المصري في ثورة الثلاثين من يونيو للمطالبة بعزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، الذي وصل للحكم فقط لخدمة أهداف جماعته والعمل على نشر العنف والتطرف في البلاد وإتباعه هو وجماعته لأساليب إقصائية لتهديد أمن المواطن المصري البسيط والأمن القومي المصري ، وكذلك اتباعهم لأسلوب سياسي إستعلائي، تقوم الجماعة الإرهابية بمحاولات حثيثة لإستعطاف العالم الغربي وتقوم بحملة ممنهجة لتشويه الواقع المصري ونقل صورة خاطئة لما يحدث في البلاد، فهي تظهر نفسها في موقع الضحية وتقوم بإصدار بيانات توجهها للعالم الغربي حيث تدين باللغة الإنجليزية الأحداث الإرهابية التي تقع في مصر من جانب ، مثل إدانة حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي للجماعة الإرهابية لحادث الأقصر الإرهابي الذي وقع مؤخراً ، وتضع نفسها كذلك في موقع المظلوم الذي تعتدي الدولة والشعب المصري على حقوقه من جانب آخر.

ففي حين تحتفي الجماعة بأعمال العنف فى مصر وترحب بتلك الأعمال بإعتبارها حققت نصراً على العدو الأول لها بل وتقوم بإصدار بيان "نداء الكنانة" الذي يحرض علي القتل باعتباره واجبا شرعيا ، توجه رسائلها للغرب بإنها تم التجني عليها وتؤكد عدم صلتها بالجماعات التي تقوم بتلك الأعمال وتعرب كذلك عن رفضها لتلك الأعمال التي تستهدف سواء المواطنين المصريين أو رجال الجيش والشرطة والقضاء!!!! فهذا التناقض الواضح والإزدواجية في الخطاب دفع عدد من الدول الغربية وخاصة الأوروبية إلى متابعة البيانات الصادرة عن تلك الجماعة الإرهابية لكي تتفهم وتتأكد من أن جماعة الإخوان متورطة بشكل أساسي ومسئولة عن الأعمال الإرهابية التي ترتكب في البلاد في ظل تبنيهم تلك الجماعة خطاب قائم على العنف والتحريض.

كما قامت الجماعة من جانب آخر باستخدام النساء والأطفال وكبار السن للمتاجرة بهم، فالجماعة بلجوئها لمثل تلك التحركات أثبتت بالفعل إنها لم تكن بهذا الوضوح من قبل فى اختيارها لنهج العنف. وهو ما يضع المتعاطفين معها فى موقف حرج للغاية. هذا بالإضافة إلى متاجرتهم بالدين وإستخدامه لتحقيق أغراضهم البغيضة ، خاصة حينما قالوا في تحريض واضح وصريح في بيان الكنانة الذي صدر الشهر الماضي: "إن الحكام والقضاة والضباط والجنود والمفتين والإعلاميين والسياسيين، وكل من يَثْبُتُ يقينًا اشتراكُهم ، ولو بالتحريض ، في انتهاك الأعراض وسفك الدماء البريئة وإزهاق الأرواح بغير حق .. حكمهم في الشرع أنهم قتَلةٌ ، تسري عليهم أحكام القاتل ، ويجب القصاص منهم بضوابطه الشرعية ، والله تعالى يقول: "مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا". [سورة المائدة: 32].

كما أشارت جريدة "الجارديان" البريطانية أن جماعة الإخوان المسلمين أتقنت فن ازدواجية الخطاب، حيث تخاطب الغرب بلغة الديمقراطية وحقوق الإنسان، بينما تخاطب الجماهير من الفقراء بلغة الجهاد والكراهية من أجل إشعال الحماسة..

فتاريخ تلك الجماعة الإرهابية ملئ بالفعل ولديها يجب حافل بالعنف والتطرف والإرهاب، فعلى الرغم من أن الدين الإسلامى يدعو إلى السلم (يا أيها الذين آمنوا ادعوا إلى السلم كافة) (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) (وما أرسلناك إلا رحمة للعاملين)، فالإخوان يتطلعون بشتى الطرق إلى شن حملة إعلامية عاطفية لتحقيق مصالحهم الشخصية وأملاً في عودة دولة الخلافة الإسلامية.

وفي ذكرى ثورة 25 يناير هذا العام ، أصدرت الجماعة بياناً على موقعها باللغة العربية تحت عنوان "وأعدوا" حرضت فيه أنصارها وأتباعها على استخدام العنف مطالبة أنصارها بالجهاد ، وقالت أن من يقدم على تلك الأعمال ويموت فإنه يعد في منزلة الشهداء ، ومشددة على أنهم لن يحققوا أهدافهم سوى من خلال اللجوء إلى العنف " حيث إن "الحرية لا توهب ولكنها تُنْتَزع انتزاعًا بالقوة" وفقاً للبيان. وقامت على الموقع باللغة العربية بتمجيد الأعمال الإرهابية والاغتيالات السياسية التي كانت تتم أثناء مؤسس الجماعة حسن البنا وقوله: "أن الإخوان سيستخدمون القوة العملية حيث لا يجدى غيرها" ، "ونحن نعلم أن أول درجة من درجات القوة قوة العقيدة والإيمان ، ثم يلى ذلك قوة الوحدة والارتباط ، ثم بعدهما قوة الساعد والسلاح ، ولا يصحّ أن توصف جماعة بالقوة ، حتى تتوفر لها هذه المعانى جميعًا ، وأنها إذا استخدمت قوة الساعد والسلاح وهى مفككة الأوصال ، مضطربة النظام ، أو ضعيفة العقيدة خامدة الإيمان ، فسيكون مصيرها الفناء والهلاك".

واختتمت الجماعة بيانها قائلة: "فعلى الجميع أن يدرك أننا بصدد مرحلة جديدة، نستدعى فيها ما كمن من قوتنا، ونستحضر فيها معانى الجهاد ، ونهيئ أنفسنا وزوجاتنا وأولادنا وبناتنا ومن سار على دربنا لجهاد طويل لا هوادة معه، ونطلب فيها منازل الشهداء".

ومن جانب آخر ، أصدر موقعهم باللغة الإنجليزية بيانًا حذر فيه أفراد الإخوان الذين سيلجأون لاستخدام العنف بالفصل من الجماعة ، وبثت في المقابل بيانًا على موقعها أكدت فيه "الإخوان تكرر التزامها بعدم اللجوء إلى العنف" ، وقالت: "هؤلاء الذين ينتمون لجماعة الإخوان لابد أن يتبنوا توجهها السلمى ومسارها غير العنيف لكن إذا دعوا إلى خط مختلف من العمل ووضعوا لأنفسهم مسار يختلف عن التوجه الذى أعلنته الجماعة فانهم لا يصبحوا من الإخوان والجماعة لا تقبلهم ولا يهم ما يقولونه أو يفعلونه".

وختاما ، فأن الأسلوب الممنهج والتنظيمي الذي يتبعه تنظيم الإخوان الإرهابي قائم على تكتيك وإستراتيجية على درجة عالية من الدقة في التحرك ففى حين يمارس أنصار الجماعة العنف والترويع وسلسلة التفجيرات في مختلف أنحاء البلاد ويعلن أنصار الجماعة وأتباعها عن تبنيهم لتلك الأعمال التخريبية ، يخرج خطاب آخر للعالم الغربي تدعي فيه الجماعة إلتزامها بالسلمية!!! ولكن من المؤكد أن العالم الغربي بات في موقف حرج يستوجب توقفه عن الإنصات لتلك الأكاذيب التي تروجها الجماعة ، وعلى الدول الغربية المضي قدماً نحو احترام إرادة الشعب المصري والتعاون مع مصر في المرحلة المقبلة لما تشكله مصر من أهمية على الساحتين الإقليمية والدولية، ولما يشكله شعبها العظيم من ثروة للإنسانية والبشرية على مدار العصور.

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان