إعلان

طبيب نفسي يحلل ظاهرة "الألتراس" من البداية إلى الحظر

06:46 م الأحد 17 مايو 2015

شباب الألتراس

كتبت- نيرة الشريف:

"الولاد دول أخدوا عدة صدمات نفسية خلال السنوات السابقة، كان من المفترض أن يتم علاجهم بعدها، صدمة إنهم كانوا أمام الموت يفصلهم عنه لحظات، وصدمة إنهم يرون أصدقائهم يموتون أمام أعينهم، وهي صدمة نفسية عميقة، ولا أحد منّا يشعر بالحزن والغضب الذي اعتمل فيهم طوال السنوات الماضية." هكذا بدأ دكتور أحمد عبد الله، أستاذ الطب النفسي بجامعة الزقازيق وخبير مشكلات الشباب والأسرة عن ظاهرة شباب الألتراس.

ويضيف قائلا "ربما كان الأهم هو أن نسمعهم دون أن نطلب منهم أن يهدئوا ويلتزموا الصمت، نسمعهم ونحاول مشاركتهم في الإحساس بألمهم، نحن ظلمناهم بالأكليشيهات الجاهزة التي نحكم بها علي كل أمورنا تقريبا، والأكليشهات دي تجعلنا ننظر إلي الأمور بشكل قاصر ونحكم عليها بشكل قاصر."

يتحدث دكتور أحمد عن نشأة الألتراس في مصر قائلا "الشباب يحتاج إلي تجمعات وروابط تربطه بغيره ويقوم فيها بأنشطة مختلفة، فهو لحد كبير يهتم بفكرة "الشلّة" والأصدقاء الكثيرين، وهو أمر غير متوافر لدينا، فنحن لا يوجد لدينا نشاط جماعي يُذكر، كما يحتاج الشباب لأن يكون ملتف حول فكرة أو قضية ما، وهو ما لا يتوافر لدينا أيضا، فالكبار دائما ما يتبعون سياسة "دعونا نعمل في صمت" ولا يدعون مجالا لأحد لكي يشارك أصلا، هذا بخلاف أن كل التيارات والاتجاهات تقريبا تعجز عن مخاطبة الشباب بلغته، فحقق لهم الألتراس كل هذا، وأصبح شباب الألتراس يتعامل مع هذا الكيان علي إنه كيان هام جدا بالنسبة له، يحبه ويحافظ عليه، ويفديه بحياته لو لزم الأمر."

"كان نشاط الألتراس في مصر مقصور على كونهم مشجعين كرويين، إلي أن حدثت النقلة في ثورة يناير، فالثورة أتت بنماذج جديدة من الشباب غير الشباب المسيس المؤدلج الذي اعتدنا رؤيته، فشارك في الثورة شبابا يشاركون في مظاهرة للمرة الأولي، من بينهم شباب الألتراس الذين استهوتهم تلك الفكرة التي تستهويهم دوما، بأنه لا مصلحة في الأمر سوي المصلحة العامة، فشاركوا بشكل عفوي بدا للجميع شكل مدروس ومنظم."

وعن التوتر الذي انتاب العلاقة بين الألتراس والداخلية يقول "بعد الثورة تعاملت الداخلية كأن لها ثأرا مع الـ80 مليون مواطن، اتضح هذا في غياب الأمن، وعدم تواجد رجال الشرطة لفترة طويلة عاني الناس خلالها من انتشار المجرمين والبلطجية، لكنه كان أمر سري علي الجميع، ولم يكن هناك أمام الداخلية فئة مستهدفة بدرجة أكثر من غيرها في العداوة، لكن العداوة زادت أكثر مع الألتراس، ربما لعدم خبرتهم أو للعفوية والبراءة والسذاجة التي تحركهم، فالأولتراس هم الجماعة التي ظهرت أمام الداخلية بموقف المتحدي طوال الوقت، كما أن الألتراس الأهلاوي ربما أكثر تعصبا من غيره لأنه يشعر انه يشجع كيان قاهر لا يُهزم هو النادي الأهلي، وهي الصورة التي يصدرها النادي عن نفسه طوال الوقت، وهي كلها أمور كانت تنذر بحدوث كارثة مثل مذبحة بورسعيد، خاصة إذا أضفنا إليها الطرف الثالث البورسعيدي وهو الطرف المضطهد من السلطة طوال الوقت."

ويختتم دكتور أحمد كلامه قائلا "الولاد دول عندهم طاقة جبارة غير مستغلة، ومن المؤكد أن هذه الطاقة ستظل تتخبط في الطرق المخطئة إلي أن يتم توجيهها، ولم يكن الحل الأمثل للتعامل معهم أبدا هو حظرهم وكبت نشاطهم."

يذكر أن قضت محكمة مستأنف القاهرة للأمور المستعجلة أمس السبت، بحظر روابط الأولتراس على مستوى الجمهورية واعتبارها "جماعات إرهابية".

صدر الحكم برئاسة المستشار أسامة صبري، وعضوية وليد عبد الباقي، وأحمد عزيز، وأمين السر حسن القرني.

وكانت محكمة أول درجة للأمور المستعجلة قضت في دعوى رئيس نادي الزمالك، التي يطالب فيها بإدراج روابط الأولتراس جماعة إرهابية وحظر نشاطها بعدم الاختصاص، فتقدم رئيس النادي باستئناف على حكم عدم الاختصاص.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان