إعلان

في يوم السعادة.. المصريون من أتعس الشعوب بـ"إرداتهم"

09:10 م الجمعة 20 مارس 2015

الأمم المتحدة

كتبت - نورا ممدوح :

في اليوم الذي يحتفل به العالم بطرق متنوعة إعلاءً للأهمية السعادة في الحياة وتقديراً لها، يمر هذا اليوم مرور الكرام على المواطن المصري، الذي يفتقد لمعنى السعادة الحقيقي، فينشغل باله بالبحث عن قوت يومه أو ما قد يراه أكثر اهمية للتفكير به، ولا يهمه السعي من أجل الحصول على جرعة ضئيلة من السعادة.

20مارس، هو اليوم الذي اعتمدته الأمم المتحدة في دورتها السادسة والستين "يوم السعادة العالمي"، ووفقا لما قاله الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، فإن العالم بحاجة إلى نموذج اقتصادي جديد يحقق التكافؤ بين دعائم الاقتصاد الثلاث، " التنمية المستدامة والرفاهية المادية والاجتماعية وسلامة الفرد والبيئة"، يصب في تعريف ماهية السعادة العالمية.

يعيش المواطن المصري حياة روتينية، يستسلم لملامحها التي اعتاد عليها، فلا يحاول الخروج عن المألوف لكسر حاجز الرتابة والتكرار الذي يُعيد عليه نفس مشاهد حياته يومياً، حيث يقول الدكتور أحمد عبدالله، استاذ الطب النفسي بجامعة الزقازيق، إن  "المصريين أقرب إلى البؤس والنكد وعدم الاستمتاع وليس لديهم فهم للمتعة البسيطة، فينظرون إلى ما ليس لديهم على سبيل المثال للشعور بالنكد، احنا عندنا في البؤس مواويل".

وعما يدفع المصريين لهذا البؤس، يضيف الدكتور عبدالله، " لدينا بنية تحتية عميقة للبؤس ومهمها اتيحت لنا فرصة للشعور بالسعادة فإن البنية التحتية تُعيدنا مرة اخرى للشعور بالبؤس، والمصريين من اتعس الناس بإديهم وإرادتهم".

لا يتوقف الشعور بالسعادة على الحالة المادية أو ظروف البلد أو ما يعيشه الفرد، ولكن السعادة قرار داخلي، وهو ما يتحدث عنه دكتور عبدالله " فهناك علاقة وثيقة بين البؤس والمواطن المصري في أي زمان ومكان، إلا من يرغب في تخطي ذلك، فقد يكون الفرد لديه مسببات عديدة للسعادة إلا أنه يصر على الاستمرار في النكد، وهذا ما يسمى بالحماقة لأننا بذلك نكون أعداء لأنفسنا، على سبيل المثال عندما يضحك الشعب المصري فيقول خير اللهم اجعله خير".

" هناك جدل على السعادة في العالم فيما يتعلق بالاختلاف حول ارتباط السعادة بما أنا عليه أو بما املكه، أي أن السعادة تنحصر في ملكية الأشياء كالمناصب أو السيارة على سبيل المثال، أم هى ترتبط بالوعي والاهتمام بالنفس، فالإنسان بداخله بهجة خلقه الله بها ولكنه لا يسمح لها بالخروج أو الشعور بها لأنه يبحث عنها في الأشخاص أو الأشياء لذلك يستمر في البحث فتكون النتيجة أنه لا يشعر بها" يقولها أستاذ علم النفس الذي يؤكد أن المواطن المصري مُبرمج على ذلك الشعور حتى وإن كان يعيش في أي دولة في العالم، إلا إذا تحرر من ثقافته تماماً ليندمج مع حياة الأوربيين على سبيل المثال.

وسط كل ما يشعر به المواطن بالبؤس يكمن السر في الشعور بالسعادة في تغيير منظوره للحياة وطريقته فيها، ونظرته للمكان الذي يعيش فيه، والعالم الذي يحيط به بشكل كامل، ومحاولة الاستماع بما هو متاح وتغيير نظام البرمجة الداخلي الذي يمارسه المواطن دون أن يشعر فلا يوجد مسببات للسعادة بشكل محدد لأنها تختلف وفقاً لمقاييس عديدة ترجع أهمها لرغبة الفرد في إظهار السعادة التي تكمن بداخله.

في محاولة من دكتور عبدالله لإثبات أن السعادة لا تحتاج إلا لقرار ولا ترتبط بالظروف المادية أو المعيشية، يقول " الوسط الثقافي في مصر الآن يتم تنظيم به كم كبير من الفاعليات والمهرجانات والأمسيات التي يكون الكثير منها مجاناً، مما يمكن أي فرد من حضورها والخروج عن المألوف، لأن المصريين يعيشون في كآبة ونكد حتى في يوم الإجازة".

 يضرب أستاذ علم النفس مثلاً على أن السعادة تأتي عندما نتغلب على ما قد يكون سببا في شقائنا ، فيقول" كنت أتحدث مع سيدة صينية قائلًا أنتم معجزة واتحدث بانبهار،  إذا بها نظرت لي وظنت أني كائن فضائي وقالت نحن لسنا معجزة، فقط قررنا التغلب على  تعدادنا الكبير الذي قد يصل إلى مليار و200 مليون نسمة، وإذا لم نعمل من نار هنآكل بعض ولذلك أغلبنا يعمل 16 ساعة في اليوم، ولكن لنا يوم الإجازة ننفصل تمامًا عن الشغل ونقوم بعمل أي شئ جديد خارج المعتاد لنعيد طاقتنا مرة أخرى وكل منا وفقًا لمستواه المادي".

قد يلجأ البعض إلى وسائل غير مشروعة للهروب من مشاكلهم أو آلامهم بحثاً عن السعادة، على الرغم من وجودها بداخلهم، يُعقب الدكتور عبدالله، أن المصريين لديهم مشكلة احتقار الترفيه وذلك يرجع لبعض المفاهيم الخاطئة، التي ترتبط بالماديات، ولكن  المصريين لا يملكون الاستعداد لرؤية هذه الإمكانية لذلك فالترفيه منعدم، والنتيجة تكون هي اتجاه البعض لمسببات السعادة عن طريق المخدرات، لأنها تطلق هرمونات في الجسم والمخ تجعله لا يشعر بأي ألم او تعاسة وتمنحه البهجة التي يبحث عنها، لذلك فالمصريين من أكثر الشعوب استخداما ً للمكيفات والمخدرات".

فيديو قد يعجبك: