مرصد الفتاوي الشاذة : من موجة الإرهابي تضرب العالم في إطار تنافس بين القاعدة و داعش
كتب- محمود علي:
حذَّر مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية من موجة الإرهابي تضرب العالم كله في إطار تنافس وتصارع بين القاعدة و«داعش»؛ حيث تبارى التنظيمان في استعراض القوة وتنفيذ العمليات الدموية في الأسابيع القليلة الماضية بهدف تأكيد زعامة كل تنظيم لما يطلقون عليه «حمل راية الجهاد في العالم».
جاء ذلك في أعقاب عملية إرهابية قام بها تنظيم «داعش» الإرهابي، استهدف فندق (سويس إن) بمدينة العريش والذى يقيم به اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات البرلمانية، بواسطة ثلاثة من عناصره، حيث قام الأول باستهداف قوة تأمين الفندق بسيارة ملغومة، بينما تمكن الثاني - وكان يحمل حزام ناسف - من التسلل إلى غرفة تجهيز الطعام بالفندق وتفجير نفسه، وتسلل عنصر ثالث إلى أحد غرف الفندق وإطلاق النيران العشوائية مما أدى إلى استشهاد أحد القضاة وجنديان من الشرطة المدنية وإصابة 12 آخرين من عناصر الشرطة المدنية والقوات المسلحة والمدنيين.
وأكَّد المرصد أن هذه العملية تهدف إلى تقويض العملية الديموقراطية التي تشهدها مصر، حيث تَعتبر التنظيمات المتطرفة أن الديمقراطية نوعٌ من الكفر والرضا بغير ما أنزل الله – حسب زعمهم - ولم تكن تلك العملية هي الأولى التي استهدف فيها تنظيم «داعش» مؤسسة القضاء المصري، بل سبقتها هجمات أخرى استهدفت تقويض العدالة والتأثير على أحكام القضاة ومنعهم من تأدية واجبهم، دون جدوى تُذكر.
ولفت المرصد إلى أنه لولا تصدي القوات المسلحة للمهاجمين الإرهابيين، لتمكَّن التنظيم من قتل العديد من رجال القضاء ؛ حيث كان الفندق يستضيف العديدَ من القضاة المشرفين على العملية الانتخابية في العريش.
وبالرغم من لجوء التنظيم إلى استخدام سلاح الأحزمة الناسفة – وهو تطور نوعي خطير في العمليات الإرهابية في سيناء – فإن القوات المسلحة كانت لهم بالمرصاد.
ونبَّه المرصد إلى أن تنظيمي القاعدة و«داعش» يتباريان في إثبات جدارة كلٍّ منهما في تصدُّر مشهد «الجهاد العالمي» على حد وصفهم؛ حيث قام تنظيم «داعش» بتنفيذ مجموعة من العمليات الإرهابية في فرنسا أوقعت نحو ١٢٠ قتيلًا ومئات الجرحى، وقبلها عملية إرهابية في الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية أسفرت عن مقتل ٤٣ قتيلًا، ونحو ٢٠٠ جريح، أعقبها قيام تنظيم القاعدة بالإعلان عن أحقيته وجوده على الساحة عبر عملية إرهابية استهدفت فندق “ راديسون “ في باماكو بمالي، وأسفرت عن مقتل نحو ٢٠ شخصًا من بينهم اثنان من منفذي العملية، وقد أعلنت جماعة "جبهة تحرير ماسينا" الجهادية مسؤوليتها عن الهجوم بالتعاون مع تنظيم «المرابطون» التابع لتنظيم القاعدة.
ويستمر الصراع بين التنظيمين لتأكيد الصدارة والأحقية؛ وذلك عبر تنفيذ أكبر عدد ممكن من العمليات الإرهابية، وإسقاط المزيد من المدنيين ضحايا تلك العمليات.
ودعا المرصد إلى ضرورة التعاون الدولي والإقليمي في مواجهة العمليات الإرهابية التي طالت العديد من الدول في ثلاث قارات، حيث باتت تلك التنظيمات عابرةً للحدود، وقادرةً على ضرب عمق الدول عبر استراتيجية «الذئاب المنفردة»، و«الخلايا النائمة» التي استندت إليها التنظيمات الإرهابية مؤخرًا في العمليات الإرهابية الكبرى.
فيديو قد يعجبك: