في ذكراه الأربعين.. رفقاء "الخال الأبنودي" يتحدثون عنه
كتبت – نسمة فرج:
يسير وخلفه تراكم حضاري جمعه على مدار 30 عامًا، تمسك بلغته الصعيدية، رفض الكتابة بالفصحى، تواضع لقارئه، فأصبح ولي من أولياء الشعرالصالحين، وفي ذكرى الأربعين للخال الأبنودي نرصد ما قاله رفقاء دربه عن أجمل لحظات شبابه، وأطرف الذكريات معهم.
لا ينسى الروائي الكبير بهاء طاهر، أنه ظل البعض لفترة طويلة يخلط بينه وبين الأبنودي في الشبه، فيتحدثون إليه علي أنه بهاء طاهر، مضيفًا "يستمعون إليّ اعتقادا منهم أنني الأبنودي، حتي أن رئيس الإذاعة السابق عبد الرحمن الحديدي كلما التقيت به يقول لي: إزيك يا عبد الرحمن، وفشلنا في إقناعه بعكس ذلك".
وأكد طاهر، أن ليس فقط الشبة الكبير الذي جمع بينهم، ولكن المودة وصداقة العمر الصافية، فهم لم يختلفوا مرة واحدة لذلك يحتل الأبنودي مكانة كبير في قلب صديق عمره.
ولكن ما أحزن طاهر، هو عدم مشاركته في وادع الخال بسبب مرضه لأنه لم يعد قادرًا على المشي ولكن كتب عنه "ميدان الأبنودي الباقي" في إحدى الصحف القومية قبل وفاته، وتحدث عنه في أحد روايته.
ويقول الدكتور فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق، "لا انسى وقوفه بجانبي أثناء تقديمي الاستقالة، وقام الأبنودي بتوقيع مذكرة عليها إمضاء 400 من الأدباء، لكي اتراجع عنها"
وأكد حسني، أن الأبنودي شخصية لا تعوض فهو شاعر حقيقي، كما أنه من أعز أصدقائه والأقرب إلى قلبه، مشيرًا إلى أن "الخال" كان رجل وطني محارب متعلق بالناس.
أما الروائي جمال الغيطاني، فأكد كون الخال رفيقا لدربه ومستودع لأسراره، عندما كان يرافقه إلى المغرب ويمشي في الشوارع، كان بالنسبة للمغاربة مثل الأولياء الصالحين وعندما يسافر إلى تونس كان تونسي أكثر من التونسيين نفسهم- على حد تعبيره.
وصف الكاتب الصحفي، محمد توفيق، مؤلف كتاب "الخال" الذي يتناول السيرة الذاتية، للأبنودي، قائلا: "هذا هو الخال كما عرفته، مزيج بين الصراحة الشديدة والغموض الجميل، بين الفن والفلسفة، بين غاية التعقيد وقمة البساطة، بين مكر الفلاح وشهامة الصعيدي، بين ثقافة المفكرين وطيبة البسطاء، هو السهل الممتنع، الذي ظن البعض - وبعض الظن إثم - أن تقليده سهل وتكراره ممكن".
وقال توفيق، إن من دخل بيت الأبنودي عرف لماذا أطلق عليه لقب "الخال" لأنه كريم بطبعه يحبه الجميع وباب منزله مفتوح أمام الجميع.
فيديو قد يعجبك: