أبو العينين: السيسي طالب بـ''ثورة دينية'' لمواجهة التطرف
موناكو- (أ ش أ):
أكد محمد أبو العينين، الرئيس الشرفي للبرلمان الأورو متوسطي، أن العالم يشهد تطورًا هائلاً في التهديدات الإرهابية، فلم تعد هناك منطقة أو دولة بمنأى عن العمليات الإرهابية، مشيرا إلى أنه خلال عام 2013 وقع 10 آلاف عمل إرهابي أدت إلى مقتل 18 ألف شخص في نحو 87 دولة.
وقال أبو العينين - خلال مؤتمر مكافحة الإرهاب والمقاتلين الأجانب بموناكو - إن ''الإرهاب ليس أمرًا جديدًا، لكنه اتخذ بعدًا جديدًا أكثر خطورة، فاليوم الجماعات الإرهابية تسعى لهدم الدول وتدمير مؤسساتها وإخضاع شعوبها، وذلك بمعاونة ورعاية أطراف خارجية، وأصبح وجود ومستقبل دول كالعراق وسوريا وليبيا واليمن مهددا بسبب الجماعات الإرهابية، ومن المؤسف أن المجتمع الدولي لم يعط هذه المخاطر الجدية اللازمة، وتجاهل بصورة متعمدة ما يحدث في دول الشرق الأوسط خلال السنوات الماضية فيما سمى ''ثورات الربيع العربي''.
وأضاف أن ''العالم استيقظ على صدمة أن الإرهاب يضرب في قلب أوروبا، وعلى مخاطر المقاتلين الأجانب في تنظيم ''داعش''.
وأشار إلى أن ''الرأي العام العالمي انتبه مؤخرًا إلى الدور المصري في مواجهته الحاسمة ضد الإرهاب وما تخوضه مصر بمفردها من حرب ضارية على الإرهاب نيابة عن المنطقة والعالم''.
ولفت إلى أن ''الشعب المصري بدأها بثورة شعبية في 30 يونيو 2013 ضد جماعة إرهابية كانت تحكمه وهى بمثابة العباءة الأيديولوجية لكل تنظيمات الإرهاب الديني في المنطقة.
وقال الرئيس الشرفي للبرلمان الأورو متوسطي، إن ''الرئيس عبد الفتاح السيسي اتخذ جميع المبادرات قبل تطور الأحداث بهذا الشكل المفزع، حيث طلب فى السابع والعشرين من يوليو لعام 2013 تفويضا من جموع الشعب لمحاربة الإرهاب، بالإضافة إلى تنبيه وزيرَ الدفاع الفرنسي في سبتمبر من العام الماضي بضرورة مواجهة التطرف والإرهاب قبل وصوله إلى عمق أوروبا، خاصةً الدول التي على شمال المتوسط''.
وأضاف أن ''الرئيس السيسى طالب بـ''ثورة دينية'' لمواجهة التطرف وإعادة تشكيل الوعي، عبر خطابٍ ديني وثقافي مغاير يؤسس لقيم السلام والمشاركة والاختلاف في العالم أجمع''.
وأكد أن ''هناك مفارقة، حيث تقوم مصر بمحاربة الإرهاب، بينما تقوم دول أخرى باحتضانه ورعايته ودعمه والتخطيط له''، مشيرا إلى أن ''هناك دولا رفضت مساعدة مصر وتقديم الموارد اللازمة لمكافحة الإرهاب، ودولا ثالثة تحاول أن تعطي الإرهاب غطاءً إعلاميًا وسياسيًا غير مشروع باستمرار الانتقادات الموجهة لمصر بادعاءات تحجيم الحريات وغيرها، على الرغم من أن مصر قدمت خلال هذه الفترة المئات من الشهداء، خاصةً من رجال الأمن، وكان آخر ضربات الإرهاب العملية الغاشمة التي شهدتها شمال سيناء الخميس الماضي وأوقعت عشرات الشهداء خلال الفترة من 30 يونيو 2013 وحتى الآن''.
وطالب أبو العينين بضرورة التعاون بين دول العالم ومحاولة اللحاق بالجهود المصرية، حتى تكون هناك هجمة قوية ومنظمة دوليًا على شتى صور الإرهاب في العالم كله ومحاربة الفكر الإرهابي وجميع التنظيمات الإرهابية أيًا كانت مسمياتها تأييدا لمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالقيام بثورة دينية لتصحيح الفهم الخاطئ للإسلام، والذي يستغله المتطرفون لتبرير أعمالهم، وقيام مجلس الأمن بإدراج جميع الجماعات المتورطة في الأعمال الإرهابية في القوائم الإرهابية، وفرض عقوبات رادعة على أي بلد أو منظمة أو فرد يدعم الجماعات الإرهابية أو يروج لها عبر وسائل الإعلام أو عبر استغلال رجال الدين في التحريض على العنف.
كما طالب بتكثيف المعلومات وتبادلها، وإنشاء قاعدة بيانات لمكافحة الإرهاب ومنبر لتبادل المعلومات، وعدم استقبال الدول إرهابيين وأن تمنع تنقلهم عبر أراضيها وتحاكم من يساعدهم، وأن تمنع دخول الدعاة الذين يمثل فهمهم الخاطئ للدين ونظرتهم للعالم أساسا نظريا لأعمال العنف والإرهاب، ويجب أن تمنع الدول نشاط المنظمات الإرهابية التي تمارس الإرهاب أو تحرض عليه خارج أراضيها.
كما طالب أيضا بضرورة إقامة شراكة عالمية جديدة لمساعدة الدول على بناء قدراتها لمواجهة الإرهاب وضبط الحدود ومنع تنقل الإرهابيين ومنع وصول السلاح والتمويل للجماعات الإرهابية، وأن يتم تقديم الدعم الأكبر للدول الموجودة على الخطوط الأمامية في المعركة ضد الإرهاب في الشرق الأوسط.
وشدد على ضرورة مواجهة الإرهاب الإلكتروني، ومنع أن يصبح الفضاء الإلكتروني هدفًا للإرهاب أو أداة للترويج له، وتجنيد عناصره، ويجب وضع مدونة عالمية لقواعد السلوك والقضاء على الفقر وخلق فرص العمل هى التي تقتل الإرهاب نفسه وتجفف منابعه.
ودعا أبو العينين، دول العالم للمشاركة فى المؤتمر الدولي لدعم الاقتصاد المصري والمزمع عقده في 13 – 15 مارس المقبل بشرم الشيخ في إطار خريطة الطريق السياسية والاقتصادية لبناء مصر المستقبل لتشجيع الاستثمار والسياحة والتجارة لمواجهة الإرهاب، مشيرا إلى أن الاستثمار في مصر ليس فقط مربح ماليًا وإنما أيضًا يعزز الاستقرار والأمن في مصر وفي المنطقة والعالم.
كما طالب بعقد مؤتمر دولي في مصر تحت رعاية الأمم المتحدة يضم ممثلين عن دول المنطقة وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، للنظر بصورة جادة وشاملة لمشكلة الإرهاب في الشرق الأوسط، ويناقش النزاعات طويلة الأمد في الشرق الأوسط، لاسيما النزاع الفلسطيني الإسرائيلي الذي يقدم الفشل المتكرر لحله على مدى عقود دعمًا معنويًا للإرهابيين والحروب الأهلية التي تشهدها بعض دول المنطقة، وكيفية دعم أجهزة الدولة للحفاظ على سيادة الدول وسلامتها الإقليمية ومنع تصدير الأسلحة إلى الجماعات الإرهابية في هذه الدول.
وأنهى أبو العينين كلمته فى المؤتمر قائلا: ''يجب ألا نسمح باستغلال الحرب على الإرهاب في التحريض على كراهية الإسلام، صحيح أن القادة الغربيون يتحدثون دائمًا عن أن الإرهاب لا علاقة له بالإسلام، لكن على وسائل الإعلام الغربية ألا تأخذ الإسلام بقيمه السمحة وأكثر من 1.5 مليار مسلم، بمجموعة من القتلة وحرية الرأي والتعبير لا يجب أن تستخدم كذريعة لوصم الإسلام بالإرهاب، أو التحريض على كراهية المسلمين أو إهانة نبيهم''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: