رئيس حزب الوفد: لا يوجد من ينازع السيسي شعبيته ..والانتخابات قريبا
القاهرة - (د ب أ):
استبعد رئيس حزب "الوفد" المصري السيد البدوي وجود نية مبيتة لدى الحكومة المصرية لتأجيل الانتخابات البرلمانية التي كان من المفترض أن تبدأ نهاية الشهر القضائي وتم تأجيلها لأجل غير مسمى بعد أحكام قضائية تتعلق بالقوانين المنظمة للانتخابات.
وقال البدوي في مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) بالقاهرة :"هذا اتهام باطل لانتفاء دوافعه".
وعلق على الاتهامات بأن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يطمح إلى إبقاء كافة السلطات التنفيذية والتشريعية بيده بالقول :"الرئيس لا يخشى وجود البرلمان بل يسعى لتشكيله .. ولا يوجد من بين تيار المعارضة أي شخصية تحاول أن تناوئ السيسي أو تعيق مسيرته أو حتى إحراجه .. فالشعبية المرتفعة التي يحظى بها السيسي بين المصريين تجعلهم يلفظون بشدة كل من يرون أنه يحاول النيل من شخصه ومن شعبيته".
ورجح أن "ينصب تركيز تيارات المعارضة بالبرلمان القادم على الجوانب والقضايا الموضوعية التي يهدف من طرحها وإثارتها الصالح العام للدولة وللرئيس وللحكومة".
وأعرب البدوي عن تخوفه من أن لا تحظى الانتخابات البرلمانية بمشاركة شعبية كبيرة ، متوقعا أن تقتصر المشاركة على "العائلات والقبائل الكبرى التي ستدعم مرشحيها".
ونفى البدوي الذي يترأس حزب الوفد منذ عام 2010 أن يكون هذا العزوف سببه عدم تواصل الأحزاب مع المواطنين ، وقال :"الشارع المصري لا يشعر بالأحزاب ولا بالانتخابات من الأساس .. المصريون مشغولون بمستقبل البلاد وتحديدا بالمواجهة بين مصر كدولة وبين عصابات الإرهاب : أي أنهم مشغولون بالأمن والاستقرار والحفاظ على الدولة المصرية من السقوط .. هم يرون أن السيسي وحده بما يقوله وما يفعله ويسعى له أصبح وحده قادرا على تحقيق الاستقرار وبالتالي فلا حاجة للأحزاب والبرلمان".
وأردف :"تحميل الرئيس كشخص كل المسؤولية خطأ كبير بالطبع .. هناك أهمية كبرى للبرلمان كمؤسسة ، لكن لا أحد يستطيع أن يفرض على المصريين ما يهتمون به .. فضلا عن أن المصريين سئموا كثيرا من كثرة الاستحقاقات الانتخابية التي دعوا للمشاركة بها منذ ثورة 25 كانون ثان/يناير 2011 ".
وحول تصوره للبرلمان القادم وموعد الانتخابات ، توقع البدوي أن تجرى الانتخابات قبل شهر حزيران/يونيو ، وأعرب عن اعتقاده بأن البرلمان القادم "لن يمثل مع الأسف أهداف ثورتي 25 كانون ثان/يناير و30 حزيران/يونيو".
وأوضح :"السلفيون سيتواجدون بنسبة تتراوح ما بين 10-15% ، وهناك شخصيات عدة من أعضاء الحزب الوطني المنحل ممن ثار ضدهم الشعب في 25 يناير سينضمون للبرلمان .. وأمين التنظيم بهذا الحزب المنحل أحمد عز يدعم مجموعة من منهم ماديا .. وهونفسه يحاول حتى الآن الترشح ليتزعم تلك المجموعة ليشكلوا كتلة بارزة بالبرلمان القادم .. وهذا بالطبع لن يرضي مؤيدي 25 يناير".
وأضاف :"كما أن عددا من جماعة الإخوان المسلمين سيتسرب لهذا البرلمان من خلال الدفع بوجوه غير معروفة ، وهذا من شأنه أن يغضب مؤيدي ثورة 30 يونيو".
وحذر البدوي من مغبة ذلك كله واعتبره سيدفع بالبلاد لحالة من الفوضى قد تستغلها عصابات الإرهاب السياسي ، وقال :"أشفق على الرئيس من تبعات الأمر".
ودافع البدوي عن موقف حزبه من ضم بعض أعضاء الحزب الوطني ، وقال :"لقد استعدنا العائلات الوفدية القديمة التي ارتضت الانضمام للوطني لتسهيل مصالح من يمثلونهم من المواطنين بدوائرهم .. ولم نقبل ضمهم إلا بعدما تأكدنا من عدم تلوث أيديهم بالفساد" ، رافضا في المقابل وبشكل مطلق "ضم أي إخواني للحزب حتى لو ثبت عدم اشتراكه في أعمال عنف".
وشدد :"فكر الإخوان لا يتجزأ عن ممارستهم .. لقد حملوا السلاح وقتلوا المصريين ، وبالتالي صارت هناك خصومة بين الشعب والجماعة .. ولا يملك أحد ولا حتى السيسي بما يملك من شعبية أن يتحدث عن حوار سياسي أو مصالحة مع هؤلاء".
وأشاد البدوي بأداء الرئيس منذ توليه المسؤولية ، سواء على صعيد تعاطيه مع ملف العلاقات العربية والإقليمية أو إدارته للسياسة الداخلية. وأعرب عن ثقته في قدرة الرئيس على حل مشاكل ملحة كقضية الإفراج عن بعض شباب ثورة 25 كانون ثان/يناير.
فيديو قد يعجبك: