على الرغم من فض اعتصام الجامعة الألمانية.. صراع واتهامات بين الطلاب والادارة

كتب- أحمد لطفي:

بالرغم من اعلان طلاب الجامعة الألمانية، فض اعتصامهم الذي نظم للتنديد بمقتل الطالبة يارا طارق، عقب دهسها عن طريق الخطأ من أحد الأتوبيسات التابعة للجامعة، ألا أنه زاد الاحتقان بين الطلاب وادارة الجامعة، بعد اجتماعها أمس الأربعاء واستعرض أحداث الاعتصام والتظاهر ومحاولات تعطيل الامتحانات وممارسة الارهاب النفسي و الأدبي ضد الطلاب وايضا التعدي علي بعض الزملاء في الجامعة مما أدي الي اصابة بعضهم - على حد وصف البيان.

واستنكر مجلس ادارة الجامعة، في بيان صحفي، كل عمل أو فعل قد اخل بالنظام الجامعي و أمن و سلامة الأفراد وأساء الي أي فرد داخل الجامعة سواءً كان طالباً او ادارياً أو استاذاً او مقدماً للخدمات العامة و أن محور العلاقة الأساسية بين الجامعة و الطلاب هو تقديم الخدمة التعليمية في مكان اختاروه بأنفسهم و اجتهدوا لكي يلتحقوا به.

واتخذ المجلس بعض الاجراءات العاجلة والاستثنائية التي من شأنها رفع الضرر عن الطلاب الذين حاولوا جديا الا يشاركوا في زعزعة الاستقرار داخل الجامعة وكانوا ضحيه القهر النفسي و الأدبي من بعض زملائهم - وفقا للبيان- وهي كالتالي: إجراء اعادة امتحانات نصف التيرم للأيام الثلاثة الأولي (14 – 16 مارس 2015) للطلاب المتضررين و الذين يقبل الالتماس الخاص بهم. و من المقرر أن يتم اعلان جدول امتحانات الاعادة خلال الاسبوع المقبل .

وفتح باب قبول التماسات الطلاب المتضريين (في الفترة من الاربعاء 18 مارس حتي السبت 21 مارس الساعة الرابعة ظهراً) سواء الذين أدوا الامتحان أوالذين لم يتمكنوا من اداء الامتحانات بصورة طبيعية، والنظر في الالتماسات المقدمة من الطلاب يومي السبت والاحد 21 و 22 مارس 2015 من خلال لجنة مشكلة من أعضاء هيئة التدريس .

وتابع الييان، على ضرورة تطبيق القواعد الاستثنائية التالية: يعتبر هذا الامتحان Make up exam لامتحان نصف الترم والزامي لكل الطلاب الذين تم قبول التماسهم، وجميع الطلاب الذين تقدموا باعذار طبية ايام السبت – الاحد – الاثنين 14-16 مارس يجب ان يقوموا بدخول هذا الامتحان ولن يتم اضافة درجات نصف التيرم الي الاختبار النهائي، ولن يقبل اي اعذار طبية من اي طالب في امتحان الاعادة الا في الحالات المزمنة التي تقررها عيادة الجامعة فقط و بناء علي تاريخ مرضي مسبق، هذا إلي جانب درجات امتحان الاعادة Make up exam في نهاية العام سوف تكون تعوضياً لدرجات الامتحان النهائي فقط وليس الامتحان النهائي ونصف التيرم وذلك لاجراء Make up exam لامتحان نصف التيرم وذلك للفصل الدراسي الحالي فقط.

ليختتم البيان، بتأكيد مجلس الجامعة أنه يولي مصالح الطلاب و العملية التعليمية ومصالح الجامعة بالغ الإهتمام ضمن الأطر القانونية، و أن الحوار هو الوسيلة المثلى وأن الأساليب غير القانونية في الحوار ستواجه بحزم وفقا للقيم والقوانين التي تحكم الجامعة.

ومن جانب آخر، رد اتحاد طلاب الجامعة، على بيان الادارة، واصفين إياه بـ''معلومات مغلوطة و كلام مرسل و اتهامات واسعة''.

وقال بيان اتحاد الطلاب، الصادر اليوم الخميس، إن الحراك الطلابي الذي تمثل في الإعتصام و الإضراب عن دخول الامتحانات والدراسة بشكل عام هو حراك سلمي تماما ، لم يتخلله أي نوع من الإرهاب النفسي و لم يقم به عدد صغير من الطلاب كما يدعي بيان الادارة و إنما قام به الأغلبية الكاسحة على مدار ثلاثة أيام هي السبت و الأحد و الأثنين الماضين و يشهد على ذلك كل الطلاب و صور القاعات الفارغة بل وكاميرات الجامعة نفسها.

وأضاف إنه لم يحدث موقف واحد تم فيه منع أحد الطلاب من تأدية الامتحان أو الضغط عليه بالقوة، و لكن على العكس حدث أن بعض أعضاء هيئة التدريس حاولوا بالقوة أن يجبروا بعض الطلاب على تأدية الامتحان، و الطلاب الذين واجهوا هذا الموقف يشهدون بذلك.

وتابع أنه ليس من حق مجلس الجامعة أن يتحدث باسم الطلاب و أن يدعي تعرضهم لضغوط أو منعهم من اداء الامتحانات بالقوة دون دليل واضح، ولا يجوز له ارسال الإتهامات جزافا في حق الطلاب، فضلا عن أنه كان من المنتظر ان ترسل ادارة الجامعة رسالة الى طلابها تشرح فيها الخطة الزمنية لتحقيق مطالبهم المشروعة بعد ان وعدوا بتحقيق هذه المطالب بشكل شفهي في اخر اجتماع.

وأكد الاتحاد أن الإلتماس المُرسل من إدارة الجامعة يتضمن العديد من الخانات الغير مفهومة و التي لم يتم الاتفاق عليها مع الاتحاد بل واثارت الجدل الواسع بين الطلاب مما ادى لظهور هذه التساؤلات من جانب الطلبة: أولا عن أهمية وجود خانة الرقم القومي بالتماس اعادة الامتحانات علما بانه قد تم تقديم هذه البيانات مسبقا في مرحلة التقديم بالجامعة وهي بالطبع محفوظة بسجلات الجامعة.

وتساءل الطلاب ايضا عن أهمية وجود أسئلة كوجودك داخل حرم الجامعة من عدمه مع العلم بانه يتم اثبات دخول الطلبة من على البوابة بواسطة البطاقات الاليكترونية وكاميرات المراقبة المنتشرة بارجاء الجامعة، فضلا عن ما هي مدى صعوبة اعادة جدولة الامتحانات من قبل الادارة بدون كل هذه التساؤلات والاجراءات المعقدة التي تزيد الضغط النفسي المتراكم عند الطلاب.

وتساءل أيضا، عن التناقض مابين الميعادين المرسلين كحد اقصى لتسليم هذا الالتماس ''الغير متفق عليه'' وهما يومي الخميس 19-3-2015 والسبت 21-3-2015، مشيرا إلي أن كل هذه التساؤلات تتطلب تعجيل الادارة في الرد على طلب الاتحاد بالاجتماع بهم للرد عليها وتوضيح ما سبق للطلاب خاصة ان المهلة التي اعطتها الادارة للرد على الالتماس ''ضيقة جدا''.

وقدم الاتحاد، اعتذاره الى الطلاب لاتخاذ بعض المسالك التي أدت الى الوضع الحالي، معلنين أنهم حاولوا مد أواصر الثقة و إظهار حسن النية لإنهاء الأزمة، وتحقيق المطالب التي تصب في مصلحة الطلاب، مؤكدين أن الاتحاد لن يتهاون يوما في السعي بكل الطرق المتاحة لانتزاع حقوق الطلاب ومطالبهم.

وكان اتحاد طلاب الجامعة الألمانية، قد أعلن عن فض اعتصام الطلاب بالجامعة بعد إتمامه يومه السادس، و إيقاف الإضراب عن الدراسة و الامتحانات. و يتقدم الاتحاد، بالنيابة عن الطلاب، بالاعتذار عما حدث في الواقعة التي حدثت يوم الأحد الماضي .

وأكد اتحاد الطلاب، في بيانه عبر صفحتهم الرسمية على فيسبوك، الثلاثاء الماضي، أن القضية لم تكن الاضراب عن امتحانات الميدتيرم، و إنما قضية إهمال و سياسة الإدارة في الاستهانة بحياة طلابها، مشيرا الي الإضراب جاء كواحد من أقوى وسائل الضغط و الاعتراض.

فيما صرح مسؤولو الجامعة، بأنه يتم محاسبة المسؤولين إداريا داخليا من الجامعة، انتظارا لانتهاء تحقيقات النيابة العامة، فضلا عن التوصل إلى اتفاق بتقدم الطلاب بالتماس بتعذر دخولهم الامتحانات بسبب الظروف التي صاحبت الحادث المؤلم الذي تسبب في وفاة الطالبة يارا طارق، و سيتم النظر بعين الاعتبار لجميع الالتماسات المقدمة.