مرصد الإفتاء مندداً بتفجيرات باريس: نحن أمام 11 سبتمبر جديدة
كتب- محمود علي:
أدان مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية سلسلة العمليات الإرهابية التي وقعت في العاصمة الفرنسية باريس، والتي أوقعت نحو 140 قتيل، ومئات الجرحى، مؤكدًا أنه قد حذر في تقرير صادر عنه في وقت سابق من خطورة الخلايا النائمة لتنظيم "داعش" في الغرب، واستغلاله لموجات المهاجرين السوريين في توثيق الصلات وترتيب العلميات الإرهابية التي يستهدف بها الدول والمجتمعات الغربية.
وأكد المرصد أن تحذيره في السابق من خطورة استراتيجية التنظيم في الدول الغربية، نابع من إدراكه لخطورة زرع الخلايا النائمة المستعدة لتنفيذ العلميات التي تكلف بها في أي وقت، بالإضافة إلى رصد قيام شخصيات دينية متطرفة باستغلال أزمة المهاجرين في استقطاب عناصر جديدة وتجنيدها لتنفيذ عمليات التنظيم في الغرب.
ونوه المرصد إلى أن تنظيم "داعش" قد أصدر بيانا رسميا في مارس الماضي دعا فيه أنصاره ممن لا يستطيعون الانضمام إليه البقاء في أماكنهم استعداد لتنفيذ علميات في دولهم وبين مجتمعاتهم، تطبيقًا لما سموه "المعروف والنصرة، وتطبيقاً لشريعة الولاء والبراء" – على حد زعمهم، وهو ما حذر منه المرصد في حينه، ودعا الدول والمجتمعات الأوروبية إلى التعاطي بإيجابية مع أزمات الجاليات المسلمة في الغرب لقطع الطريق أمام التنظيم ومنعه من استغلال أحداث الإساءة إلى الإسلام ورسوله الكريم في استقطاب عناصر جديدة واستخدامها في تنفيذ عمليات إرهابية بدعوى نصرة النبي صلى الله عليه وسلم ونصرة الدين.
وشدد المرصد على أهمية التعاون والتكاتف الدولي لمواجهة التهديد الأكبر للعالم أجمع، وهو التطرف والإرهاب، وعدم الاكتفاء بإغلاق الحدود وتأمين الداخل، فالتجارب العملية أثبتت أنه لا يمكن أن تنعم الدول بالأمن والاستقرار مادام لدى التنظيمات التكفيرية والمتطرفة مناطق سيطرة وإمداد بشري من مختلف دول العالم، وأحداث العراق ولبنان وأخيرًا فرنسا خير دليل على ذلك، داعيًا المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات جادة وقوية لمواجهة تنظيم "داعش" في مختلف مناطق سيطرته، والتعاون مع دول الجوار الإقليمي بشكل تام للقضاء على هذا الخطر المحدق.
واختتم المرصد بيانه بالتأكيد أن ما حدث في فرنسا يُعيدنا إلى مشاهد الحادي عشر من سبتمبر، ويؤكد أن ما تم اتخاذه من إجراءات وخطوات في الماضي لم تنجح حتى الآن في القضاء على التطرف والإرهاب، وبالتالي ضرورة إعادة النظر في تلك الخطوات، واتخاذ إجراءات وخطوات جديدة وجدية لمواجهة هذه الهجمة من التطرف والتكفير التي تضرب مختلف الدول والمجتمعات حول العالم
كما طالب مرصد الإفتاء السلطات الفرنسية باتخاذ كافة التدابير الأمنية لحماية الجالية المسلمة في فرنسا ضد أي اعتداءات متوقعة قد تحدث نتيجة إلقاء التهمة على المسلمين دون تحري، مثلما حدث في الولايات المتحدة بعد أحداث 11 سبتمبر.
فيديو قد يعجبك: