إعلان

"عاشوراء" يوم حزين للفاطميين وسعيد للأيوبيين والمماليك..و تمنع الحسد

11:45 ص الخميس 22 أكتوبر 2015

الدكتور عبد الرحيم ريحان

القاهرة- (أ ش أ):

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أن يوم "عاشوراء" كان من بين أعياد منف الدينية بمصر القديمة وكانوا يطلقون عليه عيد طرح بذور القمح المقدس، ويقع فى اليوم العاشر من شهر نوبى (طوبة) أول شهور الفصل الثانى من فصول السنة (فصل برت – البذر)، وتصادف يوم عاشوراء المصرى القديم مع العاشر من "تشرى " أول السنة العبرية وفيه أمر نبى الله موسى عليه السلام اليهود بالصيام تكفيراً عن ذنب عبادتهم للعجل وهو عيد الكبور .

وأشار ريحان - فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الخميس - إلى أن العرب في الجاهلية أخذوا عادة الاحتفال بعاشوراء والصوم عن اليهود، وعند نزول الإسلام أمر الرسول عليه الصلاة والسلام المسلمين بالصيام في نفس اليوم والاحتفال به، وقد صادف يوم عاشوراء المصرى القديم العاشر من تشرى أول السنة العبرية والذي صادف بدوره العاشر من محرم عند المسلمين.

وعرض ريحان مظاهر الاحتفال بيوم عاشوراء في العصر الإسلامى، حيث يحتفل المسلمون في العاشر من المحرم بيوم عاشوراء وهو اليوم الذى قتل فيه أبو الشهداء الحسين بن على رضي الله عنه في موقعة كربلاء في العاشر من المحرم سنة 61هـ/680م بمدينة كربلاء بالعراق فى معركة بين الحسين بن على بن أبى طالب وجيش يزيد بن معاوية .

وقال إن الفاطميين احتفلوا بهذا العيد بشكل رسمي وأصبحت مصر تحتفل به وتعتبره عيداً من أعيادها الرسمية، ولكنه عكس كل الأعياد، فقد كان عيدا للحزن والبكاء تعطل فيه الأسواق وتغلق الدكاكين ويخرج الناس ومعهم المنشدون إلى الجامع الأزهر ، وتتعالى أصواتهم بالبكاء ، وعندما نقلت رأس الحسين رضى الله عنه إلى القاهرة وبنى لها المشهد الحسيني كان خروج الناس للمشهد الحسينى.

وأضاف أن الاحتفال تغير في العصر الأيوبي السني، حيث اعتبر ملوك بني أيوب هذا اليوم فرح وسرور يوسعون فيه على أولادهم ويكثرون من الأطعمة الفاخرة ويصنعون ألوان الحلوى ويكتحلون، واستمر ذلك في عصر المماليك وما يليه، وصاحب هذا الاحتفال خلال العصور المختلفة كثير من الخرافات التي انمحى بعضها الآن نتيجة لانتشار التعليم والثقافة وبقى البعض الآخر متداولا في القرى وفي الأحياء الشعبية ومنها ظهور الجن في هذا اليوم يطرق الأبواب ليفرغ ما لديه من الذهب وذلك وفقا للدراسة الأثرية للدكتور على الطايش أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآثار بجامعة القاهرة.

وتابع ريحان أن الاحتفال فى عصر المماليك كان يتم منذ اليوم الأول حتى العاشر من المحرم، واعتبر الفقهاء في العصر المملوكي هذا اليوم من المواسم الشرعية الرئيسية، حيث تكثر الزينات والولائم وتسير المواكب وتنشد الأناشيد ويحضر السلطان إلى القلعة ومعه الشيوخ والقضاة وأهل العلم والأمراء ويبدأ القراء فى تلاوة القرآن الكريم وإنشاد المنشدين فإذا ما انتهى كل منهم دفع إليهم السلطان بصرة فيها دراهم من الفضة وحينما تنقضى صلاة المغرب تمد الأسمطة ويوزع منها على الفقراء بعدها يمضى الجميع بقية الليل فى سماع المطربين حتى الفجر.

وأشار إلى العادات التى لا تزال متبعة حتى الآن فى هذا اليوم ومنها نوع من الحلوى يصنعه الناس فى هذا اليوم ويسمونه "عاشورا" وهو يصنع من الحبوب أو القمح عادة ويطبخ على شكل البليلة ثم يصفى ويضاف إليه اللبن والسكر وبعض الياميش مثل الجوز واللوز والبندق، كما يقوم الأهالي بشراء البخور لتبخير المنازل لإبطال مفعول نظرة الحاسدين.

وأكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أن احتفال المسلمين بيوم عاشوراء كان يصاحبه أيضا قراءة القرآن الكريم في كل بيت لمشاهير القراء، ثم ينشد المنشدون بصحبة الآلات القصائد، أما النساء فكن يشاهدن الاحتفال خارج المنزل من فوق الأسطح أو يحتفلن به داخل المنزل بإحضار إحدى الواعظات لسماع الوعظ، ويطوف بعض الباعة فى الشوارع يبيعون الميعة "البخور" المباركة وهم ينادون عليها بصوت ملحن، ويحمل البائع عادة على رأسه صينية مستديرة يغطيها بقطع من الورق المختلف الألوان ويضع عليها هذه الميعة، وعندما يقوم الأهالي بشراء البخور يضع البائع الصينية على الأرض داخل المنزل ويتناول طبق أو قطعة من الورق ويضع فيها القليل من كل صنف ، ويلقى أثناء ذلك نشيداً طويلاً ورقية ، ثم يروى المنشد بعد ذلك كيف أبطل نبى الله سليمان عليه السلام حسد العين ويأخذ فى تعداد أثاث المنزل ورقيته "بخرت السلالم من عين أم سالم بخرت الكرسى من عين أم مرسى بخرت اللحاف من وجع الأكتاف ".

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان